1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لاجئون يساعدون لاجئين - العمل التطوعي لتحقيق الاندماج

٤ أبريل ٢٠١٧

يتيح مكتب العمل التطوعي الألماني الفرصة للنساء والرجال من كل الأعمار للقيام بأعمال مختلفة، يحققون فيها أنفسهم ويقدمون خدمة للمجتمع. وقد أطلق المكتب برنامجاً خاصاً للاجئين، يأمل أن يساعد في تحقيق المزيد من الاندماج.

https://p.dw.com/p/2aZck
Karl Rahner Akademie in Köln | Flüchtlinge helfen Flüchtlingen
صورة من: DW/N. Nassif

وجوه شابه باسمه مقبلة على الحياة ، تجلس على شكل دائرة تتجاذب أطراف الحديث والخبرات بإحدى قاعات أكاديمية كارل رانر في مدينة كولونيا، هم مجموعة من الشباب من مختلف الأعمار مشاركين بمشروع للعمل التطوعي.

رحل مثنى ذو الـ 19 ربيعا من سوريا بعد أن دمرت الحرب مدرسته الثانوية، وكان عليه التسجيل بالصف الدراسي التاسع بإحدى مدارس كولونيا. نظراً لصغر سنه عندما وصل إلى ألمانيا في 2015، تم تعيين مسؤولة  متطوعة لمساعدته في مناحي الحياة المختلفة، وهي التي ساعدته للتعرف على  تفاصيل مشروع جديد طرحته الحكومة الألمانية بالتنسيق مع مكتب العمل التطوعي Bundesfreiwilligendienst für Flüchtlinge.

فكرة المشروع أعجبته وبادر بالاشتراك فيه منذ سبتمبر/أيلول 2016 . وقع اختياره على تعليم الأطفال والشباب اللاجئين الذين تتراوح أعمارهم مابين 9 و18 عاما لعبة التزحلق التي يجيدها. يتنقل مع رفاقه بالعمل التطوعي بحافلة يومياً مابين نزل اللاجئين بالمدينة لتعليم الأطفال هذه اللعبة.

ساعد العمل التطوعي مثني في تطوير اللغة الألمانية، ويأمل في أن يصل إلى الإجادة التامة للغة. نجح أيضاً من خلال هذا العمل في التعرف على أصدقاء مابين الألمان من مختلف الأعمار وأصبحوا مقربين له. وكما يقول في مقابلة مع مهاجر نيوز: “أثر العمل بشكل إيجابي على شخصيتي وساعدني على تحقيق المزيد من الاندماج بالمجتمع وكسر حاجز  اللغة واختلاف الثقافات”. فتح له هذا العمل الفرصة للتبادل الثقافي مع زملائه الذين يشاركهم العمل والترفيه أيضاً أحياناً. لذلك فهو “يشجع اللاجئين الآخرين للانضمام إلى مثل هذه المشروعات”. يمتد عقد مثنى بالعمل التطوعي لمدة عام، وهو يأمل في تجديد عقده لعام آخر.

خطوة في طريق الحصول على وظيفة

Karl Rahner Akademie in Köln | Flüchtlinge helfen Flüchtlingen
اللاجئ السوري مهندصورة من: DW/N. Nassif

مهند طولو، 28 عاما، أتى من سوريا في نهاية عام 2015 ، وتعرف على المشروع عن طريق أحد أصدقائه. ساعدته إجادته للغة الإنجليزية في بداية عمله التطوعي، حيث درس الترجمة في سوريا، إلا أن عمله في الدعم الفني لإحدى المؤسسات الألمانية التي تدعم اللاجئين ساعده في تحسين لغته الألمانية كما أكد في مقابلة مع مهاجر نيوز: “دورات اللغة التقليدية غير كافية لمواكبة متطلبات الحياة والاندماج بالمجتمع، وهذا ما وفره لي العمل التطوعي”. عن طريق هذا العمل تمكن مهند أيضاً من اكتساب أصدقاء من نفس جيله واهتماماته، ويتمنى أن تساعده خبرته في العمل التطوعي أيضاً في الحصول على فرصة لدراسة متخصصة في مجال الدعم الفني والشبكات الالكترونية.

فكرة المشروع ولدت في خريف 2016 بدعم من الحكومة الألمانية من أجل إدماج اللاجئين، وقام مكتب العمل التطوعي بمدينة كولونيا بتوجيه الدعوة لمسؤولي دور اللاجئين بالمدينة ومدرسي اللغة الألمانية للتعريف بالمشروع. يشترك اللاجئ بالمشروع عن طريق عقد عمل تطوعي، تتراوح فيه ساعات العمل ما بين 21 ساعة وبحد أقصى أربعين ساعة بالأسبوع. ويحصل المتطوع على تعويض مادي رمزي مقابل وقته ومجهوده يتراوح ما بين مائة إلى مائتي يورو شهرياً، إضافة لتأمين صحي وتأمين ضد البطالة والحوادث وفقاً للارا كيرش، المسؤولة  عن المشروع.

أعمال في مجالات متعددة

Karl Rahner Akademie in Köln | Flüchtlinge helfen Flüchtlingen
اللاجئ السوري مثنىصورة من: DW/N. Nassif

تتوفر أماكن العمل الاختياري داخل نطاق مدينة كولونيا في مناحي مختلفة كالأندية الاجتماعية والثقافية والرياضية وغيرها من مؤسسات المجتمع المدني، كما يحصل المتطوع بعد إتمام عمله على شهادة خبرة.

وترى كيرش في مقابلة مع مهاجر نيوز أن المشروع يدعم الاندماج من أوجه عدة، موضحة: “يمارس المتطوع اللغة بشكل منتظم خلال العمل، كما يتعرف المتطوع من خلال المشروع على كيفية سير العمل اليومي بالمجتمع الألماني، وهو ما يختلف عادة عن النظام المتبع في وطنه الأم، كما أن هذا العمل قد يزيد من فرصة الحصول على وظيفة في المستقبل”.

يبلغ الحد الأدنى لفترة المشاركة بالمشروع ستة أشهر، ومن المقرر أن يمتد المشروع حتى مطلع عام 2019. أما عن الصعوبات التي تواجه المسؤولين عن المشروع، فهي احتياج المتطوعين لمساعدة في خطواتهم الأولى، فهم عادة ما يحتاجون المساعدة من أجل كتابة السيرة الذاتية للتقديم للعمل، وكذلك كيفية اختيار المكان المناسب لهم بما يتوافق مع إمكانياتهم. وتنصح كيرش اللاجئين الجدد بالانضمام لمشروعات الاندماج لأن تبادل الخبرات يساهم في مزيد من التفاهم، كما يساهم في التعرف على أشخاص جدد وبالتالي يساعد في تحقيق الاندماج. كذلك يكون للاجئين المتطوعين دور هام في تحقيق مزيد من التفاهم، إذ أنهم يمثلون جسراً بين الثقافتين.

نورا نصيف

© مهاجر نيوز – جميع الحقوق محفوظة

مهاجر نيوز لا تتحمل مسؤولية ما تتضمنه المواقع الأخرى

المصدر: مهاجر نيوز 2017