1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ماذا يفعل القرار العراقي في دمشق ؟

مراجعة: منى صالح ٧ أكتوبر ٢٠١٠

قيادات الكتل السياسية في العراق تحجّ تباعا إلى دمشق وهو أمر يثير تساؤلات حول مدى قدرات هؤلاء الساسة على رسم خارطة المشهد السياسي.

https://p.dw.com/p/PYro

المراقب للمشهد السياسي في العراق يلاحظ أن الساسة العراقيين يقومون بجولات مكوكية تكون سوريا إحدى أهم محطاته، بل إن العديد منه يزور سوريا لتدارس الموقف في العراق، قبل يومين اجتمع الرئيس السوري بشار الأسد في دمشق برئيس المجلس الإسلامي الأعلى في العراق عمار الحكيم حيث أكدا أهمية تشكيل حكومة وحدة وطنية تمثل كل أطياف الشعب العراقي ، وقبلها كان ممثل المالكي في سوريا، و زار الدكتور اياد علاوي سوريا مرات عدة مرات، ، وقبلها رعى الرئيس السوري اجتماع مقتدى الصدر مع اياد علاوي... كل هذا يجعلنا نتساءل، هل أصبحت سوريا هي التي تقرر تفاصيل المشهد العراقي؟ وهل أخذ الساسة العراقيون رأي الشعب الذي انتخبهم قبل الذهاب إلى سوريا؟

رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي استقبل وزير الخارجية السوري في بغداد
رئيس الوزراء المنتهية ولايته نوري المالكي استقبل وزير الخارجية السوري في بغدادصورة من: AP

من عمان علق المحلل السياسي د حيدر سعيد على لقاء السيد عمار الحكيم بالرئيس السوري بشار الأسد قبل يومين مشيرا إلى أن الإجماع الشيعي بشان المالكي حصل لاحقا بتأثيرات خارجية واضحة، بل إن التكتل الشيعي يعاني من انقسامات واضحة من زمن طويل حتى قبل الوصول إلى السلطة، مشيرا إلى أن المجلس الأعلى يمر بتطورات مثيرة، فالسيد الحكيم يحاول أن يرسم خارطة جديدة لقيادات المجلس، وخاصة مع منظمة بدر ، هذا الانقسام في ظل ضعف المجلس الأعلى الذي ظهر في انتخابات المحافظات، وقد يكون المجلس في طور الإصلاح، وبين د سعيد أن المجلس قد طور إستراتيجيته منذ عام تقريبا حين طرح مشروع أن يكون العراق جسرا بين إيران والدول العربية عوضا عن أن يكون خندقا مع إيران في مواجهة الدول العربية، وسوريا هي طرف فاعل في المشهد العراق، بل إنها مفوضة بالتفاوض حول قضية تشكيل الحكومة العراقية

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: د حيدر سعيد: سوريا مفوضة عربيا للتفاوض حول تشكيل الحكومة العراقية)

و من دمشق ذهب الباحث في المركز العراقي للدراسات الإستراتيجية نزار السامرائي إلى أنه ينبغي العودة قليلا إلى الوراء في تفحص العلاقة بين سوريا وبين العراق، تحديدا إلى عام 2009 بعد أحداث الأربعاء الدامي، حين اتهم رئيس الحكومة نوري المالكي سوريا علنا بالضلوع في تلك التفجيرات مطالبا بتشكيل محكمة دولية على غرار محكمة الحريري للنظر في دور سوريا، هذه الواقعة ألقت بظلال كثيفة على علاقة حكومة العراق بسوريا، لكن الحضور السوري في العراق يتم برضا عربي وإقليمي، وقد حاول المالكي إصلاح هذه العلاقة حين أوفد قبل شهر علي الدباغ وعزت الشابندر إلى دمشق لإصلاح ذات البين .

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: نزار السامرائي: المشكلة العراقية مدوّلة ومؤقلمة ، ولا يمكن إخفاء هذا الأمر)

الرئيس السوري بشار الأسد يستقبل المرشح الدكتور أياد علاوي
الرئيس السوري بشار الأسد يستقبل المرشح الدكتور أياد علاويصورة من: AP

د حيدر سعيد ذكر أن هناك حلفا إيرانيا سوريا طويل الأجل، لكن هذا لا يعني أنهم متفقون ومتوافقون في كل شيء، مشيرا إلى أن هناك جهدا دوليا يسعى إلى نقل سوريا من التخندق مع إيران إلى التخندق مع صف الاعتدال العربي، وقد حاولت إيران أن تضغط على سوريا بعد أن تبنت سوريا الخطوط الحمراء العربية على تولي المالكي لمنصب رئيس الوزراء، وصارت تؤيد مبدأ المشاركة في الحكومة بدلا من انفراد الشيعة بالسلطة.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: د حيدر سعيد: هناك صراع دولي على الدور السوري في المنطقة)

لاجئون عراقيون في سوريا
لاجئون عراقيون في سورياصورة من: AP

ورفض د حيدر سعيد أن يتفق مع الرأي الذي يذهب إلى أن هناك ثوابت في السياسة في تفسير علاقة سوريا بالمشهد العراقي وفي تفسير التحالف السوري الإيراني.

الباحث نزار السامرائي بيّن أن مصدر قوة سوريا إقليميا هو موقعها والدعم العربي الذي تحظى به، كاشفا أنها تتصرف بقوة مع إيران في ملف لبنان، و قوة سوريا في العراق تنبع من الدعم العربي لها ، من هنا يمكن القول- حسب تعبيره- أن سوريا تمتلك أوراقا كثيرة في لعبة توازنات القوى على الساحة العراقية، وبين هذه التوازنات يظهر الدور الأمريكي حيث تريد الولايات المتحدة تحالفا بين المالكي وكتلة العراقية، فيما تريد إيران تحالفا بين المالكي وبين الصدريين، وسوريا تتحرك ضمن هذه الأضداد.

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: نزار السامرائي: سوريا تسير على حبل توازنات الصراع)

المحلل السياسي د حيدر سعيد
المحلل السياسي د حيدر سعيدصورة من: Haider Saeed

وسألنا المستمعين مشاركتنا الحوار بالإجابة عن سؤالنا:

كيف تفسر تشاور الساسة العراقيين مع سوريا بشأن تشكيل حكومة العراق؟

فذهب البعض إلى أن موقف سوريا متقلب وغير واضح ومثير للحيرة، فيما أشار

المستمع صالح الرماحي من بغداد إلى أن موقف سوريا كان معترضا بشكل كامل على تولي المالكي لمنصب رئيس الحكومة ، لكن الضغط الإيراني على سوريا أجبرها على تغيير موقفها، وسوريا اليوم تتعامل مع أطراف المشهد السياسي في العراق طبقا لموقفهم من النفوذ الإيراني في العراق .

( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: المستمع صالح الرماحي)

الكاتب : ملهم الملائكة Mulham Almalaika .