1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مصير الملكية الخاصة من الأعمال الفنية في ألمانيا الديمقراطية

أنيكا تسايتلر، أ. ز.٣٠ مايو ٢٠١٥

صادرت مخابرات النظام الشيوعي في ألمانيا الشرقية، مئات الأعمال الفنية من أصحابها وخاصة جامعي الأعمال الفنية الثمينة، بغية بيعها في الغرب والحصول على العملة الصعبة. ولايزال البحث عن تلك الأعمال جار، لكن استعادتها صعبة جدا.

https://p.dw.com/p/1FWkv
Symbolbild Raubkunst
صورة من: picture-alliance/dpa/H. Ossinger

تلقى جامع الأعمال الفنية هلموت مايسنر بمدينة درسدن في ألمانيا الشرقية رسالة عام 1982 تتضمن مطالبته بدفع ضرائب إضافية. وتساوي قيمة الأموال المطلوبة قيمة الأعمال الفنية التي كان يملكها، والتي كانت تصل إلى ملايين الماركات. وبعد فترة قصيرة جاء رجال المخابرات إلى منزله لمصادرة القطع الفنية الثمينة التي كانت آنذاك بحوزته، بينها لوحات قيمة لرسامين هولنديين قدامى وقطع أثاث تاريخية وقطع نادرة من الخزف الصيني. واختفت جميع هذه القطع الفنية الغالية في مستودع سري للأعمال الفنية، وبيعت لزبائن في الغرب فيما بعد. وهو ما خلف صدمة نفسية لدى مالكها هلموت مايسنر وخضوعه للعلاج في مستشفى خاص للأمراض النفسية.

عملية نزع الملكية لم تقتصر على مايسنر، وإنما شملت العشرات من جامعي الأعمال الفنية، وهذا ما يشببه المراقبون بما فعله النازيون مع جامعي الأعمال الفنية اليهود في ألماينا إبان الحقية النازية. وكانت أعمال المصادرة في جمهورية ألمانيا الديمقراطية (الشرقية) تتم سرا بعيدا عن الأضواء والإعلام بعد اتهام ضحايا المصادرة بالتخطيط للهرب أو السعي للحصول على تأشيرة خروج لمغادرة البلاد أو الاتهام بالاختلاس الضريبي.

أكثر من 200 عملية مصادرة

خلال أربعة عقود من عمر جمهورية ألمانيا اليمقراطية وقعت أكثر من 200 عملية نزع ملكية ومصادرة أعمال فنية، حسب المحامي أولف بيشوف، الخبير الوحيد حتى الآن الذي أجرى بحوثا علمية معمقة حول عمليات المصادرة تلك، وهو يمثل مجموعة من ورثة مالكي تلك الأعمال الفنية. إلا أن استعادة تلك الأعمال التي لا تقدر بثمن، ليست بالأمر السهل بل إنها صعبة ومقعدة جدا، بسبب تقادم مدة حق المطالبة باستعادتها، بالإضافة إلى أن الكثير من تلك الأعمال مفقودة ولا يعرف من هو مالكها الحالي. وحتى لو تم العثور على بعض الأعمال، فإنه لا يبقى للورثة إلا الأمل في النية الطيبة لدى مالكيها اليوم.

أغلب تلك الأعمال المصادرة بيع آنذاك لتجار من ألمانيا الغربية وهولندا وبريطانيا وسويسرا. ويبدو أن المشترين لم يكونوا مهتمين كثيرا بمعرفة مصدر أوالأصحاب الحقيقيين لتلك الكنوز الفنية. ويعتقد المحامي بيشوف، أن مشتري تلك الأعمال، قد خطر على بالهم السؤال عن مصدر ومالكي تلك الأعمال حين شاهدوها في مستودعات سرية، ومن المحتمل أنهم عرفوا الجواب، فالتزموا الصمت.

D-Mark Scheine
بيع الأعمال الفنية للحصول على العملة الصعبة مثل مارك المانيا الغربيةصورة من: Fotolia/Sascha F.

ابن هلموت مايسنر واحد من موكلي المحامي بيشوف، يطالب منذ سنوات باستعادة لوحة زيتية ثمينة جدا لرسام هولندي معروف تعود إلى عام 1705. وأصبحت هذه اللوحة في أمريكا بحوزة عائلة في نيويورك ترفض إعادتها، وتقول إنها اشترتها بحسن نية عام 1989 من تاجر سويسري.

وتشير إيزابيل بفايفر بونسغن، رئيسة مؤسسة ثقافة الولايات في ألمانيا، إلى أن هناك فرقا بين سرقة الأعمال الفنية في ألمانيا الشرقية وسرقتها في فترة ألمانيا النازية، "فعلى خلاف السرقة إبان الحقبة النازية، لا يزال هناك شهود على السرقة في جمهورية ألمانيا الديمقراطية"، كما أن هناك وثائق ومستندات تتعلق بتلك الأعمال وعمليات المصادرة ونزع الملكية، وهو ما يساهم في كشف الكثير من جرائم سرقة الأعمال الفنية. وقد استطاع ابن هلموت مايسنر مثلا استعادة بعض الأعمال من متاحف في ألمانيا.

Isabel Pfeiffer-Poensgen
إيزابيل بفايفر بونسغن رئيسة مؤسسة ثقافة الولاياتصورة من: picture-alliance/dpa/S. Pilick

ورغم أن أبحاث المؤسسة تركز حاليا على موضوع مصادرة الأعمال الفنية في الحقبة النازية، إلا أنها تبحث موضوع مصادرة ونزع ملكية الأعمال والقطع الفنية في ألمانيا الديمقراطية أيضا، ومن المقرر أن تنشر خلال الصيف القادم تقريرا عن نتائج أبحاثها. وتقول رئيسة المؤسسة "يجب علينا أن نقوم بالمزيد من الأبحاث الضرورية وأن نحدد الذين يستطيعون إجراءها بأفضل صورة". وهذه مشكلة صعبة، فحتى الآن لا يوجد في ألمانيا إلا عدد قليل من الخبراء في هذا المجال ولا يوجد إلا حقوقي واحد بحث بشكل مركز ومعمق في قضية سرقة الأعمال الفنية في ألمانيا الديمقراطية.