1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

غونتر غراس الكاتب الذي يكسر التابوهات

كورنيليا رابيتس/ ريم نجمي١٦ أكتوبر ٢٠١٢

يحتفل الكاتب الألماني غونتر غراس بعيد ميلاده الخامس والثمانين، وهي مناسبة لاستحضار أهم المحطات المهمة في تاريخ الكاتب الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1999، والذي لطالما شغل الناس بمواقفه السياسية والثقافية.

https://p.dw.com/p/16QWM
FILE - The Oct. 15, 2009 file photo shows German writer and Nobel price laureate for literature Guenter Grass during an interview with journalists of the Associated Press in the library of Steidl publishers in Goettingen, Germany. Grass is sharply criticizing Israel amid tensions with Iran and what he describes as Western hypocrisy over Israel's suspected nuclear program. In a prose poem published Wednesday, April 4, 2012 in German daily Sueddeutsche Zeitung, the 84-year-old Grass highlighted Berlin's recent sale to Israel of a submarine able to "send all-destroying warheads where the existence of a single nuclear bomb is unproven." (Foto:Jens Meyer/AP/dapd).
صورة من: dapd

ولد غونتر غراس في الـ 16 من أكتوبر/ تشرين الأول عام 1927 في أسرة بسيطة في مدينة دانتسيتغ. حيث عمل والداه في البقالة، وكان زبائنهم من الفقراء. كما كان البيت الذي يعيشون فيه صغيرا وضيقا، في وسط كاثوليكي. يقول كاتب سيرة غراس ميشائيل يورغس عن هذه الفترة: "إنها طفولة بين الروح القدس وهتلر".

وقد شهدت حياة غراس لحظات صعود وهبوط. ففي السابعة عشر من عمره عايش غونتر غراس أهوال الحرب العالمية الثانية عام 1944، أولا كمساعد في سلاح الجو، ثم بانضمامه للوحدات النازية الخاصة "إس إس"، التي اعترف بانتسابه إليها بعد عقود عدة، وهو ما أدى غلى جدل كبير في ألمانيا.

بدايات النجاح

Wer hat das Bild gemacht/Fotograf?: Sven Näbrich Wann wurde das Bild gemacht?: 19.03.2010 Wo wurde das Bild aufgenommen?: Buchmesse Leipzig, Altes Rathaus
تحتل أعمال غراس مكانة مرموقة في الأدب الألمانيصورة من: DW

 في سنة 1952 كانت جمهورية المانيا الاتحادية في بداية التشكل وكان غراس ما يزال أيضا في مرحلة البحث عن ذاته الأدبية. درس الفن والنحت، وكان يعزف مع فرقة للجاز. وفي عام 1956 استقر لوقت قصير في باريس، التي لم تكن حياته  فيها باذخة، وإنما عاش مع زوجته حياة متواضعة. غير أن هذه الفترة كانت بداية لمسار كاتب عظيم، حيث كتب المسودة الأولى لروايته الشهيرة "طبل الصفيح"، والتي أصدرها سنة 1959 وحققت نجاحا كبيرا داخل ألمانيا، ثم امتد النجاح إلى أنحاء أخرى من العالم. كما ترجمت إلى عدة لغات عالمية، وتم تحويلها إلى فيلم. بل إنها الرواية التي قادت غراس لاحقا للحصول على جائزة نوبل للآداب سنة 1999.

كتب غونتر غراس في أجناس أدبية متعددة تنوعت بين النثر والشعر. لائحة أعماله طويلة جدا، ومن أشهرها:" سنوات الكلاب" و"تخدير موضعي" و"الجرذ" وغيرها من الأعمال التي غالبا ما كانت ترصد الظروف والتغييرات الاجتماعية كانتفاضة المثقفين في ألمانيا الشرقية عام 1953 أو الاحتجاجات الطلابية عام 1968. إضافة إلى أسئلة المستقبل وسياسة الشرق والغرب، وغرق قارب للاجئين عام 1945 في بحر البلطيق. كما كانت المصالحة مع بولندا إحدى القضايا التي يهتم بها غونتر غراس بحكم أنه ولد في مدينة دانتسيغ التي ضمت إلى بولندا بعد الحرب العالمية الثانية.

الإبداع والسياسة

Berlin, Akad. d. Kuenste, Podiumsgespraech Berlin-Tiergarten, Akademie der Kuenste, Hanseatenweg 10 (urspr. am Pariser Platz, 1959/60 Neubau von Werner Duettmann). - Podiumsgespraech mit Bundeskanzler Willy Brandt, dem Reg. Buergermeister Klaus Schuetz und Guenther Grass: Willy Brandt (rechts) und Guenther Grass. - Foto, 30.1.1971. E: Berlin, Academy of Arts, podium talk Berlin-Tiergarten, Academy of Arts, Hanseatenweg 10 (orig. on Pariser Platz, 1959/60 new building by Werner Duettmann). - Podium conversation with German Chancellor Willy Brandt, the regional Mayour Klaus Schuetz and Grass: Willy Brandt (right) and Guenter Grass. - Photo, 30.1.1971.
غونتر غراس مع المستشار الألماني الاشتراكي فيلي برانتصورة من: picture-alliance/akg

 رغم تقدمه في السن لا يزال غراس إلى حد اليوم متعدد المواهب الإبداعية، فهو الشاعر والرسام والروائي ومصور أعماله الخاصة.  كما كان غونتر غراس ولسنوات طويلة يمثل نوعا من "السلطة الأخلاقية" في ألمانيا. منذ عام 1961 انخرط غراس في صفوف الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، دون أن يكون عضوا رسميا في الحزب، كما دعم سنة 1969 المستشار الألماني الاشتراكي فيلي برانت في حملته الانتخابية. بعد ذلك انضم رسميا للحزب، غير أنه استقال من الحزب إثر النزاع حول إعادة صياغة حق اللجوء في ألمانيا.

واستمر غراس في ممارسة دوره الثقافي والسياسي، أحيانا بشكل صاخب، وأحيانا كناقد للأحداث التي تدور حوله، وأخرى كيساري مستقل، حيث احتج على ترحيل الأكراد، وتضامن مع ضحايا العمل القسري في عهد النازيين. كما كان مناصرا لقضايا حقوق الإنسان، والكتاب المضطهدين، ورافضا للحروب. في سنة 2006 اعترف غراس في سيرته الذاتية أنه في سن الـ 17 كان عضوا في الوحدات النازية الخاصة "إس إس". وهذا الاعتراف المتأخر جداً، أثار جدلاً كبيراً في وسائل الإعلام داخل وخارج ألمانيا. وقد اعتبره الكثيرون متواطئا صامتا مع النظام النازي، والبعض الآخر رأى في تعامله مع ماضيه النازي نوعا من النفاق.

قصيدة أثارت ضجة

ILLUSTRATION - Blick auf die Titelseite der «Süddeutschen Zeitung» vom Mittwoch (04.04.2012) mit einem Foto des Schrifstellers Günter Grass. Der Literaturnobelpreisträger hat in einem in mehreren Zeitungen veröffentlichten Gedicht die israelische Politik gegenüber dem Iran heftig kritisiert. «Die Atommacht Israel gefährdet den ohnehin brüchigen Weltfrieden», schrieb Grass in einem Gedicht, das am Mittwoch in der «Süddeutschen Zeitung» und anderen internationalen Zeitungen erschien.Foto: Stephan Jansen dpa/lby
أتارث قصيدة" ما ينبغي أن يقال" جدلا واسعاصورة من: picture-alliance/dpa

 أثارت قصيدة بعنوان"ما ينبغي أن يقال" لغونتر غراس والتي نشرها في أبريل/ نيسان الماضي، انتقادات حادة في الأوساط الإعلامية والسياسية في ألمانيا. حيث انتقد فيها إسرائيل، واعتبرها "قوة نووية، تهدد السلام الدولي الهش بطبيعته".  وقد تجاوز الجدل حول القصيدة حدود المانيا ونتجت عنه ردود فعل عديدة، من ضمنها اتهام غراس بمعاداة السامية ومنعه من زيارة إسرائيل.

غير أن هذه الانتقادات لم تؤثر على قيمة غراس الأدبية لدى الكتاب الشباب الذين يعتبرونه مثلا أعلى. تقول أوفه تيلكام عن غراس"إنه القوة الحكائية في الأدب الألماني". ويقول عنه الكاتب موريتس رينكه بتشبيه غريب: "إنه الديناصور المرن والمثير للاهتمام". غير أن غراس لو لم يتناول المواضيع السياسية سيكون شخصا آخر، غير الذي عرف سابقا. والآن وقد بلغ الـ 85 من العمر ستكون هناك مواضيع أكثر اهتماما له من بينها أسئلة السن والموت. ومازال الكاتب الألماني يحتفظ بحس الدعابة، ولا يستغني عن سجائره. كما أنه يحب الطبخ بنفسه، هذا إلى جانب عشقه للنبيذ الأحمر.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات