1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مأزق الغرب..حرج الترحيب بالانقلاب ومخاوف تأييد الإخوان

أندرياس غورتسيفسكي/ هشام الدريوش٣١ يوليو ٢٠١٣

وجدت الحكومات الغربية نفسها في مأزق بسبب الأزمة المصرية، فمن جهة لا تستطيع الترحيب بعزل الرئيس السابق محمد مرسي، ومن جهة أخرى لا تريد إدانة الانقلاب عليه، هذا إضافة إلى افتقادها لوسائل ضغط حقيقة وغياب شريك للحوار.

https://p.dw.com/p/19HGb
Proteste in Aegyten Anhänger von Mohamed Morsi und Anhänger von Armeechef Abdel-Fattah al-Sisi
صورة من: picture-alliance/dpa

وجدت الحكومات الغربية نفسها في مأزق بسبب الطريقة التي تتعامل بها مع الأزمة المصرية، فالصمت المتواصل على الانقلاب وعزل الرئيس المنتخب محمد مرسي جعل الغرب يفقد مصداقيته في الدفاع عن الديمقراطية. لكن وحتى إذا أدان الغرب بشدة انقلاب الجيش على مرسي (في 3 من يوليو/تموز 2013) ورفض التعاون مع الحكومة المؤقتة فإنه سيفقد أيضا دوره المؤثر في مصر.

في هذا السياق يرى مدير مركز البحوث الخاصة بالعالم العربي في جامعة ماينز الألمانية، غونتر ماير، أن الغرب يريد الحفاظ على نفوذه في مصر، فهذا البلد، كما يقول ماير، يلعب دوراً كبيراً ومنذ عقود في الحفاظ على المصالح الإستراتيجية الأمريكية والأوروبية في الشرق الأوسط. ويضيف ماير، في حوار مع DW، بأن الولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا لم تزعجهما كثيراً الإطاحة بالإخوان المسلمين في مصر، لكنهما وجدا أنفسهما في صدام مع القيم الديمقراطية التي تدافعا عنها، خاصة و أن جماعة الإخوان المسلمين وصلت إلى الحكم أيضا عبر صناديق الاقتراع. "وبغض النظر عن كل التأويلات فالأمر هنا يتعلق بانقلاب عسكري"، يقول ماير.

أولوية المصالح على الديمقراطية

Ägypten 26.07.2013 General Abd al-Fattah al-Sisis Demonstration
معارضو مرسي يرفعون الأعلام المصرية في ميدان التحريرصورة من: Reuters

من جهته يرى الخبير بالشئون المصرية بالمجلس الألماني للعلاقات الخارجية كريستيان آشراينر بأن المأزق الذي تقع فيه الحكومات الغربية بخصوص مصر لم يبدأ بعزل مرسي، بل إن الغرب ظل في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، الذي حكم مصر لسنوات طويلة قبل الإطاحة به عام 2011، يولي اهتماما خاصا للاستقرار ومكافحة الإرهاب وضمان استمرار اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل. أما الديمقراطية وحقوق الإنسان فلم تكن تحظيا بالأولوية لدى الغرب في مصر.

وبعد عزل مرسي أصبح السياسيون والدبلوماسيون الغربيون يستعملون خطاباً يوازي بين مصالحهم الإستراتيجية ومبادئهم الديمقراطية. فبالرغم من عدم مطالبة الدول الغربية الغرب بإعادة مرسي إلى منصبه، إلا أنها تشدد على تسليم السلطة إلى حكومة منتخبة ديمقراطياً، ويؤكد على ضرورة وقف العنف. وفي هذا السياق طالب وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله الحكومة المصرية " بالسماح بالتظاهر السلمي، وبذل أقصى الجهود لتفادي المزيد من التصعيد". من جهته طالب الاتحاد الأوروبي بإطلاق سراح كل السجناء السياسيين بما في ذلك مرسي. كما سعت مسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاترين آشتون خلال زيارتها الأخيرة لمصر إلى فتح قنوات الحوار بين الحكومة الانتقالية الجديدة وجماعة الإخوان. بدوره طالب وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بوقف إراقة الدماء في مصر، حيث سقط أكثر من 80 شخص في اشتباكات الأسبوع الماضي.

غياب وسائل الضغط على مصر

بغض النظر عن لدعوات للحوار ولضبط النفس ومطالب العودة إلى المسار الديمقراطي، يبقى السؤال الأهم هو: هل يملك الغرب وسائل ضغط على مصر؟

من المعروف أن الولايات المتحدة الأمريكية تمنح الجيش المصري مليار وخمسمائة مليون دولار سنويا. وحسب القانون الأمريكي يُمنع منح هذه المساعدات لحكومة وصلت للسلطة عن طريق انقلاب عسكري. غير أن الجيش المصري، حسب الخبير الألماني ماير، يعلم جيداً أن واشنطن لا يمكنها إيقاف هذه المساعدات نظرا للأهمية التي يحظى بها التعاون مع الجيش المصري بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية. لذلك تتحفظ واشنطن على وصف الإطاحة بمرسي على أنها انقلاب عسكري وارتأت تفضيل مصلحتها الخاصة. لذلك يعتبر ماير أن" هذا القانون لم يثبت قوته كوسيلة ضغط يمكنها أن تؤدي إلى التراجع عن الانقلاب العسكري".

Anhänger des gestürzten Präsidents Mursi demonstrieren in Kairo in der Nacht zum 28.07.2013
أنصار مرسي يرفعون صور الرئيس المعزولصورة من: Reuters/Mohamed Abd El Ghany

بدوره يفتقد الاتحاد الأوروبي لوسائل ضغط مؤثرة على مصر، فبالرغم من إمكانية بروكسل فرض شروطها مقابل المساعدات التي تقدمها لمصر، إلا أن ذلك لن يكون له أثر كبير على الوضع في مصر، حسبما يرى الخبير آشراينر. فمن جهة يفتقد الاتحاد الأوروبي الغارق في الأزمة المالية، للوسائل الكافية لإبرام صفقات اقتصادية مع الحكومة الحالية في مصر، ومن جهة أخرى يصعب توافق الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي على نوع وقيمة هذه المساعدات. فالحكومة المصرية ـ في نظر آشراينر ـ مهتمة مثلا بفتح الأسواق الأوروبية أمام المنتجات الزراعية المصرية لكن "في الوقت الذي ترحب فيه الدول الاسكندينافية بهذا الأمر تعارض دول جنوب أوروبا ذلك".

غياب محاور رئيسي للغرب في مصر

لا يفتقد الغرب لوسائل الضغط في مصر فحسب، وإنما يفتقد أيضا للأطراف التي يمكنه أن يتحاور معها هناك. فالفاعلين الأساسيين، في ظل الوضع المتأزم في مصر، هما الإخوان المسلمين والجيش وكلاهما في نظر الخبير السياسي آشراينر "لا يمكن وصفهما بأنصار الديمقراطية من منظور غربي". ويضيف آشراينر بأنه لا يوجد الآن في مصر شريك حقيقي يمكن دعمه.

وينصح الباحث في الجمعية الألمانية للسياسة الخارجية الغرب بالتحفظ فيما يخص علاقته بمصر وأن يتجنب التعنت ومحاولة الضغط. علاوة على ذلك يدعو آشراينر الغرب لتوسيع قنوات الحوار مع الكثير من الأطياف السياسية في مصر ويقول" في الأزمة الحالية لا بد من القبول بأن وسائل الضغط ضعيفة جدا".

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد