1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"مصير القذافي رهن بتوافق القبائل الليبية "

٢٤ فبراير ٢٠١١

مع ارتفاع عدد الضحايا يوميا في ليبيا، يصبح السؤال الأكثر الحاحا هو الى أين تتجه البلاد. خبير ألماني يعتبر أن تمرد أكبر قبيلة ليبية على القذافي قد ينذر بنهايته وأن مصيره رهن بمدى توحد القبائل، معتبرا أنها قد تشكل البديل.

https://p.dw.com/p/10P6r
ما هي قدرات القذافي على البقاء رغم الرفض الشعبي الواسع له؟صورة من: dpa

تتوالى الأنباء عن سقوط عشرات القتلى والجرحى يوميا في مدن غربي ليبيا، على غرار طرابلس والزاوية، ولا يزال الزعيم الليبي معمر القذافي متمسكا بالسلطة، متهما تنظيم القاعدة بالوقوف وراء الاحتجاجات الشعبية التي عمت البلاد. وفي غضون ذلك يتزايد عدد السفراء والمسؤولين القياديين في أجهزة الشرطة والجيش، الذين أعلنوا استقالتهم استنكارا منهم لما يتعرض له الشعب الليبي "من عمليات قتل"، وفق تعبيرهم، مُطالبين القذافي بالتنحي عن السلطة على الفور. وفي ظل هذا الوضع الذي ينذر بانفلات الأمور كليا من قبضة القذافي الحديدية، يطرح السؤال حول الجهة التي بامكانها حسم الأمر في ليبيا، خاصة وأن منظمات حقوقية وأفراد الجاليات الليبية في الخارج تدق أجراس الخطر بشأن ارتفاع عدد الضحايا، وقالوا إنهم قتلوا على يد "مرتزقة"؟

القذافي يلعب على "ورقة الولاء القبلي"؟

Flash Galerie Ansprache Gaddafi
القذافي يرتدي ملابس بدوية تقليدية ليبية ربما في محاولة للتأكيد على أنه واحد من الشعب الليبي أم هي محاولة لكسب تأييد مختلف القبائل له؟صورة من: dapd

وفيما لعبت المؤسسة العسكرية في تونس ومصر دورا مهما في تولي زمام الأمور، يستبعد خبراء أن يلعب الجيش الليبي الدور نفسه، مؤكدين أن القوة الحقيقية التي بإمكانها زعزعة نظام القذافي وإرغامه على التنحي هي قوة مختلف القبائل والعشائر الليبية في حال توحدها في خندق واحد. وفي السياق ذاته، يقول الدكتور توماس هازل، خبير في شؤون شمال إفريقيا وأستاذ في جامعة برلين الحرة،: "أرى بأن أيام القذافي على رأس الدولة الليبية معدودة، ذلك أنه قد فقد جزءا كبيرا من مساندة قوات الشرطة والجيش". ويضيف في حديث خاص لمؤسسة دويتشه فيله :"يبدو أن القذافي يحاول البقاء حتى الرمق الأخير بمساعدة قوات مرتزقة يقودها أبناؤه ولا يزال يحظى بمساندة أجزاء من الجيش الليبي وجزء من أجهزة المخابرات، أي أولئك الذين ينحدرون من قبيلته، قبيلة القذاذفة". ويؤكد الخبير الألماني أن القذافي، الذي فقد السيطرة على أجزاء كبيرة من مدن شرق ليبيا، "لن يتمكن مرة أخرى من بسط سيطرته ونفوذه على كامل أنحاء البلاد، خاصة بعد أن تمزقت علاقته بالشعب."

سياسة "التأليب" لم تعد "مجدية "

Libyen Unruhen Gaddafi Tripolis 20.02.2011 NO FLASH
احتجاجات شعبية واسعة تطالب القذافي بالتنحي والقذافي يتهم القاعدة بتأليب الشباب الليبي عليهصورة من: picture alliance/dpa

ولكن يبدو أن هذه السياسة لم تعد تجدي في شيئ، اذ أعلنت قبيلة الورفلة، أكبر قبيلة ليبية تضم مليون شخص من إجمالي 6 مليون ساكن في ليبيا، تمردها على القذافي ودعمها للمتظاهرين. هذا التطور تعتبره دلفن بيران وهي خبيرة في شؤون شمال إفريقيا في معهد فلورانس الأوروبي، بأنه ينذر بنهاية الزعيم الليبي، بحيث تقول لفرانس برس: إن "نظام القذافي، الذي حاول فيه خلق نوع من التوازن بين مختلف القبائل، قد بدأ بالانهيار مع انقلاب بعض القبائل عليه".

فهل ينذر الوضع باندلاع حرب أهلية في ليبيا، خاصة وأن القذافي لا يزال يحظى بدعم قبيلته وبعض القبائل الأخرى المتمركزة في غرب البلاد وجنوب غربها؟ نجل الزعيم الليبي سيف الاسلام سبق وأن هدد في كلمة توجه بها إلى الليبيين مطلع هذا الأسبوع بأن ليبيا قد تشهد "حربا أهلية" للإيحاء بأن الاشتباكات، التي أسقطت مئات القتلى منذ بدء الانتفاضة، ناجمة عن خلافات قبلية. لكن الخبير الألماني توماس هازل يستبعد ذلك في حوار مع دويتشه فيله، ويقول: "أشك في أن تندلع حرب أهلية بين مختلف القبائل والعشائر الليبية". ويلفت إلى أنه - ماعدا قبيلة القذاذفة ـ فإن القبائل الأخرى المساندة له هي عبارة عن "حفنة من القبائل الصغيرة، التي لا تحوز على أي تأثير سياسي يذكر، ولا تتمتع بثقل كبير في البلاد".

زعماء القبائل - البديل لما بعد القذافي؟

ويستبعد هازل أن تنقسم ليبيا إلى دويلات أو إلى شطرين، أحدهما شرقي تمرد على القذافي، والآخر غربي لا يزال تحت سيطرته، معتبرا أن السيناريو الأكثر احتمالا هو "سقوط القذافي". ويرى أنه – وان كان سينجم عن ذلك حدوث "فراغ سياسي" – فإن زعماء القبائل والعشائر من شأنهم أن يمسكوا بزمام الأمور في فترة انتقالية، قد تشوبها حالة من الفوضى السياسية، خاصة وأن القذافي قد "عمل خلال فترة حكمه على حظر الأحزاب ومنع جميع المنظمات والجمعيات المستقلة عن الحكومة". ويوضح هازل أن مستقبل ليبيا قد تحدده "حقبة ما بعد القذافي وبالقوى السياسية التي ستظهر على الساحة السياسية الليبية". ويضيف قائلا: "وقد تنجح هذه القوى في إيجاد منظومة توافقية بين مختلف القبائل والمصالح بطريقة تضمن توزيعا عادلا للثروات في البلاد، وخاصة منها عائدات النفط، وبطريقة تمثل مختلف فئات المجتمع الليبي، وتحول دون أن تستولي أقلية على السلطة والثروات في البلاد." وقد يشكل هذا السيناريو المبني على "الأساس العشائري القبلي" ربما البديل لنظام القذافي الذي تربع على سدة الحكم في ليبيا أكثر من أربعين عاما. وقد يشكل ذلك البديل لفترة انتقالية تمهد لتأسيس دولة مدنية مبنية على "أساس المواطنة" وليس على أساس "الرابط العشائري".

شمس العياري

مراجعة: سيد منعم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات