1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

كاظم حبيب:نعيم الشطري ابن شارع المتنبي يعاني من عسف الأمراض ونسيان المسؤولين

١٤ سبتمبر ٢٠١٠
https://p.dw.com/p/PC2Q

وصلتني عدة رسائل حزينة من بغداد تتحمل معها نبأً عن الصديق والإنسان الطيب نعيم الشطري يؤكد حصول تدهور سريع في وضعه الصحي. وفي كل رسالة يشعر الإنسان من خلالها أن الأخوة هناك عاجزون عن تقديم المساعدة له وإرساله للمعالجة أو توفير العلاج الطبي المكثف له في بغداد, لأن الرجل ذاته لا يملك شروى نقير ويعيش في غرفة بائسة في أحد الأزقة المتفرعة عن شارع المتنبي وهو المختار غير المنتخب لهذا الشارع بعد أن سكن فيه نيف وخمسة عقود وقضى حياته ملازماً للكتاب ومبدعاً في أساليب بيعه وإيصاله للقارئ أو القارئة ومنشطاً ذاكرته بالشعر العربي الجميل منشداً ومشنفاًً بصوته الجهوري أسماع المارة وباعة الكتب وكافة المشترين.

غريب أمر هذه الحياة, أو بتعبير أدق غريب أمر رجالات الحكم في العراق, فقلوبهم رحيمة على أبناء النخبة الحاكمة. فحين يصاب أحد كبار المسؤولين بمرض معين, تتطوع الدولة ويتبارى المسؤولون بإرساله على حسابهم الخاص للمعالجة الطبية في أحدى الدول الأوروبية أو العربية أو يرسل مباشرة إلى الولايات المتحدة الأمريكية, رغم الغنى الذي هو فيه وليس بحاجة إلى أموالهم فلديه ما يكفي ويزيد. ولكن حين يمرض احد العاملين في الشأن العام, مثل السيد نعيم الشطري, وهو أحد فقراء المال ولكنه غني وعزيز النفس وغني بما يملك من عقل تنور عبر الكتب وتجارب الحياة, لا يجد من يدعمه في هذه الدولة الغنية ومن أولئك الذين تباروا لمعالجة الغني المترف.

رجوته يوماً إن يزور صديقاً مسؤول, بل قل إلى وزير صديق, رجوته عبر الهاتف أن يساعده دون أن أبين وجه المساعدة, ونادراً ما أقوم بمثل هذه الوساطة, ويعرض حالته عليه. ذهب إلى مكتب السيد الوزير والتقاه وكان لطيفاً معه ومع الصديق الذي صاحبه, ولكنه عجز عن بسط حاجته للمعالجة, وحار الصديق الوزير بأمره, ثم عاد بخفي حنين.

هل سيقرأ أحد المسؤولين أو أكثر هذه المقالة القصيرة ويبادر دون الإعلان عن ذلك لتقديم المساعدة له وإطالة عمره ليبقى يغرد في شارع المتنبي وينعش من لم يتسع له الوقت لقراءة بعض أشعار الجواهري أو غيره.

ربما يلتفت إليه اتحاد الأدباء والكتاب رغم فقر حال الاتحاد, ليساهم في إيجاد حل لمعالجة السيد نعيم الشطري سادن شارع المتنبي , شارع الكتاب والفكر والمعرفة, الشارع الذي كان هدفاً لكل الأوباش على امتداد تاريخ هذا الشارع, قبل فوات الأوان, ولكنه كان مزاراً لكل الطيبين وقراء الكتاب الذي هو خير صديق.