1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

في تونس- تعلم اللغة بوابة العمل بالشركات الألمانية

١٦ أكتوبر ٢٠١١

تدعم ألمانيا برنامجاً لتدريس اللغة الألمانية لبعض حاملي الشهادات العليا من التونسيين المؤهلين للعمل في الشركات الألمانية في بلدهم. هذه البرامج وغيرها تأتي من رغبة ألمانيا في عملية التحول الديمقراطي في تونس.

https://p.dw.com/p/12qIR
طلاب من تونس يتعلمون اللغة الألمانيةصورة من: DW

بعد شهر واحد من سقوط الرئيس التونسي زين العابدين بن علي وعد وزير الخارجية الألمانية غيدو فيسترفيله خلال زيارته إلى تونس بتقديم مساعدات لتونس بعد الثورة. وقد وفرت وزارتا الخارجية والتعاون الاقتصادي والتنمية الألمانيتان ملايين اليوروهات لهذا الغرض. بعض برامج المساعدات الألمانية أبصرت النور خلال هذه الفترة، ومن ضمنها برنامج لتعليم اللغة الألمانية للشباب بين الثانية والعشرين والثلاثين من العمر. وفي قاعة المحاضرات بمعهد غوته في تونس يجلس المشاركون الـ12، وتبدو على وجوههم الحيرة من صعوبة الواجب المناط بهم. إذ أن عليهم كتابة موضوع بالألمانية حول تونس، ما يشكل تحدياً كبيراً لهؤلاء الشباب المشاركين في دورة تعليمية مكثفة للغة الألمانية، ضمن برنامج تدفع تكاليفه الحكومة الألمانية. والبرنامج، الذي أُطلق عليه "اللغة- العمل- الوساطة"، يستمر لمدة ستة أشهر.

كفاءات تونسية لشركات ألمانية

Amel Fantar, Leiterin der Sprachabteilung des Goethe-Instituts in Tunesien
أمل فانتار مديرة قسم اللغات بمعهد غوته في تونسصورة من: DW

نورا (26 عاماً)، إحدى المشاركات في هذه الدورة، تقول عن السبب الذي دفعها لتعلم الألمانية: "مهنتي هي المحاماة، وأرغب من خلال دورة تعليم اللغة هذه في الحصول على فرصة عمل جيدة في المستقبل. أنا متفائلة جداً في الحصول على وظيفة بإحدى الشركات العالمية".

ويبدو أن فرصة نورا وزملائها الآخرين في الحصول على أعمال في الشركات الألمانية الناشطة في تونس جيدةٌ جداً. فقد تم اختيار هذه المجموعة المكونة من أربعين شابة وشاب من خلال برنامج تقييم صعب، سيمكنهم في المستقبل من العمل في الشركات الألمانية. أما مهمة البحث عن وظائف لهؤلاء الشباب فمناطة بغرفة التجارة الخارجية الألمانية- التونسية، كما تؤكد مديرة قسم اللغات في معهد غوته السيدة أمل فناتر. وتضيف فناتر بالقول: "ستقوم ألمانيا بدفع كل هذه التكاليف، فقد منحتنا ألمانيا الدعم منذ البداية، ليس بالكلام وحسب، بل بالفعل أيضاً. وهذا ما يراه المرء في هذا البرنامج. دعم شباب من خلال تعلم اللغة للحصول على فرص عمل ملائمة لهم". ومن المعروف أن مشكلة البطالة بين الشباب ذوي الشهادات الجامعية العالية، هي إحدى المشاكل الأساسية في تونس، ما يجعل الحكومة الألمانية تدفع مبلغ ألف وخمسمائة يورو تكلفة تعليم كل مشارك في هذا البرنامج.

مصلحة متبادلة

Klaus D. Loetzer, Leiter des Auslandsbüros der Konrad-Adenauer-Stiftung in Tunis
كلاوس لوتزر، رئيس الدائرة الخارجية في مؤسسة كونراد اديناورصورة من: DW

لكن حصيلة هذا البرنامج ستصب ليس في مصلحة تونس فقط، بل وفي صالح الشركات الألمانية الثلاثمائة العاملة على الأراضي التونسية أيضاً. وهذا أسلوب ألماني تقليدي لتقديم المساعدات، حسب رأي كلاوس لوتزر، رئيس الدائرة الخارجية في مؤسسة كونراد اديناور المقربة من الحزب الديمقراطي المسيحي الحاكم. ويصف لوتزر ذلك بالقول: "لا نفعل ذلك رغبة منا في الحصول على نفوذ ما. ورغم ذلك فأننا نرى أن الوصول إلى مرحلة من الازدهار الاقتصادي والاستقرار الديمقراطي لبلد ما، سيعود علينا بالفائدة الاقتصادية أيضاً. فنحن نرغب أن يتطور هذا البلد، كي نتمكن من بيع منتجاتنا من السيارات والتقنيات التكنولوجية".

إذاً هي المصلحة المتبادلة، وهي رؤية مرحب بها في تونس من قبل الحكومة والرأي العام معاً. كما يؤكد لوتزر، الذي يضيف قائلاً:" أن مؤسسة كونراد اديناور تقوم بتدريب شركات تونسية وتدعم برنامجاً أوروبياً، يقوم بمساعدة أربعين حزباً في الاستعداد للانتخابات المقبلة نهاية شهر تشرين الأول/ أكتوبر الجاري".

مساعدة سياسية دون نفوذ

وتوفر الحكومة الألمانية ما يقارب الثمانية ملايين يورو للدعم والتأهيل في دول شمال أفريقيا التي تشهد تغييرات جذرية. بالإضافة إلى خمسة ملايين يورو لدعم برامج الديمقراطية في هذه البلدان. ومن المقرر أن يتم دعم هذه البرامج خلال السنتين القادمتين بمبلغ يقارب المائة مليون يورو، سيتم تأمينها من خلال المؤسسات ومنظمات التنمية الألمانية. فمؤسسة فريدرش ايبرت، القريبة من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني، تقوم بدعم حزبين ديمقراطيين في تونس، وهما حركة التجديد وحزب التكتل. لكن المؤسسات الألمانية لا رغبة لها في التأثير على الحركة السياسية في تونس أو الحصول على نفوذ ما، بل أن رغبتها تكمن، حسب مديرة فرع مؤسسة فريدرش ايبرت في تونس السيدة اليزابيث براونة، في تقديم المساعدة والاقتراحات في مجال العمل السياسي فقط.

هاينر كيسل/ عباس الخشالي

مراجعة: عماد غانم