1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ماذا تقدم الدول العربية في بورصة برلين الدولية للسياحة؟

٩ مارس ٢٠٢٣

في ظهوره الأول منذ جائحة كورونا، تشارك العديد من الدول العربية بعروضها الجديدة والتقليدية في معرض السياحة الدولي "ITB" المقام في برلين على أمل جذب أسواق سياحية جديدة من وسط وغرب أوروبا بعد تأثرها من حرب أوكرانيا.

https://p.dw.com/p/4OPRs
بورصة برلين الدولية للسياحة والسفر (8/3/2023)
من جديد وبعد توقف بسبب جائحة كورونا عادت "بورصة برلين الدولية للسياحة"، أكبر معرض للسياحة في العالم لإقامة فعالياته. وبجانب الدول العربية السياحية التقليدية تشارك السعودية لأول مرة في المعرض. صورة من: Nenad Kreizer/DW

معرض برلين للسياحة.. بلدان عربية تسعى لتعزيز حضورها

عندما تمر على الجناح المصري تجد عازفة بزي فرعون تعزف الألحان أمام الزوار، وفي مقدمة الجناح السعودي تجلس السيدة السعودية بدرية المطيري على سجادة من حياكتها لتروج لحرفتها "السدو" الشهيرة في مدينة الدرعية المسجلة ضمن التراث الثقافي السعودي باليونسكو، في الوقت الذي تقف فيه التونسية إسلام جربي لتعرض زيارة جزيرة الأحلام "جربة" التونسية.

وهذه هي المرة الأولى التي تقام فيها "بورصة برلين الدولية للسياحة" (ITB) بعد جائحة كورونا، لكن على عكس سنوات ما قبل كورونا، فتح المعرض أبوابه هذا العام للزوار المتخصصين فقط في الفترة بين 7 و9 مارس/ آذار  واختيرت جورجيا كضيف شرف المعرض الذي يشارك فيه ممثلون من 161 دولة و400 متحدث و200 مائدة مستديرة في المعرض.

سيدة تعزف على آلة "الهارب" في الجناح المصري ببورصة السياحة في برلين (8/3/2023)
بورصة السياحة في برلين 2023. في الجناح المصري جلست سيدة تعزف على آلة "الهارب"، تلك الآلة الموسيقية الموجودة منذ زمن الفراعنة. صورة من: Mohammed Magdy/DW

ويمثل المعرض فرصة للدول العربية مثل مصر وتونس والمغرب والأردن وأيضا الدول الخليجية مثل السعودية والإمارات وعمان للترويج لسياحتها بعد الركود الذي سببته جائحة كورونا وبعدها حرب أوكانيا.

وقال رئيس اتحاد السفر الألماني، نوربرت فيبيغ، في حفل افتتاح المعرض (الاثنين 7 مارس/ آذار)، إن الألمان من الواضح أنهم يعشقون الشمس والماء، لهذا كانت البلدان الواقعة على طول ساحل البحر الأبيض المتوسط الأكثر جذبا لهم.

ووفقا لاستطلاعات رأي، لا يزال المواطنون في ألمانيا حريصين للغاية على السفر، على الرغم من المخاوف الاقتصادية والتضخم المرتفع.

ووفقا لبيانات جمعية الأبحاث "الأجازة والسفر" (Urlaub und Reisen) المعنية بالسفر، فإن 69% (العام السابق: 61%) من حوالي 7000 مشارك في كانون الثاني/ يناير الماضي يخططون للسفر هذا العام.

وقال أولاف زونتاغ، مدير المشروعات في الجمعية،: "في ضوء البيانات، من المحتمل للغاية أن يتم تجاوز مستوى ما قبل أزمة كورونا بالنسبة لعدد رحلات العطلات... من المتوقع أن يكون لتأثير تعويض غياب السفر في سنوات كورونا دور أيضا".

الجناح الأردني في بورصة برلين الدولية للسياحة (8/3/2023)
الجناح الأردني في بورصة برلين الدولية للسياحة (8/3/2023)صورة من: Mohammed Magdy/DW

مصر تعول على إمكانياتها التقليدية

ومن جانبه، قال وزير السياحة والآثار المصري أحمد عيسى، إن بورصة برلين تعتبر التجمع السنوي الأكبر لصناعة السياحة العالمية  وتمثل فرصة جيدة للتواصل بشكل أكبر وفعال مع شركاء المهنة في صناعة السياحة والسفر في ألمانيا وحول العالم، لافتاً إلى أهمية السوق الألماني الذي يعتبر من أكبر الأسواق السياحية المُصدرة حاليا للسياحة إلى مصر.

وأضاف عيسى في مؤتمر صحفي عقد خلال المعرض، الثلاثاء (7 مارس/ آذار 2023)، إن الرحلات من ألمانيا إلى مصر سجلت نمواً بمعدل 4 مرات في الأشهر السبعة الأخيرة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وأضاف أن استراتيجية بلاده تطمح إلى جذب 30 مليون سائح سنويا بحلول عام 2028 بالنظر إلى إمكانياتها التقليدية وما تملكه من سياحة ثقافية وتاريخية كبيرة.

وأشار إلى الافتتاح المرتقب المتحف المصري الكبير الذي يضم كنوزا للملوك المصريين القدماء تعرض لأول مرة، كاشفا عن افتتاحه في الفترة بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 وفبراير/شباط 2024.

وزير السياحة والآثار المصري أحمد عيسى في كلمة خلال فعاليات بورصة السياحة الدولية في برلين (7/3/2023)
وزير السياحة والآثار المصري أحمد عيسى في كلمة خلال فعاليات بورصة السياحة الدولية في برلين (7/3/2023)صورة من: Mohammed Magdy/DW

ويعتبر السياح الروس والأوكران موردا رئيسيا للسياحة للدول العربية خاصة في شمال أفريقيا، ما جعلها أكبر المتضررين من الحرب؛ لذلك تسعى لاستغلال المعرض لجذب السياح وخصوصا الألمان.

وكان السياح الروس والأوكران يمثلون نحو 40 في المئة من حجم السياحة الشاطئية التي تأتي إلى مصر سنويا. لهذا  سعت مصر للتركيز على دول وسط وغرب أوروبا لتعويض غياب السياحة الروسية والأوكرانية.

وقال رجل الأعمال المصري ورئيس جمعية مستثمري السياحة بالبحر الأحمر، كامل أبو علي، لـ"DW عربية": "الحرب أثرت بشكل كبير علينا وقبلها فيروس كورونا.. لكن السياحة تمرض ولا تموت ". لذا ينظر أبوعلي إلى معرض برلين "بداية جديدة" لمستثمري السياحة للترويج لمنتجاتهم الجديدة. واختار أبو علي السياحة الترفيهية بتدشين منتجع "نيفرلاند" في الغردقة على غرار ديزني لاند.

هل يسد السائح الألماني الفراغ؟

ويأمل العارضون المصريون في البورصة في جذب الكثير من السياح، خاصة الألمان، لتعويض الفراغ الذي تركه الروس والأوكران. فقبل جائحة كورونا، شكل الألمان الجزء الأكبر من السياح الوافدين إلى مصر قبل انتشار الجائحة،  حيث زار 1.8 مليون شخص البلاد في عام 2019، وفقا لوزارة الخارجية الألمانية. وقال رئيس جميعة مستثمري السياحة المصرية، كامل أبوعلي إن الألمان أكثر السياح الوافدين إلى شواطئ البحر الأحمر بعد مغادرة الروس والأوكران. وأضاف أن السائح الألماني بطبعه يميل إلى السياحة الثقافية والشاطئية وهذا ما يجده في مصر.

الجناح المصري في بورصة برلين للسياحة (8/3/2023)
الجناح المصري في بورصة برلين للسياحة (8/3/2023)صورة من: Mohammed Magdy/DW

تونس تركز على أفكار خارج الصندوق

أيضا في تونس، شهدت الحجوزات السياحية ركودا خلال العام المنقضي جراء حرب أوكرانيا،  بيد أنها تسعى أيضا لجذب المزيد من السائحين عبر المعرض، وبدوره يشارك وزير السياحة التونسي محمد المعز بلحسين في المعرض.

ويقول بلحسين لـ"DW عربية" إن قطاع السياحة مرّ بأزمات عديدة منذ عام 2011 آخرها حرب أوكرانيا، مضيفا أن بلاده خسرت قرابة 600 ألف سائح بين روسي وأوكراني أتوا لتونس في عام 2019، ما قبل جائحة كورونا، وهذا عدد كبير للغاية في الإنفاق والليالي التي يقضونها.

لهذا يسعى بلحسين إلى "جعل قطاع السياحة أكثر صلابة واستدامة، من خلال التعامل مع أفكار من خارج الصندوق مثل تنويع الأسواق والمنتجات حتى لا نكون مرتبطين بأسواق محددة". وأضاف أن السوق التونسي يجذب سياحا من مختلف أنحاء العالم: الأسواق الأوروبية والأسيوية والأفريقية. 

