1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

مع قدوم رمضان ـ تفاقم الوضع الإنساني في باكستان

١٠ أغسطس ٢٠١٠

ما تزال كارثة الفيضانات وآثارها المدمرة مستمرة في باكستان، إذ يتفاقم الوضع الإنساني في المناطق المنكوبة نتيجة النقص في المساعدات الطبية والمياه والغذاء وارتفاع أسعار المواد الغذائية. ويزداد غضب المنكوبين على الحكومة.

https://p.dw.com/p/Ohqm
تفاقم الوضع الإنساني في باكستان في ظل الفيضانات المستمرة منذ أكثر من أسبوعصورة من: AP

بعد مرور أكثر من أسبوع على الفيضانات التي ضربت منطقة تمتد على أكثر من ألف كيلومتر من شمال باكستان إلى جنوبها، قام اليوم الثلاثاء (10 آب/أغسطس) الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري بزيارة المناطق الأكثر تضرراً. يأتي ذلك عقب انتقادات لاذعة وجهت له بسبب قيامه بزيارة إلى خارج البلاد "متجاهلاً معاناة شعبه" في المناطق المنكوبة جراء فيضانات نجمت عن أمطار موسمية غزيرة. ووصف المحللون غياب زرداري عن البلاد أثناء الفيضانات بأسوأ خطأ سياسي يرتكبه حيث جاء في وقت تراجعت فيه شعبيته لتصل لأدنى مستوى لها بلغ نحو 20 % طبقا لآخر استطلاع للرأي .

وتسببت الفيضانات حسب تقديرات الأمم المتحدة في مقتل 1600 وتشريد نحو 15 مليون آخرين. في غضون ذلك يحاول نحو 60 ألف من الجنود وعمال الإغاثة الوصول لعشرات الآلاف من المواطنين الذين تقطعت بهم السبل في إقليم خيبر بختونخواه الواقع في شمال غرب باكستان والأكثر تضررا من الفيضانات.

نقص في الإمدادات الغذائية والعناية الصحية

Pakistan Überschwemmung
نقص الامدادات الغذائية وتخوف من انتشار المجاعةصورة من: AP

من جهته، يؤكد موظف الإغاثة الألماني توماس شفارتس، من منظمة الإغاثة الدولية كير، والذي يتواجد حاليا في شمال غرب باكستان، الذي يشهد فيضانات منذ أيام، على استفحال الوضع الإنساني هناك. ويقول في حديث مع دويتشه فيله: "لدي الانطباع أنه في عدد من القرى والبلدات لم يتم فعل الكثير من أجل إغاثة السكان". ويضيف: "أعتقد أنه يجدر أن يكون الوضع أفضل مما عليه الآن بعد مرور 11 يوما على هذه الفيضانات والرياح العاتية"، التي ضربت البلاد. يذكر أن مياه الفيضانات، قد غمرت آلافا من القرى ودمرت مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية. ويقول شفارتس إن المنكوبين في المناطق المتضررة يلحون بالأسئلة: "أين هي الخيام؟ لماذا كل شيء بطيء؟".

ويشير إلى أن غالبية طلبات المنكوبين تدور حول المياه الصالحة للشراب والعناية الطبية للحالات العاجلة بالإضافة إلى الإمدادات الغذائية. ويقول: "تمكنت منظمة كير من إرسال بعض الأدوية إلى وادي سوات على ظهور الحميرة والبغال إلى من هم بحاجة ماسة للمساعدة الطبية على غرار النساء الحوامل اللواتي تعذر عليهن التنقل إلى المستشفيات للوضع."

ويشدد على ضرورة توفير عناية طبية بسرعة أكبر للمنكوبين. ويوضح موظف الإغاثة الألماني أن الناس بحاجة ماسة إلى معونات غذائية، لافتا إلى أن المحاصيل الزراعية قد دمرت بسبب مياه الفيضانات التي غمرت الحقول في البلاد. "لقد تجولت أمس في إحدى الأسواق في العاصمة إسلام أباد، وركزت على أسعار الطماطم والبصل وغيرها من الخضر التي يحتاجها الناس.

وعلى الرغم من ارتفاع الأسعار قبيل شهر رمضان "إلاّ أني أدركت أن أسعار الطماطم وغيرها من الخضار قد تضاعفت في غضون ثمانية أيام" هكذا يصف توماس شفارتس ارتفاع الأسعار الغذائية في ظل أزمة الفيضانات. ويضيف بأن نسبة ارتفاع أسعار المواد الغذائية تتراوح بين 80 و115 %. ويقول: "تظهر هذه التطورات أن المواد الغذائية في نقص متزايد"، لافتا إلى أن "هناك مخاوف من الجوع".

الفيضانات أتت على الأخضر واليابس

Pakistan Flut Katastrophe 2010 Flash-Galerie
أم تحاول إنقاذ أطفالها بعد تأخر وصول المساعداتصورة من: AP

ويتم إنتاج الفواكه والخضار والقمح على وجه الخصوص في الحوض الخصيب لنهر الهندوس في ولايتي البنجاب (وسط) والسند (جنوب) وكذلك في سهول خيبر بختونكوا (شمال غرب). وتعرضت هذه المناطق لدمار كبير بسبب الأمطار الغزيرة، التي طالت 15 مليون باكستاني وأدت إلى نفوق الماشية بأعداد كبيرة.كما أدت الفيضانات والانهيارات الطينية في ولاية البنجاب لوحدها إلى تدمير نحو 570 ألف هكتار من الأراضي الزراعية.

من جهته، قال وزير الزراعة الإقليمي أرباب محمد أيوب خان لفرانس برس "بحسب تقديراتنا، أدت الفيضانات إلى أكثر من ستة مليارات روبية من الخسائر في المناطق الخصبة. وتعرضت المحاصيل الزراعية والخضار والبساتين للخراب". وأضاف "سيكون لهذا الأمر تأثير سلبي للغاية على الأسواق"، لافتا إلى أن الأسعار مرتفعة جدا في الوقت الحالي. أما السكان الناجون فيتهمون الحكومة بالتأخر في مدهم بالعون ويكافحون للبقاء على قيد الحياة متسلحين بحصص غذائية محدودة تمنحها السلطات المحلية والمؤسسات الخيرية، فيما تكاد تكون الأسواق خالية في شتى أنحاء البلاد وذلك عشية بدء شهر رمضان.

(ش.ع / دويتشه فيله/ د.ب.أ / أ.ف.ب)

مراجعة: عارف جابو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد