مثقفو المهجر وعلاقتهم بالوطن الأم
٣٠ سبتمبر ٢٠١٠نتيجة هاتين المشكلتين حدوث فجوة بين المجموعتين، وابتعاد مثقفي ومبدعي الخارج عن جمهورهم في العراق.
الكاتب العراقي حسين الموزاني الفائز بجائزة (فون شاميسو) الألمانية لعام 2000
قال انه "لم يغادر العراق إلا جسديا حين كنت في الرابعة والعشرين من عمري، واستنادا إلى نظرية فرويد فإن شخصية الإنسان تتشكل في السنوات الأول من عمره، لذا أجد نفسي ما زلت عراقيا مقيما بروحي في العراق وما زالت جذوري ممتدة في هذا البلد"
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: حسين الموزاني: لم أسافر للنزهة وعشت أياما صعبة في المهجر فيما لم يتعرض أي من أدباء الداخل إلى خطر من النظام السابق)
وشاركنا الحوار من مدينة العمارة القاص والأديب محمد رشيد رئيس نادي القصة العراقية
فذهب إلى انه مطلع على ظاهرة القطيعة بين مثقفي الداخل والخريج، مبينا ان كل أبناء جيله قد مزقتهم مخالب الحروب وأنهكته ومصاعب الحصار، ومثقفو الداخل كانوا أشبه بمن يسير في حقل ألغام، أما أدباء الخارج فاكتووا بنار الغربية وأصيبوا بأمراض الغربة وعانوا ما عانوا في غربتهم، ويرى أن الفريقين قد تأثرا بالأوضاع الاستثنائية في العراق.
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: محمد رشيد: نحن أبناء جيل مزقته الحروب وسنوات الحصار الاقتصادي)
من مدينة ميونخ نفى الناقد د. عدنان الظاهر أن يكون قد هرب أو تهرب من مواضيع العراق، مشيرا إلى انه قد كتب عن أدباء الخارج ، وقد بلغ عدد العراقيين الذين كتب عنهم 28 أديبا، لكنه عاد ليؤكد أنه لم يصله أي شيء من أدباء الداخل ليستطيع أن يحكم عليهم، وهذا يعني ان القصور يقع على عراقيِ الداخل الذين لم يتواصلوا مع زملائهم في الخارج بعد سقوط نظام صدام حسين
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: عدنان الظاهر: لم يتواصل معنا أدباء الداخل لنعرف ما عندهم)
مدير موقع قنطرة للحوار الإسلامي لؤي المدهون أعتبر انه بالنظر الى التجربة العراقية المعاصرة نجد أنها تشترك في كثير من ملامحها مع تجارب أخرى عانت من ويلات الحروب والحروب الأهلية، وهناك التجربة التركية والتجربة الأرمنية، وموقع قنطرة نشرمؤخرا عن المفكر الجزائري محمد أركون الذي عاش انقطاعا شبه تام عن بلده الأم، واعتبر المدهون أن على الجميع مسؤولية مد جسور التواصل
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: لؤي المدهون: الأديب المهاجر يمثل ثقافتين وهو خير من يتمكن من مد جسور التواصل)
حسين الموزاني قال إن العراق يعاني من انشقاق فكري وايديولجي وعرقي وطائفي ، مشيرا إلى انه لا يعرف سبيلا لردم الهوة التي يخلقها هذا الانشقاق ، ودعا العراقيين الى تجاوز خلافاتهم، مبينا انه لم يسع إلى أن يكون معروفا في العراق ، ومشيرا الى انه قد توجه إلى الإنتاج باللغة الألمانية ، وهو لا يمتلك الوقت ولا الجهد الكافي لترجمة هذه الأعمال إلى العربية.
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: حسين الموزاني: العراق بلد نشأ في ظل الايدولوجيا، ولا مجال للإبداع في ظل هذا الواقع)
محمد رشيد اعترض على ما قاله عدنان الظاهر، مبينا ان العراقيين يعيشون أوضاعا استثنائية، وكاشفا أنه يقف في لحظة الحوار في صف الانتظار تحت أشعة الشمس المحرقة للحصول على جواز سفر، فيما يجلس الظاهر ( وهو نموذج لمثقفي الخارج) في أجواء مرفهة مريحة آمنة مطمئنة، فهل" ينتظر مني أن اعرفه بنفسي وبما اكتب، أم أن وظيفته هي أن يبحث ويصل إلى مكامن الإبداع ليتناولها بالنقد والتحليل؟".
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: محمد رشيد: عراقيو الداخل كانوا مهمشين، وهم اليوم مهمشين أيضا)
ورد د. عدنان الظاهر على ما قاله محمد رشيد متسائلا: كيف يتمكن أديب الخارج من الاطلاع على نتاج الداخل إذا كان الأدباء يستنكفون عن عرض إنتاجهم على النقاد؟ ثم بين أن من حقه أن يحتفظ بحق الرد بالمثل والاستنكاف عن تناول إنتاج أدباء الداخل . و"بعد سقوط صدام اتصل بي أدباء العراق ولكنهم لم يرسلوا لي نتاجاتهم".
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: عدنان الظاهر: القطيعة منذ زمن صدام ، واستمرت)
لؤي المدهون أشار إلى أن الوضع في العراق امتد لعقود طويلة من الزمن، وعاش العراقيون في ظل ديكتاتورية فاشية اقصائية فريدة من نوعها حتى في المنطقة وقد سلبتهم كل شيء وهذا ليس بالأمر السهل، في المقابل فان ما حدث بعد سقوط النظام من صراعات دموية ووصول نخبة لم تستطع أن تؤثر في المشهد، ولكن ألمانيا ( على سبيل المثال) عاشت مثل هذه الظروف وتجاربهم قابلة للفهم، ولكن الأدب مرآة للواقع، وطالما لا يلتقي أدباء العراق ليبنوا جسور التواصل فلا حل في الأفق.
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: لؤي المدهون: التجربة العراقية فريدة من نوعها لكنها ليست الوحيدة)
وذهب الموزاني إلى أن هناك كتاب وادباء عملوا مع النظام السابق، ولكن النخبة السياسية التي حكمت البلد بعد سقوط النظام لم تلتفت الى هذه الحقيقة، وأورد أمثلة على ذلك معتبرا أن التغييب القسري لأدباء الخارج أثار عند هؤلاء ردود فعل معاكسة أدت إلى اتهامهم جميع أدباء الداخل بالعمل لصالح النظام السابق
ودعونا المستمعين إلى مشاركتنا الحوار بالإجابة عن سؤالنا:
ما رأيك في إبداعات العراقيين المهاجرين؟
فبين المتسمع يوسف الحسيني من بغداد أن مثقفي وأدباء الخارج عاشوا ظروفا أحسن بكثير من زملائهم في الداخل ومن هنا فان مسؤولية التواصل تقع على عاتقهم
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: المستمع يوسف الحسيني من بغداد)
الكاتب : ملهم الملائكة Mulham Almalaika .