"نحن في تونس نركز في مختلف الأسواق التي بها قدرة على النقل الجوي النفاذ إلينا، لأن القطاع السياحي قطاع مهم جدا وحيوي للاقتصاد الوطني"، يؤكد الوزير التونسي.

في الجناح التونسي، وقفت إسلام جربي لأول مرة بمعرض برلين، للتسويق للسياحة البيئية في جزيرة جربة التاريخية. وتقول لـDW عربية: "بعد الثورة التونسية عام 2011 كنا نركز على الأسواق من شرق أوروبا: روسيا وبولندا وأوكرانيا، لكن بعد الحرب الأخيرة عدنا إلى الأسواق الكلاسيكية مثل بلجيكا وفرنسا وسويسرا وألمانيا".

وأضافت أن تفكير السائح الأوروبي تغير فهو الآن "يحب قضاء تجربة أشياء جديدة من التجول في البلدة أو التعرف على ثقافتها، وألا يقتصر الأمر على قضاء اليوم داخل الفندق".

التسويق للسياحة البيئية في جزيرة جربة التونسية خلال بورصة برلين الدولية للسياحة (8/3/2023)
التسويق للسياحة البيئية في جزيرة جربة التونسية خلال بورصة برلين الدولية للسياحة (8/3/2023)صورة من: Mohammed Magdy/DW

فيما ركز الجناح المغربي على سياحة المغامرات بجانب العروض التقليدية، بحسب العارضة المغربية كنزي ناصيلا التي تروج لزيارة مدينة أغادير على ساحل المحيط الأطلسي.

وترى العارضة التونسية إسلام والمغربية كنزي أن  السائح الفرنسي  المفضل لدى الأسواق التونسية والمغربية.

حضور سعودي لافت لأول مرة

لافتات ضخمة على واجهة ساحة المؤتمرات في بورصة برلين للسياحة تدعو لاستكشاف السعودية. (8/3/2023)
لافتات ضخمة على واجهة ساحة المؤتمرات في بورصة برلين للسياحة تدعو لاستكشاف السعودية. (8/3/2023)صورة من: Mohammed Magdy/DW

في معرض برلين، الحضور ليس مقتصرا على الأسواق السياحية العربية التقليدية،  بل هناك أيضا الأسواق العربية الجديدة مثل السعودية، التي شهدت انفتاحا سياحيا كبيرا خلال العامين الماضيين.

وقد وجدت السعودية في المعرض أيضا فرصة لحجز مكانها بين كبار مستقبلي السياحة في الشرق الأوسط، فنصبت لافتات ضخمة منفردة على واجهة ساحة المؤتمرات، التي تحتضن المعرض تدعو لاستكشاف السعودية.

وتشارك السعودية لأول مرة في بورصة برلين، مع أكثر من 45 شريكاً من القطاع الحكومي والخاص. وبحسب البيانات السعودية، ارتفع عدد الزوار الدوليين إلى المملكة بنسبة 575% عام 2022 مقارنة بالعام 2021. وسجلت السعودية أيضا أكبر الدول استثماراً في السياحة على المستوى الدولي، وبلغ حجم انفاق السياح في العام 2022 أكثر من 185 مليار ريال سعودي، بزيادة قدرها 93% عن العام 2021.

بدرية المطيري تروج لحرفة "السدو" الشهيرة من مدينة الدرعية السعودية خلال بورصة السياحة الدولية في برلين (8/3/2023)
بدرية المطيري تروج لحرفة "السدو" الشهيرة من مدينة الدرعية السعودية خلال بورصة السياحة الدولية في برلين (8/3/2023)صورة من: Mohammed Magdy/DW

وتلك هي المرة الأولى التي تشارك فيها بدرية المطيري لتروج لحرفتها "السدو" الشهيرة في مدينة الدرعية في معرض برلين للسياحة وتقول لـ"DW عربية" عن تجربتها: "الآن أصبح للسعودية حيز كبير في المعارض السياحية في أنحاء العالم وهذا لم يكن يحدث من قبل".

وتضيف وهي تجلس القرفصاء مرتدية البرقع: "سُمح لنا لأول مرة لتقديم عروضنا بالخارج بداية من العام الماضي فقط (..) اطّلعنا على تراثهم وفي الوقت نفسه اطّلعوا على تراثنا".

محمد مجدي - برلين