1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

غموض موقف زوكربرغ تجاه ترامب يسبب أزمة في "فيسبوك"

١ يونيو ٢٠٢٠

تواجه سمعة شركة "فيسبوك" امتحانا حقيقيا بسبب الصدام بين تويتر والرئيس الأمريكي، منذ أن رفض مديرها مارك زوكربرغ اتخاذ موقف حيال منشورات مثيرة للجدل لدونالد ترامب، في خطوة أثارت استياء الكثيرين في الشركة.

https://p.dw.com/p/3d77s
مدير شركة فيسبوك مارك زوكربرغ في جامعة جورج تاون في واشنطن (17.10.2020)
مدير شركة فيسبوك مارك زوكربرغ في جامعة جورج تاون في واشنطن (17.10.2020)صورة من: picture-alliance/dpa/Bildfunk/AP/N. Wass

كتب مدير تصميم خاصية آخر الأخبار في موقع فيسبوك راين فريتاس في تغريدة قائلا إن "مارك (زوكربرغ) مخطئ، وسأسعى إلى تغيير رأيه. لا بد من رفع صوتنا عاليا..". وأكد أنه استقطب إلى جانبه نحو 50 شخصاً، يشاركونه الرأي. ويعود هذا الجدل لتغريدتين غير مسبوقتين للرئيس الأميركيالأسبوع الماضي. 

وقام "تويتر" بدايةً بوسم تغريدتين للرئيس حول التصويت في لانتخابات بواسطة البريد، حيث نشر رابطا كتب عليه عبارة "تحققوا من الوقائع بخصوص التصويت عبر البريد" تحتهما. واعتبر حينها زوكربرغ في حديث لقناة فوكس نيوز أن منصات التواصل الاجتماعي لا يجب أن تنصب نفسها "حكما للحقيقة"، في مقابلة أعاد دونالد ترامب تغريدها على صفحته.

 وحجب موقع "تويتر" أيضاً تغريدة أخرى للرئيس حول المواجهات في منيابوليس المرتبطة بمقتل الأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد على يد شرطي، على اعتبار أن فيها خرقاً لمبادئ الموقع التوجيهية حول تمجيد العنف.

 وأعلن دونالد ترامب حول التظاهرات التي تحولت إلى أعمال شغب "عمليات النهب ستقابل فوراً بالرصاص".  ونشر هذا التصريح أيضاً على صفحته في "فيسبوك"، لكن زوكربرغ قرر عدم حذفه "بعدما تردد طوال اليوم بشأنه".

 وفي منشور على حسابه، قال زوكربرغ إنه "شخصياً" يرفض "الخطاب المحرض على الانقسام والتحريضي" للرئيس ترامب، لكنه لا ينوي حذف المنشورات تحت مسمى حرية التعبير وحق الجمهور في الاطلاع على المعلومات. وأضاف "أعرف أن العديد من الأشخاص مستاؤون (...) لكن عملنا يقضي بتسهيل التعبير بأكبر قدر ممكن، ما لم ينطوِ ذلك على خطر وشيك بإلحاق ضرر بالآخرين أو على مخاطر كتلك المنصوصة في توجيهاتنا".

 ووضع كل من "تويتر" و"فيسبوك" أنظمة لمكافحة المحتويات التي تنطوي على مخاطر من قبيل (دعوات الكراهية، التحرش...)، وللتصدي للأخبار الكاذبة. لكن "فيسبوك" يعفي الشخصيات السياسية والمرشحين من معظم هذه الخطوات.

 وكتب جيسون ستيرمان مسؤول البحوث والتطوير في الشركة في تغريدة "لا أعرف ماذا أفعل، لكن أعرف أن عدم القيام بشيء غير مقبول. أنا موظف في فيسبوك وعلى خلاف كامل مع قرار مارك عدم التصرف حيال موضوع المنشورات الأخيرة لترامب، التي تحض بوضوح على العنف". وأضاف "لست الوحيد الذي يعتقد ذلك في فيسبوك. لا يوجد موقف حيادي إزاء العنصرية".

 وأعرب العديد من موظفي الشركة عن موقف مماثل. وكتب المصمم ديفيد غيليس "أعتقد أن تغريدة ترامب (حول النهب) تشجع على العنف الخارج عن القانون وتؤجج العنصرية. كل الاحترام لفريق تويتر".  وقال من جهته مطور البرمجيات نايت باتلر "عدم القيام بشيء ليس بالأمر الشجاع. هذا ما يشعر به العديد بيننا".

 وما زاد الأمور سوءاً، كشف الصحافة الأميركية أمس الأحد عن أن زوكربرغ وترامب أجريا الجمعة مكالمة هاتفية. ونقل موقع "أكسيوس" وقناة "سي إن بي سي" عن مصادر لم تكشف هويتها قولها إن المحادثة بين الرجلين كانت "مثمرة". ولم يؤكد كلاهما أو ينفيا الخبر.

واعتبرت الباحثة في كلية الحقوق في هارفرد إيفلين دويك أن تلك المكالمة مع الرئيس تضرب مصداقية "الحيادية" المزعومة لدى "فيسبوك". وكغيرها من العديد من الخبراء، تساءلت دويك حول مدى قدرة "مجلس الرقابة" الجديد الذي استحدث مؤخراً في "فيسبوك" على التدخل.

 وكتب "مجلس الرقابة" الذي أنشئ الشهر الماضي في تغريدة "نحن مدركون لحقيقة أن الناس يريدون من المجلس البت في العديد من المسائل المهمة المتعلقة بالمحتوى".

 ويفترض أن يكون لهذا المجلس الكلمة الأخيرة، وبقرار يُتخذ باستقلالية تامة، حول إبقاء المحتوى المثير للجدل من عدمه.

 والمجموعة العملاقة معنية خصوصاً بالهجوم المضاد الذي شنه ترامب ضد تويتر. فقد وقع الرئيس الأميركي الخميس مرسوماً فيه إخلال بقانون جوهري حول الإنترنت في الولايات المتحدة، يوفر في مادته الـ230 حصانة للمنصات الرقمية ضد أي ملاحقة قضائية مرتبطة بمحتويات ينشرها طرف ثالث. ويمنحها الحرية في التدخل كما تراه مناسباً لإدارة المحتوى.

ح.ز/ أ.ح (أ.ف.ب)

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد