1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"مشاكل مصر وانقسام العرب لن يوقفا عودة دورها الإقليمي"

٢٠ سبتمبر ٢٠١٧

في حوار مع DW عربية يعتقد عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية أن مصر في طريق استعادة دورها الإقليمي النشيط، وأن مشاكلها الداخيلة وانقسامات العرب لن تقف دون اضطلاعها بهذا الدور، لاسيما في سلام الشرق الأوسط.

https://p.dw.com/p/2kPDi
Präsidentschaftswahl in Ägypten Amre Mussa
صورة من: picture-alliance/dpa

 الاختراق الدبلوماسي الذي حققته القاهرة في الملف الفلسطيني الداخلي، ولقاء الرئيس عبد الفتاح السيسي برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يبعث على الاعتقاد بأن شيئا ما يتحرك بالنسبة للدور المصري على الساحة الإقليمية. لكن هل تحول المشاكل الداخلية في مصر، والانقسامات العربية وأزمة الخليج المستجدة، دون هذا الدور المصري؟ بالنسبة للأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو موسى السياسي المصري المخضرم - الذي أمضى عقودا من الزمن في دواليب الدبلوماسية العربية وفصول الصراع العربي الإسرائيلي- فإنه بخلاف الاعتقاد بأن الموقف العربي ضعيف، فهو ليس كذلك من الناحية الاستراتيجية، ولديهم أوراقهم في مقابل الطرف الإسرائيلي، وهو ما تسعى مصر للقيام به.

وفيما يلي نص الحوار الذي أجرته معه DW عربية متحدثا بالهاتف من نيويورك.

DW عربية: ما هي العوامل التي يمكن أن تجعل دعوةُ الرئيس السيسي للتعايش بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تحقق مداها وألا تكون مجرد دعوة مكرَّرة مثل الخطاب السياسي والدبلوماسي المتداول من منبر الأمم المتحدة أو غيرها؟

عمرو موسى: يجب أن يكون التصميم من طرف الكل على ضرورة حل القضية الفلسطينية وحل النزاع العربي الإسرائيلي، وعلى أن استمرار هذا النزاع سيؤدي إلى استمرار الاضطرابات في الشرق الأوسط، وسيكون على الدوام نقطة توتر كبير في المنطقة، ولذلك من الضروري الإصرار والتكرار وعدم تغير المواقف، لا بدّ من حل منصف للقضية الفلسطينية بحيث يأخذ معه الفلسطينيون حقوقهم والإسرائيليون أمْنهم. نحن لسنا مُمتنِعين عن النظر في أمن إسرائيل، إنما يجب أيضاً على إسرائيل ألاّ تمتنع عن النظر في الحقوق العربية.

بعد قيامه بدور بين الأطراف الفلسطينية، التقى الرئيسُ المصري رئيسَ الوزراء الإسرائيلي، هل لدى الرئيس السيسي، ضمانات حول التزام الفصائل الفلسطينية في مسار السلام؟ وبالمقابل، هل يؤشر لقاء السيسي مع نتنياهو يؤشر على أن لدى القاهرة، أيضاً، ضمانات إسرائيلية بالالتزام بعملية سلام مقبلة؟

ظل السيسي كثيراً في خلفية مشهد النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي

أنا أتصور -وأنا طبعا خارج الحكومة- أن مصر لها سياسة مستمرة ومستقرة في هذا الشأن، هي مستعدة وتعمل للتوصل إلى صلح فلسطيني-فلسطيني، وتوحيد الموقف الفلسطيني. وهذا أمر مهم جدا للوصول إلى السلام والقدرة على تمثيل الشعب الفلسطيني في أي اتفاق قادم.

في نفس الوقت، من الضروري أن تبقى إسرائيل مستعدة للوصول إلى سلام، وأعتقد أن هذا سيكون من المواضيع التي سيتداول فيها اليوم الرئيس ترامب مع الرئيس السيسي، ومع كل الرؤساء العرب الذين سيلتقي بهم ترامب.  ومن الخطأ اعتبار أن القضية الفلسطينية انتهت، لأنها موجودة بشكل قوي جدا في أوساط الرأي العام العربي، وفي الحقيقة بشكل أكبر على المستوى الدولي. لن يستقيم الأمر إلا بتسوية هذا الموقف.

برأيك، هل هناك أجندة محددة على الفصائل الفلسطينية -المنقسمة على نفسها- أن تلتزم بها للمضي في مسار السلام؟

الأكيد أن هناك إجماعاً دولياً على أن تكون دولة فلسطينية آمنة مؤمّنة وقادرة على الحكم الرّشيد، وهذا ما يجب الاشتغال عليه، وأعتقد أن مصر تحاول التأكيد على نفس الأمر بالإضافة للدول العربية بصفة عامة.

لكن في ظل مواقف نتنياهو المعلنة فيما يخص القدس والاستيطان، أيّ ضمانات يمكن للوسيط المصري أن يحصل عليها من الجانب الإسرائيلي في هذا الصدد؟

أعتقد أن العلاقة المصرية الفلسطينية ثابتة، وأن إمكانية الحديث المصري الإسرائيلي يمكن كثيرا أن تمنح مصر القدرة على لعب دور بإقناع الطرف الإسرائيلي بالحركة، وإقناع الطرف الفلسطيني بتوحيد الموقف. هناك الكثير مما يجب فعله وأظن أن مصر قادرة عليه.

