1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فرنسا ـ مشروع قانون "اعتذار" للحركيين الجزائريين

١٦ نوفمبر ٢٠٢١

بعد 60 عاما على حرب الجزائر، يناقش البرلمان الفرنسي مشروع قانون "اعتذار" وتعويض للحركيين الجزائريين الذين قاتلوا مع الجيش الفرنسي، وعاشوا "مأساة" في فرنسا بعد نهاية الحرب، حيث نقل نصفهم "إلى مخيمات وضِياع".

https://p.dw.com/p/434vm
وحدة من الحركيين الذين جندتهم فرنسا في حربها في الجزائر (ارشيف 1957)
جندت فرنسا حوالي 200 ألف من الحركيين كمساعدين للجيش الفرنسي خلال الحرب بين عامي 1954 و1962(أرشيف)صورة من: AFP/dpa/picture-alliance

تباشر الجمعية الوطنية في فرنسا الخميس نقاش مشروع قانون "اعتذار" من الحركيين الجزائريين الذين قاتلوا إلى جانب الجيش الفرنسي.

المشروع ترجمة قانونية لخطاب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي ألقاه في 20 أيلول/سبتمبر في قصر الإليزيه في حضور ممثلين للحركيين، ويمثّل اختبارا لضمير فرنسا في مواجهة "مأساة الحركيين".

ويريد ماكرون عبر القانون المضي أبعد من أسلافه منذ عهد جاك شيراك، عبر الاعتراف بـ"الدَين" تجاه الحركيين وعائلاتهم الذين عاشوا اثر وصولهم إلى فرنسا في "ظروف غير لائقة". وماكرون هو أول رئيس فرنسي طلب "الاعتذار" من الحركيين وعائلاتهم،  في خطوة قلّ نظيرها بكل ما يحيط بحرب الجزائر التي لا تزال موضوعا شائكا على ضفتي المتوسط مثل ما يؤكد التوتر الأخير بين باريس والجزائر على خلفية تصريحات الرئيس الفرنسي المثيرة للجدل  حول الأمة الجزائرية .

الجزائر: تجريم الاستعمار الفرنسي

وقالت الوزيرة المنتدبة المكلفة شؤون الذاكرة وقدامى المحاربين جينيفيف داريوسيك "إنها صفحة قاتمة لفرنسا". وأوضحت أن "نحو نصفهم تم ترحيلهم إلى مخيمات وضِياع" أنشئت خصيصا لهم.

يشمل مشروع القانون خطوات رمزية وأخرى عمليّة، ويعترف بـ"الخدمات التي قدمها في الجزائر الأعضاء السابقون في التشكيلات المساندة التي خدمت فرنسا ثم تخلت عنهم أثناء عملية استقلال هذا البلد".

كما يعترف النص بـ"ظروف الاستقبال غير اللائقة" لتسعين ألفا من الحركيين وعائلاتهم الذين فروا من الجزائر بعد استقلالها. وينص مشروع القانون على "التعويض" عن هذا الضرر مع مراعاة طول مدة الإقامة في تلك الأماكن. ويشمل التعويض "المقاتلين الحركيين السابقين وزوجاتهم الذين استقبلوا بعد عام 1962 ... في ظروف غير لائقة، وكذلك أطفالهم الذين جاؤوا معهم أو ولدوا هنا"، وفق ما أوضحت مقررة مشروع القانون باتريسيا ميراليس المنتمية لحزب الرئيس "الجمهورية إلى الأمام".

ورُصدت خمسون مليون يورو في مشروع موازنة العام 2022 لصرف التعويضات.

وأضافت ميراليس "نقدر أنه يمكن تقديم ستة آلاف ملف اعتبارا من عام 2022، 2200 منها لقدامى المحاربين الحركيين وزوجاتهم وأراملهم"، وأوضحت أنها ستدافع عن تعديل "لدمج حالات معيّنة لا يشملها التعويض في النسخة الحالية".

وجُند ما يصل إلى 200 ألف من الحركيين كمساعدين للجيش الفرنسي  خلال الحرب بين عامي 1954 و1962 . وفي عام 2018 تم إنشاء صندوق تضامن بقيمة 40 مليون يورو على مدى أربع سنوات لأبناء الحركيين.

وأشار النائب اليساري المعارض ديفيد حبيب إلى السياق الانتخابي الذي تأتي فيه خطوة "الرئيس-المرشح"، لكنه شدد على "ضرورة الاستجابة لمواطنينا الحركيين، بشكل يتماشى مع المعاناة التي مروا بها".

ومن المتوقع أن يصوت "الحزب الاشتراكي" لصالح مشروع القانون، فيما قال النائب ألكسيس كوربير إن حزبه "فرنسا المتمردة" اليساري لن يعارض "النص الذي يمثل خطوة إلى الأمام من وجهة نظر تاريخية".

أما اليمين واليمين المتطرف اللذان يتوددان عادة للناخبين الحركيين، فكان رد فعلهما ناقدا، إذ سخرت رئيسة "التجمع الوطني" مارين لوبن من "السخاء الانتخابي لإيمانويل ماكرون". وقالت نائبة من حزب "الجمهوريين" إن "ماكرون ينفذ استراتيجية هجومية للإغداق على الفئات التي يمكن أن تساهم في إعادة انتخابه". 

ع.ج.م/ع.ش (أ ف ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد