1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

في الذكرى السبعين لتأسيسه ـ حلف الأطلسي على مفترق طرق

٤ ديسمبر ٢٠١٩

يسعى أعضاء حلف شمال الأطلسي الـ29 لإبداء وحدة ظاهرية اليوم الأربعاء في الذكرى السبعين لتأسيس المنظمة، في ظل الخلافات التي خرجت إلى العلن بين الولايات المتحدة وفرنسا وتركيا.

https://p.dw.com/p/3UBRd
NATO Übung Noble Jump in Zagan Polen
صورة من: DW/B. Wesel

ماذا يعني إقرار حلف الناتو بالتحدي الاستراتيجي للصين؟

بعد ثلاثين عاما على سقوط جدار برلين، يواجه حلف شمال الأطلسي (ناتو) الموروث من حقبة الحرب الباردة تحديات هائلة ما بين عسكرة الفضاء وعودة روسيا بزخم إلى الساحة الدولية وصعود الصين كقوة عسكرية. وسط هذه المتغيرات يحتفل الحلف اليوم الأربعاء (الرابع من ديسمبر/ كانون الأول 2019) بالذكرى السبعين لتأسيسه.

 وانطلقت اللقاءات أمس الثلاثاء وسط تبادل الانتقادات عقب التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي اعتبر فيها أن حلف الأطلسي يمر من حالة "موت دماغي"، داعيا إلى مراجعة استراتيجيته.

ماكرون يضع أصبعه على الجرح

 لم يكتف ماكرون بالتمسك بموقفه بالرغم مما أثاره من انتقادات شديدة من حلفائه، بل دعا إلى استئناف "حوار استراتيجي" مع موسكو وطالب تركيا بتوضيحات حول عمليتها العسكرية ضد وحدات حماية الشعب الكردية، الحليف الرئيسي للدول الغربية في المعركة ضد تنظيم "الدولة الإسلامية"، متهما أنقرة بالتعامل مع متطرفين قريبين من التنظيم.

 وتهدد هذه التصريحات بإثارة أجواء من التوتر خلال جلسة العمل المقررة اليوم الاربعاء في منتجع فخم للغولف في واتفورد بضاحية لندن، والتي يتوقع أن يتركز البحث خلالها على المسائل الجوهرية بعد تبادل المجاملات مساء الثلاثاء خلال مأدبة عشاء أقامتها الملكلة إليزابيث الثانية في قصر باكنغهام، ثم في مقر الحكومة البريطانية مع رئيس الوزراء بوريس جونسون في خضم حملته الانتخابية.

NATO Manöver in Polen
أي مستقبل لحلف الناتو في ظل غياب عدو مشترك وتضارب مصالح الدول الأعضاء؟صورة من: Getty Images/S. Gallup

 ومن المفترض أن يصدر عن القمة إعلان يحدد مسرح عمليات الحلف ويأخذ بالتحديات التي يطرحها صعود الصين. وسيكلف الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ مهمة تقضي برسم استراتيجية للحلف بوجه التحديات الجديدة وفي طليعتها الإرهاب الدولي.

 كما أعلن بوريس جونسون بحسب ما أفاد مكتبه، أنه و"بعد سبعين عاما، لا يزال التزامنا قويا كالصخر تجاه الحلف الأطلسي ودرع التضامن العملاقة التي تحمي 29 بلدا وحوالى مليار نسمة"، مضيفا "إن كان للحلف الأطلسي شعار، فهو (الكل من أجل واحد وواحد من أجل الكل)".

وحدة الحلف على المحك 

غير أن رسالة الوحدة هذه تصطدم بالخلافات القائمة بين قادة الحلف الذي تأسس عام 1949. وقد شدّد الرئيس الفرنسي على أن الإرهاب هو "العدو المشترك"، مبديا خلال لقاء مع الرئيس الأميركي "أسفه للقول إنه ليس لدينا حول الطاولة التعريف نفسه للإرهاب". وحين لفت الرئيس الأميركي إلى أن العديد من الجهاديين قادمون من أوروبا سائلا ماكرون من باب المزاح إن كان يريد استرجاع بعضهم، ردّ الرئيس الفرنسي بنبرة جافة "لنكن جديين".

 من جانبه، لم يخف ترامب استياءه حيال تصريحات ماكرون الذي وصف فيها الحلف الأطلسي بأنه في "حال موت دماغي". وكان الرئيس الأميركي قد أكد أن هذه التصريحات "مهينة للغاية" و"مسيئة جدا"، مشيرا إلى أن "لا أحد بحاجة إلى الحلف الأطلسي أكثر من فرنسا".

من جهته، أوضح ماكرون أن الهدف من تصريحه كان تحفيز الحلف والتنديد بالقرارات الأحادية التي اتخذتها الولايات المتحدة وتركيا بدون تشاور والتي عرضت للخطر العمليات ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" الجارية في سوريا بمشاركة قوات من فرنسا ودول حليفة أخرى.

معضلة العلاقات مع تركيا

 واتخذت الانتقادات الموجهة لأنقرة التي كان يؤخذ عليها بالأساس شراؤها منظومة صواريخ روسية، منحى حادث دبلوماسي الأسبوع الماضي حين رد أردوغان على ماكرون بأنه هو نفسه يمر من حالة "موت دماغي".

 وطلب الرئيس الفرنسي من أنقرة توضيح موقفها، لكنه لم يلق استجابة خلال اجتماع رباعي مع الرئيس رجب طيب أردوغان والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل وبوريس جونسون قبيل بدء القمة.

 وفضل ماكرون عدم زيادة التوتر في علاقاته المعقدة بالأساس مع نظيره التركي، مشددا على "ضرورة المضي قدما". غير أن الخلاف لا يزال قائما، إلى حد أن فرنسا تخشى أن تعرقل تركيا أي تقدم خلال قمة الأربعاء، حسبما أورد مصدر دبلوماسي.

ح.ز/ و.ب (أ.ف.ب)