1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لبنان- تفاقم الأزمة ولا بوادر للحل.. من المسؤول؟

عارف جابو
٢٠ يناير ٢٠٢٠

استعادت مظاهرات لبنان زخمها وشهدت زيادة في وتيرة العنف وقمع المتظاهرين بالقوة، ولا تلوح في الأفق بوادر للتوافق على تشكيلة الحكومة الجديدة وخروج البلاد من أزمتها. فما هي المعوقات ومن المسؤول عنها؟

https://p.dw.com/p/3WUYH
صورة للاحتجاجات في بيروت مناهضة للحكومة ومتظاهرون يلوحون بالعلم اللبناني فوق جسر شمالي بيروت
الأزمة اللبنانية مستمرة منذ ثلاثة أشهر والاتفاق على تشكيل حكومة تكنوقراط لا يزال محل خلاف بين الأطراف السياسيةصورة من: picture-alliance/AP Photo/B. Hussein

مقابلة حصرية لـDW عربية مع رئيس وزراء لبنان المكلف حسان دياب

منذ أكثر من ثلاثة أشهر يشهد لبنان، وخاصة العاصمة بيروت احتجاجات عارمة ضد النظام السياسي، ويطالب المحتجون برحيل الطبقة السياسية التي يتهمونها  بالفساد والترهل والعجز عن تحسين أوضاع المواطنين وتوفير الخدمات الأساسية لهم، ويطالبون بتشكيل حكومة تكنوقراط تضع خطة لانتشال البلاد من أزمتها.

وقد دفع ذلك رئيس الحكومة سعد الحريري إلى تقديم استقالته بعد أسبوعين من الاحتجاجات، ليفسح المجال أمام تشكيل حكومة جديدة لم تر النور حتى الآن، رغم الاتفاق على ترأسها من طرف الأكاديمي حسان دياب، وزير التربية والتعليم العالي في حكومة نجيب ميقاتي. وهو ما يثير التساؤل عن الأسباب والمعوقات التي تحول دون تشكيل الحكومة.

على ذلك يجيب الكاتب والصحفي اللبناني المعروف سمير عطالله، بأن ذلك راجع إلى  خلاف بين الأطراف السياسية على عدد أعضاء الحكومة وتوزيع الحقائب الوزارية، ويضيف في حوار مع DW عربية بأن الخلاف بين تلك الأطراف وصل إلى حد أن "مؤهلات بعض المرشحين تمنع شغلهم لتلك المناصب" لكنه يثني على رئيس الحكومة المكلف حسان دياب وتصرفه بحكمة ومسؤولية.

ويوافق عطاالله على أن المعوقات داخلية حزبية وليست هناك عوائق سياسية فعلية تمنع تشكيل الحكومة، إذ أن "هناك خلافات معلنة حول الحصص والأشخاص ومن يكون أكثر ولاء وتمثيلا لمصالح حزبه"، حسب قوله.

متظاهرون في بيروت يسدونطريقا يؤدي إلى البرلمان وأحد المتظاهرين يرمي الشرطة بالحجارة
شهدت الأيام الأخيرة تزايد العنف واستخدام القوة ضد العنف ما أدى إلى إصابة مئات المتحتجينصورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Ammar

انقسام الشارع اللبناني

الشارع اللبناني أيضا منقسم بشأن تشكيل حكومة جديدة برئاسة حسان دياب، فهناك من يرفضه ويرفض أي حكومة برئاسته. في حين يرى متحتجون أنه يجب إعطاؤه الفرصة ويعولون عليه في تجاوز الأزمة الراهنة، فهو أستاذ جامعي ويبذل جهده الآن لتشكيل الحكومة و"لنرى ماذا ستكون النتيجة" يقول مدير مكتب DW في بيروت، باسل عريضي الذي يضيف بأن دياب "لن يكون قادرا على تشكيل حكومة من خبراء مستقلين (تكنوقراط) ويبدو أنه سيكون هناك عنف أكثر خلال الأيام القادمة".

لكن هل أسباب استمرار الأزمة اللبنانية ومعوقات تشكيل الحكومة داخلية ومجرد خلاف بين الأطراف حول الحصص والحقائب الوزارية؟ ألم يكن لبنان دائما ساحة لصراعات إقليمية ودولية وتدخلات خارجية في شؤونه الداخلية؟ عطالله يوافق على ذلك، لكن اللبنانيين "يضخمون الأمور بطريقة أصبحت مهينة للبلاد والسياسة بشكل عام"، ويضيف بأن هذا "هراء ونحن في لبنان تعودنا على أن نرمي أسباب مشاكلنا على الخارج والصراع بين الدول الكبرى".

هذا الكلام لا يعني أنه ليس للخارج كلمة وتأثير على الوضع في لبنان والصراع بين الأطراف السياسية المختلفة، يقول الكاتب والصحفي اللبناني سمير عطالله لـ DW عربية، مضيفا في نفس الوقت: "نحن في لبنان عشنا دائما على تناقض النفوذ الخارجي، لكن ليس إلى درجة أن تشكيل حكومة الآن في لبنان يتطلب رضى أو موافقة أمريكا أو إيران أو روسيا.. هناك في المنطقة قضايا هي أهم بكثير من تشكيل حكومة في لبنان" ويشير بذلك إلى ما يحدث في العراق وليبيا والجارة الأقرب سوريا التي كان للأزمة والحرب الأهلية فيها تأثير كبير على ما يشهده لبنان.

الكرة في ملعب 8 آذار

كما أنه لا يمكن لطرف خارجي أن يساهم في حل الأزمة ودفع الأطراف إلى دعم حسان دياب ومساعدته في تشكيل حكومته، لأن الصراع في لبنان ليس إقليميا أو حربا وصراعا بين وكلاء داخليين لأطراف خارجية، إذ "ليس هناك فريق يعرقل أو يضع فيتو على فريق آخر. فالخلاف بين أطراف 8 آذار لأن فريق 14 آذار أعلن أنه لن يشارك في الحكومة وترك المسالة لفريق 8 آذار والكرة الآن في ملعبه" حسب عطالله الذي يرى أن تعطيل تشكيل حكومة تكنوقراط كما يطالب المحتجون قد ساهم في تأجيج المظاهرات وتفاقم الوضع والعنف الكبير الذي شهدته الاحتجاجات في الأيام الأخيرة.

ويقول الكاتب اللبناني إن استمرار المظاهرات أكثر من ثلاثة اشهر ودخول الاحتجاجات شهرها الرابع يعتبر "مدة طويلة جدا بالنسبة للمشاركين فيها وبالنسبة للناس والفرق المكلفة بتفريق المظاهرات أو حراستها كما يفعل الجيش". لكنه لا ينكر إمكانية وجود "مندسين ومعادين" ولجوء البعض إلى العنف، "فعندما تكبر الحركات إلى هذا الحد يكثر المتربصون بها سواء عن نوايا سيئة تآمرية أو نوايا حسنة".

لكن هذا لا يعفي الحراك، الذي يسميه عطالله بالثورة، من مراجعة نفسه وما تم تحقيقه حتى الآن وضرورة وضع "قواعد للعمل السياسي يمكن الانطلاق منها" أما تحويل بيروت والميادين إلى "ساحات قتال والاعتداء والمواجهة مع الجيش والشرطة" فلا يجدي نفعا حسب رأيه.

ومثل كثير من المتظاهرين لا يأمل عطالله خيرا من الطبقة السياسية والسلطة التي لا تقبل الحوار، وهي "تدرك مدى صعوبة وحساسية المرحلة وستقاتل بكل ما لديها من أسلحة وبرودة أعصاب وازدراء وتجاهل وتعال". وفي هذا السياق نقلت فرانس برس عن أحد المتظاهرين اسمه مازن (34 عاما) قوله "مللنا من السياسيين طبعا... بعد ثلاثة أشهر من الثورة أثبتوا لنا أنهم لا يتغيّرون ولا يسمعون وأنهم غير قادرين على القيام بشيء". وهذا يعكس خيبة أمل كبيرة ويأس المواطنين من تحسن الظروف وخروج البلاد من أزمتها.

عارف جابو