1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

فقأ زوجها عينها.. طالبة لجوء أفغانية تعاني بين باريس ولندن

٣٠ ديسمبر ٢٠١٩

ضحية اغتصاب وعنف زوجي. هي امرأة أفغانية تنتظر من المملكة المتحدة منذ حوالي عام النظر في طلب لجوئها. قصتها ليست عادية، فقد فرّت من بلدها الأصلي خوفاً على حياتها، وزوجها متهم بالتسّبب في فقدانها البصر في إحدى عينيها.

https://p.dw.com/p/3VS1t
صورة من الأرشيف لسيدة أفغانية
صورة من الأرشيف لسيدة أفغانيةصورة من: Getty Images/AFP/N. Shirzada

أم لثلاثة أطفال، وصلت إلى فرنسا صيف 2018. الكثير من التفاصيل في قصتها لا يمكن نقلها خوفًا من تأثير سلبي على طلب لجوئها في المملكة المتحدة. لكن مكتب المحاماة في لندن، جان ريان وبهات مورفي، وهو مكتب يهتم غالبًا بالقضايا الإنسانية المتعلقة باللجوء، تكلّف بقضيتها، ونقل لنا بكثير من التلخيص ما جرى للسيدة "MO1".

اغتصاب وهرب

سبق لصحيفة الغارديان أن سردت جزءًا من قصتها، إذ نشرت أن هذه السيدة فرّت من بيتها ومن بلدها مع أبنائها الثلاثة بعد تعرّضها لسلسلة من أعمال الاغتصاب من أشخاص خارج أسرتها، لكن لم يكن هذا الاغتصاب سبب هربها، بل هو خوفها من ردة فعل عائلتها إن اكتشفوا الأمر، خاصة من زوجها، إذ قد يصل الخطر حد قتلها!

وضعت "MO1" أولًا طلب لجوئها في فرنسا، لكنها كانت معتمدة بالكامل على شقيقتها القاطنة في المملكة المتحدة، والحاصلة على الجنسية البريطانية، ثم نقلت السلطات الفرنسية طلب السيدة "MO1" باللجوء إلى نظيرتها البريطانية. لكن سلطات هذا البلد، وتحديدًا الداخلية، لم ترد على الطلب في المدة المحددة، أي شهرين بعد وضعه، وفق ما ينقله مكتب المحاماة، لذلك طلب المحامون إعادة النظر في القضية، وهو ما كان بدأ في يوليو/ تموز الماضي.

تسمح اتفاقية دبلن الثالثة المتعلقة بلّم الشمل بالنظر في قضية هذه السيدة حسب مكتب المحاماة، إذ تتيح هذه الاتفاقية تحديد البلد الأوروبي المسؤول عن النظر في طلب اللجوء الخاص بمثل هذه القضايا. وتعدّ حالة  "MO1" حساسة لأنها عانت من مرض نفسي خطير وفق محاميها، لكن ما جرى لها لاحقًا كان أخطر.

عداء للمهاجرين؟

غير أن إعادة النظر القضائي في طلب اللجوء الخاص بها لم يكن حسب توقعاتها، إذ يقول المحامي جان ريان : "الرد كان بنوعية ضعيفة كما جرت عليه العادة مع قرارات أخرى لوزارة الداخلية". ويمضي في الحديث أنه في الوقت الذي اعترفت فيه السلطات البريطانية بكون السيدة "MO1" تعاني مرضًا نفسيًا، فإن السلطات ذاتها لم تعترف أن "MO1" تعتمد بالكامل على شقيقتها، وهو ما يعني رفض طلب اللجوء.

يعتقد ريان أن قرار الداخلية البريطانية، الذي صدر شهر سبتمبر/ أيلول، يمثل تكتيكًا معروفًا، تسبب للوزارة ذاتها بانتقادات كبيرة من منظمات حقوق الإنسان خلال العقد الأخير، كما لو أنها تشجع على "بيئة معادية" عندما يتعلّق الأمر بالهجرة: "تقوم الداخلية بالتأخر في الرد، وبعد ذلك تصدر قرارات ضعيفة المحتوى قانونيًا، لأنها لا تطبق القانون كما يجب" يقول المحامي.

الأسوأ وقع!

تزامن صدور قرار الداخلية البريطانية مع سفر زوج السيدة "MO1" إلى فرنسا، وهو ما تسّبب في ذعرها وإمكانية قيامه بتعنيفها. لذلك قام مكتب المحاماة بالكتابة إلى الداخلية البريطانية من جديد، معلنًا عن هذه التطورات، ما جعل قضية السيدة غاية في الجدية تحتاج حلاً سريعًا، فـ "MO1" كانت ترى نفسها معرضة للعنف.

هذا التخوّف وقع فعلًا، فقد تعرّضت للعنف بداية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، في فندق بمدينة أراس الفرنسية، حيث يُعتقد أن السيدة كانت تقطن هناك. وقد نقلت عنها الغارديان أن زوجها ضربها وطعنها بسكين في عينها اليمنى، ما أدى إلى نقلها إلى مستشفى مدينة ليل. كما نقلت صحف فرنسية أن الشرطة اعتقلت زوجها في غرقة الفندق، وهو لا يزال رهن التحقيق.

اهتمت السلطات بأطفال السيدة، لكن وبعد خروجها من المستشفى، عادت إليهم مجددًا كما يؤكده المحامي ريان، لافتاً إلى أنها غير قادرة على الاعتناء بهم لوحدها نتيجة ظروفها الصحية والنفسية.

حصلت "MO1" على دعم من السلطات الفرنسية، كما وجهتها منظمة "سيف باساج" إلى حقوقها وكيف يمكنها الوصول إلى شقيقتها في المملكة المتحدة. واستطاع مكتب المحاماة التنسيق مع السلطات الفرنسية بما يخدم القضية أكثر، لكن القضية لم تتحرك كثيرًا.

المعاناة تستمر!

تتنقل أخت السيدة بشكل متواصل بين فرنسا والمملكة المتحدة للاعتناء بها، حسب الغارديان التي تحدثت إلى الأخت: "هي أصغر مني بعشر سنوات، وفي الكثير من الأحيان أشعر كما لو أنني والدتها. لا يمكن أن تستمر معاناته!!أطلب من الداخلية البريطانية تمكينها من القدوم إلى البلد في أقرب وقت ممكن".

قبلت الداخلية البريطانية النظر مجددًا في طلب "تولي المسؤولية"، لكن لا تزال السيدة "MO1" في فرنسا، ولا يعرف متى ستنتقل عند أختها، رغم أن الاعتداء عليها يجعل نقلها إلى أختها أمرًا عاجلًا حسب المحامي ريان.

لكن حتى ولو وصلت "MO1" عند أختها، فطريقها مع الإجراءات لن ينتهي، فـ"تولي المسؤولية" يعني أن السلطات ستبدأ فقط في فحص طلب السيدة باللجوء، والتوصل بجواب سيحتاج الكثير من الوقت، حسب المحامي، خاصة مع موسم العطل في نهاية السنة، في وقت تعاني فيه السيدة من صدمة كبيرة بسبب الاعتداء.

من جهتها، تحتفظ منظمة "سيف باساج" بآمال كبيرة على أن السيدة "MO1" ستصل إلى بريطانيا، وقد قامت بزيارة بيت أختها وبدأت في إجراءات إدارية تساعد "MO1" على الحصول على الرعاية الصحية في أقرب وقت بعد وصولها إلى البلد.

ويرى المحامي أن الطريقة الوحيدة لربح هذه القضية هي مزيد من الضغط على السلطات البريطانية، خاصة أن القضية فيها كذلك أطفال يجب مراعاة ظروفهم. في حين يقول متحدث من "سيف باساج" أن عدم احترام الداخلية البريطانية لمهلة الرد، وتجاهل حقيقة حاجة"MO1" للحماية، يعرضان هذه السيدة لعواقب مأساوية"، مطالبَا بضرورة إصلاح هذه الممارسات حتى لا يستمر ترك الأشخاص في أوضاع غاية في الصعوبة.

مهاجر نيوز - إيما واليس/إ.ع

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد