1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

لعبة "ماينكرافت" تتحدى الرقابة على الإنترنت

٧ مايو ٢٠٢٠

أغلبنا يستخدم شبكة الإنترنت في حياته اليومية ولا يتخيل الحياة بدونها. لكن ما يعتبره الكثيرون أمر مسلم به، يحارب آخرون للحصول على حق استخدامه. تعرّف على هذا الحل الجديد المبتكر للالتفاف على مقص الرقابة الإلكترونية.

https://p.dw.com/p/3ZMdU
المكتبة الافتراضية "مكتبة ضد الرقابة" من منظمة "مراسلون بلا حدود" بداخل لعبة "ماينكرافت" الشهيرة
المكتبة الافتراضية داخل لعبة "ماينكرافت" الشهيرة لكسر الرقابة على الإنترنتصورة من: ROG

مع انتشار استخدام الشبكة العنكبوتية في الاطلاع على المعلومات ومقارنة الأوضاع في العالم، أصبحت الكثير من الدول تفرض رقابة شديدة على ما يستطيع مواطنيها الاطلاع عليه. وتعاني الجهات الإعلامية على وجه الخصوص من الحجب، فالعديد من محتويات DW مثلاً ممنوعة في بعض البلدان منها إيران والصين. توجد في هذه الحالات ثغرات تكنولوجية يُمكن استخدامها للاطلاع على المحتويات المحجوبة، مثل برنامج " سايفون" الذي يُمكن تحميله على الأجهزة الإلكترونية. طريقة أخرى مبتكرة للتحايل على الرقابة أعلنت عنها المنظمة غير الحكومية "مراسلون بلا حدود" في اليوم العالمي ضد رقابة الإنترنت، وهي عبارة عن مكتبة افتراضية أخفتها في دهاليز لعبة "ماين كرافت" الشهيرة. كانت الفكرة هنا أنه حتى في البلدان التي تمارس الرقابة على الإنترنت، مازالت ألعاب الفيديو والكمبيوتر متاحة، وعن طريق هذه الالعاب من الممكن أيضاً نشر المعلومات لأعداد كبيرة من المستخدمين.

نصوص ممنوعة في خمس دول

 تُعد لعبة "ماين كرافت" من أنجح وأشهر ألعاب الكمبيوتر إذ يستخدمها أكثر من 145 مليون شخص حول العالم كل شهر. تتكون اللعبة من كتل ومكعبات يستطيع اللاعب ترتيبها وتركيبها في شبكات ثلاثية الأبعاد وبناء الأشياء بها. استغلت منظمة "مراسلون بلا حدود" شهرة وانتشار اللعبة لإتاحة المحتويات الممنوعة في العديد من دول العالم ومنها مصر، والسعودية، وروسيا، والمكسيك وفيتنام. وبحسب أقوال المشرفة على المشروع كريستين بيسه، تم اختيار هذه البلدان لوجود أعداد كبيرة من لاعبي "ماين كرافت" فيها. لكنها تؤكد غلى أن مشروع "المكتبة الافتراضية ضد الرقابة" سيشمل بلاد أخرى فيما بعد. 

تعيش الصحفية الروسية يوليا بيريزوفسكايا في المنفى، لكنها تصل لقرائها عن طريق المكتبة الافتراضية بلعبة "ماينكرافت"
الصحفية الروسية يوليا بيريزوفسكايا تصل لقرائها عن طريق المكتبة الافتراضية بلعبة "ماينكرافت"صورة من: Reporter ohne Grenzen

تضم المكتبة مقالات وكتب ممنوعة في بلدانها الأصلية، بالإضافة إلى محتويات من صحفيين تم نفيهم أو سجنهم أو اغتيالهم. فمثلاً يستطيع اللاعبون الاطلاع على مقالات الصحفي السابق في" واشنطن بوست" جمال خاشقجى الذي تم قتله في السفارة السعودية بإسطنبول عام 2018. كما تحتوي المكتبة على مقالات للصحفي المكسيكي خافيير فالديز الذي قُتل بإطلاق النار عام 2017. بالإضافة إلى ذلك تحتوي كتابات الصحفيان نجوين فان داي من فيتنام و يوليا بيريزوفسكايا من روسيا اللذان يعيشان و يعملان في المنفى. تقول كريستين بيسه أن الأولوية في قرار نشر المحتويات هي دائماً لسلامة الصحفيين، مضيفة: "نحن لا نريد تعريض أحد للخطر."

"القلم أقوى من الرقابة"

اللافت للنظر أن المقالات في المكتبة ليست فقط باللغة الإنجليزية، بل أيضاً باللغة الاصلية لكل بلد. يقول جايمز ديلاني، وهو مدير شركة "بلوك ووركس" التي صممت المكتبة الافتراضية: " أفضل طريقة في مقاومة الرقابة هي إتاحة المحتويات باللغات الأصلية لتصل إلى أكبر عدد ممكن من الناس."

أمضى فريق الشركة المكون من 24 عاملاً في جميع أنحاء العالم أكثر من ثلاثة اشهر لتصميم المكتبة الافتراضية بداخل اللعبة. استخدم العاملون أكثر من 12 مليون مكعباً لبناء مكتبة  ذات ممرات عملاقة ورفوف لا نهائية مليئة بالكتب، كما بنى المصممون أمام المكتبة تمثالاً عبارة عن يد قابضة على قلم كرمز لقوة الكلمات.

تمثال ثلاثي الابعاد أمام المكتبة الإفتراضية الخاصة بلعبة "ماينكرافت". إستغرق تصميم المكتبة الإفتراضية أكثر من ثلاثة أشهر.
تمثال ثلاثي الابعاد أمام المكتبة الإفتراضية الخاصة بلعبة "ماينكرافت" يمثل قوة الكلمة في مواجهة الرقابةصورة من: ROG

الألعاب ليست للرفاهية فقط

يتمنى ديلاني أن ينتشر الخبر عن المكتبة الالكترونية خاصة بين مستخدمي يوتيوب وغيرهم من مشاهير مواقع التواصل الاجتماعي. من قبل كانت ألعاب الكمبيوتر غير منتشرة بكثرة وحكراً على فئات معينة. أما حالياً فقد أصبحت هذه الالعاب جزءاً من الثقافة العالمية، بل واشتهر العديدون على موقع يوتيوب فقط من خلال تصوير أنفسهم وهم يلعبون لمدة ساعات. فبحسب ديلاني "يوجد حالياً أكثر من 2 مليار لاعب في العالم والعدد في ازدياد، وهذا يُعد أهم تطور ثقافي في السنوات العشر الماضية. لذلك من المهم مشاركة هذا القطاع في مناقشة المواضيع الشائكة أسوة بقطاعي السينما والتليفزيون". ومن خلال هذه الألعاب من الممكن أيضاً الوصول بسهولة أكبر للشباب، فمتوسط عُمر لاعب "ماين كرافت" هو 24 عاماً. هذا ما يراه الصحفي و الناشط الفيتنامي "نجوين فان داي" الذي سُجن لسنوات طويلة في بلده، ويقول نجوين في هذا السياق: " إذا أردنا تغيير المستقبل يجب علينا الوصول إلى الجيل الجديد."

ليست هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها منظمة "مراسلون بلا حدود" وسائل مبتكرة للتحايل على مقص الرقابة الإلكترونية، حيث قامت في 2018 بإطلاق قائمة اغاني بكلمات نصوص ممنوعة من النشر في خمس دول. لاقت هذه الفكرة نجاحاً بل واحتلت مجموعة الأغاني حينها المركز السابع في قائمة أفضل الأغاني في فيتنام.

ماتياس فون هاين/ سلمى حامد

كيف يعمل جدار الحماية الصيني؟

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد