1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"مجرى" معرض فني يجمع فنانين ألمان ومصريين

سمر كرم١٥ أبريل ٢٠١٦

على مدى أسبوعين، اجتمع خمسة فنانين ألمان وخمسة فنانين مصريين معاً في مدينة بون، للإعداد لمعرض فني مشترك. فما هي فكرة ورشة العمل هذه وكيف عاش الفنانون هذه التجربة الفنية المميزة؟

https://p.dw.com/p/1IUXb
Projekt Empartolution Bonn
صورة من: JoHempel.com

فنانون ألمان ومصريون يتحدثون عن تجربة العمل المشترك

الأيام الأولى للتجربة المشتركة كانت تحدياً كبيراً للفنانين الألمان والمصريين الذين تمت دعوتهم إلى مدينة بون للمشاركة في مشروع "امبارتولوشن"، حسب الفنان أمادو الفادي الذي يقول في حوار مع DW عربية "في البداية كان الأمر صعباً، فهناك ضغط الوقت والتواجد في مكان جديد ورغبتنا في إنجاز عمل خلال هذه الفترة المحدودة". الفادي، فنان مصري من أصول سودانية، ويهتم بشكل خاص بالتاريخ والهوية. لذلك فقد مثل العمل في مدينة بون تحدياً خاصاً بالنسبة إليه، إذ لم يكن من السهل البحث في أرشيف مدينة لا يجيد لغتها ولا يعرف الكثير عن تاريخها، لكنه يشعر بأن هذا التحدي هو ما يضفي على المشروع خصوصيته.

تحمل ورشة العمل التي تستمر لمدة أسبوعين اسم "مجرى"، ويجب على الفنانين قضاء وقت للتعارف وتبادل الآراء والاقتراحات الفنية، واختيار موضوعات للتعبير عنها بطرقهم الفنية المختلفة وتنفيذها في مشاريع فردية أو مشتركة، لتكون النتيجة هي معرض مشترك ينطلق يوم السبت 16 أبريل/نيسان2016 ويستمر حتى أول مايو/آيار. لكن عرض الأعمال ليس هو أهم ما في الأمر كما يؤكد الفادي، قائلاً "لسنا هنا من أجل عرض أعمالنا، وإنما الفكرة الأساسية هي في التفاعل والاجتماع بين أشخاص ذوي خلفيات مختلفة ومن بلدان مختلفة، فهذا يعطي ثراء للعمل الفني". وتوافقه الرأي الفنانة الألمانية مارايكا دروبني بقولها "يتعلم المرء الكثير من خلال العمل مع الآخرين، ولكل منا فكرته". تعمل دروبني كثيراً في مشاريع مشتركة وتجد متعة في العمل مع فنانين من ثقافات مختلفة حسبما أكدته في مقابلة مع DW عربية.

فنانون ألمان ومصريون يتحدثون عن تجربة العمل المشترك

Projekt Empartolution Bonn
البحث بين بقايا الأشياء عن فكرة فنيةصورة من: JoHempel.com

لكن هذا الاختلاف في الثقافات لم يكن عائقاً أمام العمل المشترك كما لاحظت مديرة المنتدى الفني الذي يستضيف المعرض، سوزانه غروبه، فهي ترى أن الاختلافات كانت أكثر "بين أشخاص بطباعهم المختلفة وليست اختلافات ثقافية". غروبه تعتقد أيضاً أن "الفن المعاصر يعد وسيلة رائعة للتواصل بين الثقافات المختلفة، لأن الفن لغة عالمية"، لذلك فهي تهتم بدعم مشاريع التبادل الثقافي بشكل خاص. وبينما اختار البعض فقط المشاركة في المناقشات في البداية واختيار الموضوعات، قررت ثلاثة فنانات العمل معاً في مشروع موحد.

متعة "المفاجأة"

الألمانية مارياكا دروبني استطاعت مع الفنانة المصرية هناء الدغام والفنانة المصرية الأمريكية أماندا، القيام بمشروع مشترك، جاءت فكرته من البيوت الريفية المصرية، وتوضح ذلك بالقول "كنت في زيارة لإحدى القرى فرأيت كيف يبني الناس المنازل بالطين وبكل ما يتاح لهم من بقايا الأشياء، وعرضت عليهما الفكرة ووجدت قبولا منهما". اختارت الفنانات الثلاث خوض التجربة الجديدة بالعمل معاً في مشروع دون رؤية واضحة محددة، وهو ما أعجب أماندا بشكل خاص: "أعجبتني فكرة العمل مع أشخاص لا أعرفهم، في مشروع لا أعرف بعد نتيجته. فأنا كثيراً ما أعمل وحدي، لكن هذه فرصة للعمل الجماعي". بدأت الفنانات الثلاثة بجمع بعض ما وجدنه في القمامة وبدأن خطوة بخطوة في تنفيذ فكرتهن.

Projekt Empartolution Bonn
حوارات فنية سبقت العملصورة من: JoHempel.com

وربما يعد توحيد العمل بين فنانات وفنانين من بلدين مختلفين من أهم أهداف مشروع "إمبارتولوشن"، الذي بدأت فكرته عام 2013، في إحدى زيارات المصور الفوتوغرافي يو هيمبل إلى القاهرة. تعرف هيمبل هناك على الكثير من الفنانين والمبدعين، واكتشف تشابهات بين المشهد الإبداعي الألماني والمصري كما اكتشف أيضاً اختلافات واضحة، بالإضافة إلى ذلك لاحظ التأثير الكبير للأوضاع السياسية في مصر على المشهد الفني. فقرر الدعوة لهذا المشروع ليتيح الفرصة للفنانين لتبادل الأفكار وفهم الثقافات الفنية المختلفة وتاريخ الفن وتطوره في البلدين المختلفين ويقول "إن الهدف الأهم هو إتاحة الفرصة للفنانين أنفسهم لتوسيع أفقهم الفني، وإتاحة الفرصة للجمهور لرؤية نتاج هذا العمل. وهذا في رأيي حجر الأساس للتفاهم بين الثقافات". وهو ما يتفق معه الفنان الألماني سيرغي فوتوك، قائلاً "هناك تأثيرات سياسية واقتصادية على رؤيتنا للأشياء، وهذا التعاون في هذا المشروع يثبت أنه لا توجد حدود، ويعطي المشروع الفرصة لكل جانب للتعلم من الجانب الآخر".

يقوم هيمبل أيضاً بتوثيق تطور ورشة العمل بالكامل، بالصور والفيديو والكتابة، فهو لا يريد فقط عرض أعمال فنية منتجة، لكن المعرض في رأيه يجب أن يعكس التعامل الإنساني والتبادل الثقافي أثناء العمل.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد