1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

غارات على حلب وواشنطن تستعد للقاء الجبهة الإسلامية

١٦ ديسمبر ٢٠١٣

قالت واشنطن إن مسؤولين أمريكيين سيلتقون ممثلين عن الجبهة الإسلامية السورية التي استولت على مخازن الجيش الحر، ومجلس الأمن الدولي يدين استخدام أسلحة كيميائية في سوريا، داعيا إلى تقديم مرتكبي "جرائم الحرب" هذه إلى العدالة.

https://p.dw.com/p/1Aaj2
Luftangriffen auf Aleppo 15.12.2013
صورة من: Reuters

تدهور أوضاع اللاجئين السوريين

قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن مسؤولين أمريكيين قد يلتقون مع بعض قادة الجبهة الإسلامية السورية هذا الأسبوع بعد أن سيطرت الجبهة على مخازن أسلحة تخص المعارضة المدعومة من الغرب. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية جين ساكي الاثنين (16 كانون الأول/ ديسمبر 2013): "قد يلتقي مسؤولون من وزارة الخارجية مع ممثلين للجبهة الإسلامية هذا الأسبوع." وأضافت أن ذلك لا يعني تغيرا في الدعم الأمريكي للائتلاف الوطني السوري الذي يمثل المعارضة السياسية المعتدلة.

وطغى تحالف الجبهة الإسلامية الذي يضم ست جماعات كبرى للمعارضة المسلحة على دور ألوية الجيش السوري الحر الأكثر اعتدالا والتي يقودها المجلس العسكري الأعلى وتدعمها دول عربية وغربية. ورفضت الجبهة الإسلامية سلطة المجلس العسكري الأعلى وسيطرت قبل أسبوع على مخازن أسلحة تابعة له على الحدود. ولا يزال سبب سيطرة الجبهة على المخازن غير واضح إذ يقول البعض إن الجبهة الإسلامية سعت إلى حمايتها من هجمات جماعات متطرفة بينما أشارت تقارير أخرى إلى أنه عمل عدائي.

Syrien Islamisten Ausbildung Kämpfer, 28.11.2013
مسؤولون أمريكيون "قد" يقابلون مقاتلين إسلاميين سوريينصورة من: Reuters

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية في رسالة بالبريد الإلكتروني إن المعارضة السياسية السورية بدأت تسعى للاتصال بالجبهة الإسلامية وهي خطوة "نرحب بها في وقت تستعد فيه المعارضة لمؤتمر جنيف 2". ويجري قائد المجلس العسكري الأعلى اللواء سليم ادريس مفاوضات مع قادة مقاتلي المعارضة الإسلاميين منذ الأسبوع الماضي ولكن لم يتضح على الفور فحوى تلك الاتصالات مع الائتلاف الوطني السوري قبل محادثات السلام الدولية المزمع إجراؤها الشهر المقبل.

نقاش حاد في مجلس الأمن

أدان مجلس الأمن الدولي الاثنين استخدام أسلحة كيميائية في أكثر من موقع إضافي في سوريا، داعياً إلى تقديم مرتكبي "جرائم الحرب" هذه إلى العدالة. وقال جيرار ارو السفير الفرنسي ورئيس مجلس الأمن للصحفيين إن "أعضاء المجلس يدينون بشدة استخدام الأسلحة الكيميائية تحت أي ظرف من الظروف". وكان فريق من مفتشي الأمم المتحدة قد أكد الخميس الماضي أن الأسلحة الكيميائية ربما تكون قد استخدمت في أربعة مواقع إضافية في سوريا، بجانب الهجوم المؤكد الذي وقع في آب/ أغسطس في منطقة الغوطة بالعاصمة دمشق. وقد أطلع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أعضاء مجلس الأمن الـ15 على التقرير الجديد. وأضاف ارو "ودعا الأمين العام وأعضاء المجلس أيضا إلى تقديم المسؤولين للعدالة بتهمة ارتكاب جرائم الحرب هذه".

وشهدت الجلسة نقاشا حادا بين روسيا والدول الغربية محوره الطرف المسؤول عن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا بعد صدور التقرير النهائي لبعثة التحقيق الأممية في هذا الصدد. وحملت موسكو مجددا مقاتلي المعارضة السورية مسؤولية استخدام هذه الأسلحة في حين نسبت واشنطن كل الهجمات الكيميائية إلى قوات النظام. وقال السفير الفرنسي، الذي يترأس مجلس الأمن خلال كانون الأول/ ديسمبر إن النقاشات داخل المجلس في هذا الصدد كانت "حادة ولم تفض إلى نتيجة".

وأكد السفير الروسي فيتالي تشوركين إثر الجلسة أن الهجوم الكيميائي الذي شن قرب دمشق في 21 آب/ أغسطس قد تكون ارتكبته المعارضة لدفع الولايات المتحدة إلى تنفيذ ضربة عسكرية في سوريا. وأورد تقرير البعثة الأممية أن هذا الهجوم هو الوحيد شبه المؤكد وقد نسبته واشنطن وحلفاؤها إلى قوات النظام.

وقال تشوركين: "حصل استفزاز على نطاق واسع في 21 آب/ أغسطس"، متهما واشنطن بالسعي إلى "التلاعب بالرأي العام"، معتبرا أن مجرد إشارة التقرير إلى سقوط جنود سوريين جراء الهجوم الكيميائي المحتمل في خان العسل قرب حلب هو بمثابة "دليل على أن الحكومة السورية ليست الطرف الذي استخدم هذه الأسلحة".

Syrische Kinder im Flüchtlingslager im Winter
الامم المتحدة تطالب بمبلغ قياسي لمساعدة سوريا وعدد اللاجئين قد يتجاوز الاربعة ملايينصورة من: AFP/Getty Images

وقال دبلوماسيون الاثنين إن السفيرة الأميركية سامانتا باور رفضت بشدة أمام مجلس الأمن ما ساقه نظيرها الروسي مكررة أن واشنطن "خلصت إلى أن المعارضة لم تستخدم أسلحة كيميائية". واعتبرت باور أن حادث خان العسل قد يكون ناتجا من خطأ ارتكبه الجيش السوري تمثل في استخدامه ذخائر كيميائية ضد قوات تابعة له.

قصف غير مسبوق

ميدانيا، قتل عشرة أشخاص بينهم أربعة أطفال الاثنين في قصف بـ"البراميل المتفجرة" من الطيران الحربي على حي في مدينة حلب في شمال سوريا، غداة مقتل 76 شخصا في أحياء أخرى من المدينة يسيطر عليها مقاتلو المعارضة بالطريقة نفسها، بحسب ما ذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان.

ووصف مركز حلب الإعلامي، الذي يضم مجموعة من الناشطين الإعلاميين، القصف بأنه "غير مسبوق". فيما نفى مصدر امني سوري ردا على سؤال لوكالة فرانس برس أن يكون الطيران يستخدم براميل متفجرة، مشيرا إلى أن "الطائرات ألقت أمس قنابل على حلب، وأن الإرهابيين يطلقون عليها اسم البراميل المتفجرة". وأوضح أنه سيتم "قصف الإرهابيين بالقذائف أينما كانوا". ويطلق النظام السوري مصطلح "الإرهابيين" على المعارضة المسلحة التي تقاتل من اجل إسقاطه.

وفي جنيف، أعلنت الأمم المتحدة الاثنين أن عدد اللاجئين السوريين يمكن أن يتجاوز الأربعة ملايين لاجئ في نهاية 2014. وطالبت المنظمة الدولية بجمع 6.5 مليار دولار لسوريا وجيرانها لمساعدة 16 مليون شخص العام المقبل كثير منهم جوعي أو شردوا جراء الصراع المستمر منذ 33 شهرا، فيما لا تبدو بادرة وشيكة على نهايته.

ي.ب/ ع.غ (د ب أ، آ ف ب، رويترز)