هل تعتقد أن نتنياهو شريك للسلام يمكن لمصر أن تراهن عليه؟

هناك علامات استفهام حول مُراهنة مصر على نتنياهو كشريك للسلام، وربما تكون كثير من الأوساط السياسية الإسرائيلية أصبحت ترى في استمرار الاحتلال عبئاً واستمرار المماطلة نوعا من العبث. ومن ثم، أعتقد أن هنالك في إسرائيل تطور للرأي العام نحو ضرورة الوصول إلى سلام، وأعتقد أن الانتخابات الإسرائيلية القادمة قد تؤكد هذا.

هناك مَن يعتقد أن الحكومة الإسرائيلية تريد من مصر السعي أبعد من الملف الفلسطيني باتجاه جلب دور عربي كامل للتفاوض معها أو لإيجاد تسوية إقليمية كما يقول الإسرائيليون؟

في رأيي، مهما فعل أي طرف، ما لم تكن هناك خطة سلام تتعلق بقيام الدولة الفلسطينية، فلا يمكن التفاوض عربيًا في غياب ذلك؛ نحن جميعاً ملتزمون بقيام دولة فلسطينية والعالم كله ملتزم بهذا، لأنه لا يستقيم أن نبدأ بالعكس، حيث الدول العربية تقدم كل ما لديها من تنازلات، ثم ننتظر أنْ تقدم إسرائيل شيئا وتعترف بالدولة الفلسطينية. هذا قلبٌ للمعادلة، بينما الأصح أن كل طرف يتقدّم نحو الآخر، من أجل الوصول إلى نقطة نستطيع التوصل فيها إلى اتفاق.

أستاذ عمرو موسى، أنتَ عملت لعشرات السنوات لأجلِ أن تجد مبادرة السلام العربية مكاناً لها في الواقع؛ فهل ترى، في ضوء المعطيات الجديدة وتحولات ما بعد الربيع العربي وفي ظل إدراة ترامب، أن الدور العربي يمكنه أن يتحرك بمبادرة جديدة سقفها ليس أقل من المبادرة التي أطلقها الملك السعودي الراحل عبد الله؟

لا أعتقد أبدًا أن المبادرة العربية للسلام سوف تتغير أو تنقلب، ولن يتم حتى تقديم البند الأخير على البند الأول. المبادرة العربية باقية على حالها، وهذا الموقف العربي الذي يسانده الرأي العام العربي، بل والرأي العام الدولي، لن يتغير. وبالتالي لا فرصة أبدا أن يُقدِم العرب على الاستغناء عن المبادرة العربية أو تغييرها، وهو إجراء غير ضروري ولا منطقي وغيرُ سليم، ولا يؤدي إلى أيّ نتيجة، من غير أن يكون كسباً للوقت، وهو خسارة إضافية للجانب الفلسطيني والعربي.

King Abdullah bin Abdulaziz al-Saud
عمرو موسى: العرب لن يتراجعوا عن سقف مبادرة السلام العربية التي طرحها الملك الراحل عبد اللهصورة من: Getty Images/AFP/B. Smialowski

لكن، هنالك مَن يرى أن الانقسام العربي، في ظل أزمة الخليج الحالية بين قطر وأشقائها، قد يُضعف الموقف العربي مما قد يجعل سقف المطالب العربية منخفضاً؟

طبعاً، الموقف العربي ضعيف في كل الأحوال، وضعفُه هذا ليس بالأمر الجديد، لأن الفوضى التي حصلت بالعالم العربي والظروف الصعبة التي مرّ بها أضعفته؛ ولكن استراتيجياً، الموقف العربي ليس ضعيفاً، لأنه هو الذي يقيم السلام مع إسرائيل، وشروط قيام السلام مع إسرائيل، في الواقع، هي المبادرة العربية كما هي الآن. وأعتقد بأن الضعف المرحلي الذي يوجد عليه العرب ليس ضعفاً استراتيجياً.

هل يفهم من ذلك أنه مع إدارة الرئيس ترامب، يمكن إيجاد صيغة ما لإقناع الجانب الإسرائيلي بتسوية سلمية مع الفلسطينيين؟

أعتقد أن الرئيس ترامب يتحمل دوراً كبيراً، لأن أمريكا هي الصديق والسند الأساسي لإسرائيل، فإذا لم تنجح في إقناع الجانب الإسرائيلي ومعه أيضاً الجانب الفلسطيني بأهمية التوافق والوصول إلى حل مقبول في إطار القانون الدولي، فسيكون الأمر -في اعتقادي- صعباً. لأن ترامب سبق وأن صّرح منذ البداية بأنه يريد بذل جهد كبير للوصول إلى السلام، ولا بد أن ترامب يرى في المبادرة العربية طريقاً لذلك.

يرى البعض أنه في ظل مشاكل مصر الداخلية الأمنية والسياسية والاقتصادية، بالإضافة إلى الانقسامات العربية، فإن دورها يظل مكبوحاً ولن تستطيع أن تنهض بأدوار إقليمية كالتوسط في عملية السلام؟

برأيي، أن مصر في طريقها إلى العودة إلى لعب أدوار نشيطة في المنطقة، ولن تقف مكتوفة الأيدي أمام تطورات فيها دول إقليمية تلعب أدوارا جديدة، لا سيما وأن العرب في حالة عزلة. وما زلت أعتقد أن السعودية ومصر لهما معاً دور كبير في التعبير عن الموقف العربي.

أجرى الحوار: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات