1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مارادونا.. ربح القلوب بالكرة وتاه في مجاهل الإدمان

٢٥ نوفمبر ٢٠٢٠

هل كان مارادونا لاعباً عادياً؟ كل من شاهده وهو في الملعب يدرك أن الرجل كان أسطورة حقيقية، وأن رحيله اليوم يمثل فاجعة في عالم كرة القدم. لكن الراحل عانى كثيراً من إدمان المخدرات. هذه محطات من حياة دييغو أرماندو مارادونا.

https://p.dw.com/p/3lpgj
دييغو مارادونا
مارادونا عند الفوز بكأس العالم 1986صورة من: picture-alliance/AP Photo/C. Fumagalli

كثيرا ما تُعقد المقارنات بين مارادونا وميسي وبيليه: من من الثلاثة يعدّ الأعظم في تاريخ كرة القدم. الكثيرون يتجهون إلى مارادونا، ليس فقط لسحره في الملعب، بل كذلك لأنه شغل وسائل الإعلام، سواء كلاعب أو مدرب أو محلل، أو مدمن على المخدرات. لكن يمكن القول إنه أشهر لاعب في التاريخ قياساً بمعاركه في الملعب وخارجه.

شغل مارادونا العالم بمواهبه ومشكلاته وحتماً سيتذكره الجميع بأنه ذلك اللاعب الذي ربح العالم بعبقريته، وخسر نفسه بسبب المخدرات وابتعد عن ملاعب كرة القدم مرغماً، بعدما خدّر هذا المنشط أسلوبه وفنه.

وُلد دييغو مارادونا في 30 تشرين الأول/ أكتوبر 1960 في لانوس، إحدى ضواحي بوينوس آيرس الفقيرة. بدأ مسيرته مع نادي أرخنتينوس جونيورز قبل عيد ميلاده السادس عشر، ثم استهل بعدها مشواره مع منتخب بلاده عام 1977.

انتقل الى نادي بوكا جونيورز في 1981 محرزاً معه لقبه المحلي الوحيد، وتركه بصفقة قياسية آنذاك إلى برشلونة في 1982، ومعه اكتفى بلقب الكأس المحلية في 1983.

انتقل مارادونا بعدها إلى نابولي الإيطالي، وكان العلامة الفارقة في تاريخ النادي الإيطالي الجنوبي (1984-1991). عرف معه مجداً محلياً وقاده إلى إحراز لقب الدوري في 1987 و1990، والتتويج بلقب كأس الاتحاد الأوروبي 1989. لكن التألق الأكبر كان مع منتخب التانغو.

البداية الحزينة

مرّ مارادونا، الذي اختير رياضي القرن في الأرجنتين، في علاقاته مع بطولات كأس العالم بشتى المراحل بحلوها ومرّها على مدى 16 عاماً. قال بعمر السابعة عشرة: "لدي حلمان: الأول أن أشارك في كأس العالم، والثاني أن أحرزه".

بدأت علاقة الولد الذهبي للكرة الأرجنتينية بالمونديال بخيبة أمل، عندما تجاهله المدرب سيزار لويس مينوتي لدى اختيار تشكيلته الرسمية لمونديال عام 1978، لصغر سنه وافتقاده إلى الخبرة. تلك التشكيلة التي أحرزت ذلك اللقب، بينما اكتفى مارادونا بمشاهدة المباريات على التلفزيون.

قال مارادونا بعد استبعاده: "إنه اليوم الأكثر تعاسة في حياتي. عندما أعلمني مينوتي بأنه اختار لاعباً آخر مكاني عدت إلى غرفتي وأجهشت بالبكاء". لكن "إل بيبي دي أورو" (الفتى الذهبي) كان في عداد تشكيلة مينوتي العام التالي، ليقود بلاده للفوز بكأس العالم تحت 20 عاماً في اليابان، حيث أحرز أيضاً جائزة أفضل لاعب.

نبوغ الفتى الذهبي

شارك في مونديال إسبانيا عام 1982 للمرة الأولى وكانت فرصة له للتعويض عما فاته في كأس العالم السابق. ولأن الارجنتين كانت حاملة اللقب، سلطت الأنظار عليها ونال مارادونا قسطاً من الأضواء، خصوصاً أنه كان وقع عقداً للانتقال إلى برشلونة الإسباني.

وعلى الرغم من تسجيله هدفين، فإن حادثة طرده في المباراة ضد البرازيل في الدور الثاني بقيت عالقة في الأذهان، وفي النهاية لم تتمكن الأرجنتين من الحفاظ على لقبها.

بلغت مسيرة مارادونا الكروية ذروتها عام 1986 في مونديال المكسيك، عندما قاد منتخب بلاده إلى اللقب الثاني بعد 1978. ويمكن إطلاق اسم مونديال مارادونا على كأس العالم لعام 1986، لأن النجم الأرجنتيني طبع البطولة بطابعه الخاص وكان عزفه المنفرد مفتاح الفوز.

افتتح مارادونا رصيده من الأهداف بهدف جميل في المباراة الثانية في دور المجموعات بمرمى إيطاليا، ثم مرّر تمريرات حاسمة في المباراة الثاثة أمام بلغاريا، ثم في الدور الثاني أمام الأوروغواي، لكنه ادخر أفضل ما لديه للأدوار التالية.

هدف باليد.. ثم الهدف الأسطوري

كانت المباراة ضد إنكلترا مشهودة. في مطلع الشوط الثاني سجل مارادونا هدفاً بيده في مرمى الحارس بيتر شيلتون، فاحتج الإنكليز طويلاً. لكن الحكم التونسي علي بن ناصر لم يكترث وأصر على احتساب الهدف. واعترف مارادونا بعد المباراة بأنه استعمل يده للتسجيل، معتبراً أنها "يد الرب"، بحسب قوله.

وبعد أربع دقائق، سجل مارادونا أجمل هدف في تاريخ كؤوس العالم، إذ قام بمراوغة ستة لاعبين إنكليز، بمن فيهم الحارس، قبل أن يودع الكرة في شباكهم، لتنتهي المباراة 2- 0.

وتقابلت الارجنتين مع بلجيكا في نصف النهائي وقد وقف دفاع الأخيرة عاجزاً عن إيقاف العبقري الأرجنتيني، الذي سجل هدفين في منتهى الروعة من مجهودين فرديين.

وفي المقابلة النهائية، وبعد التعادل هدفين لمثلهما أمام ألمانيا الغربية، مرر مارادونا كرة أمامية إلى بوروتشاغا، الذي انفرد بالحارس الألماني وسجل هدف الفوز 3-2.

الخروج من الباب الضيق

في مونديال إيطاليا عام 1990، ذرف مارادونا دمعة شهيرة بعد خسارة النهائي أمام ألمانيا الغربية، بعد أن ساهم بثبات في الوصول إلى هذا الدور المتقدم. لكن المونديال الذي تلاه سيكون كارثة لمارادونا، بعدما لعب مباراتين فقط، ثم تم استبعاده بعد تأكيد تعاطيه منشطات محظورة.

عاش مارادونا حياة صاخبة خارج الملاعب. فقد أكد مراراً ان أصعب منافسة خاضها منذ احترافه هي الإقلاع عن المخدرات، علماً بأنه أنفق الكثير من المال للتخلص من هذه الآفة. فقد سافر إلى جنيف وتورونتو وإسبانيا وكوريا الجنوبية ليجد الدواء الشافي في مصحاتها، قبل أن يتعرض لنكسات طبية متلاحقة في السنوات الأخيرة.

وبكى مارادونا لحالته عندما عرف أنه لم يعد قادراً على فعل أي شيء، وكانت له مواجهة دائمة مع الصحفيين والإعلاميين. لكن سقوطه في شباك المخدرات شكل بالفعل إيذاناً بإعلان نهاية مسيرة الولد الذهبي على الصعيد الدولي، ليخرج بالتالي من الباب الضيق.

في العقدين الاخيرين، تحول إلى التدريب. لكن مشواره لم يكن ناجحاً، سواءً مع منتخب الأرجنتين (2008-2010) أو في الإمارات العربية المتحدة والمكسيك.

رحيل عاشق كاسترو وتشافيز

بعد مشكلاته مع المخدرات، خضع لإعادة تأهيل. إلا أن بعد تركه الكوكايين، وقع في فخ الكحول والسيجار والبدانة، لينتهي الأمر به في المستشفى عام 2007، وفي هذا الشهر دخل المستشفى حيث خضع لجراحة طارئة لعلاج نزيف في المخ، ورغم إعلان خروجه من المشفى، تدهور وضعه الصحي ليرحل بعد أزمة قلبية.

كان دييغو مارادونا مدافعاً شرساً عن الزعيم الكوبي الراحل فيدل كاسترو، وظهر وشم الأخير بشكل واضح على كتفه. كما كان من أنصار الزعيم الفنزويلي هوغو تشافيز.

تزوج صديقته كلاوديا فيلافان عام 1984 وأنجب منها ابنتان: دالما وجانينيا، قبل طلاقهما عام 2004. كما لديه ولد اسمه دييغو جونيور ولد في نابولي عام 1986، وقد اعترف بأبوته فقط في 2004.

إ.ع/ ي.أ (أ ف ب) 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد