1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أوليفر بيرهوف

١٨ مايو ٢٠١٦

في بطولة أوروبا 2000، خرج المنتخب الألماني مع قائده من الدور الأول، وبعدها بستة عشر عاما قلبت الموازين رأسا على عقب.

https://p.dw.com/p/1Ipmy

إنه أوليفر بيرهوف المدير الإداري للمنتخب الألماني، والذي يكشف لنا عن وصفة نجاح كرة القدم الألمانية الجديدة.


دي دبليو عربية: ما الذي تتذكره من بطولة أوروبا 2000؟

أوليفر بيرهوف: أتذكر الفوضى، والصعوبات التي واجهناها في التدريب منذ البداية. إذ لم يكن لدينا فريق قوي، ولم يكن هناك انسجام مع المدربين، وكان ذلك ملحوظا في التحضيرات التي سادتها دوما المناقشات. وحاولت التأثير كقائد للفريق، لكن التكتلات داخل الفريق كانت مختلفة الاتجاهات، وكانت غير مستعدة لتنفيذ ما يطلب منها. وكان المنتخب عبارة عن فرق البوندسليغا المتداخلة ببعضها البعض، فهذا مع ميونخ وذاك مع ليفركوزن، وكان لوتر ماتيوس ضمن تشكيلة الفريق، لكن الفريق كان بلا قيادة، ويفتقد إلى النوعية في النهاية.


ما الذي أوصل الفريق إلى ذلك الوضع المتردي؟

أوليفر بيرهوف: بالطبع كانت بطولة أوروبا 2000 بمثابة الشرارة التي دفعت بالمسؤولين لاتخاذ موقف حاسم. وفي ذلك العام، استيقظنا من وهمنا القائل إنّ نجاحنا أمر بديهي دوما. فبعد فوز ألمانيا بكأس العالم في 1990، أعلن فرانتس بيكنباور بعد إدخال لاعبين جدد من ألمانيا الشرقية إلى الفريق، بأننا لن نهزم على مدى عقود قادمة. وهذا ما اعتقدنا به، وهو ما جعلنا نغفل عن حقيقة الأمور، ولم نفعل شيئاً في الوقت الذي كانت المنتخبات الأخرى تتفوق علينا من كل الاتجاهات. وبعد نتائجنا السيئة في عام 2000 صحونا من غفلتنا، وأدركنا أنه علينا القيام بتغييرات.


كان معدل أعمار لاعبي المنتخب في عام 2000 يزيد عن 31 عاما، بينما يقل المعدل في التشكيلة الحالية عن 25 عاما، فما الذي تغير خلال الستة عشر عاماً الماضية؟

أوليفر بيرهوف: ما تغير هو استيقاظ الوعي والرغبة بالاستثمار في اللاعبين الشباب. وشكلت مراكز الإعداد الرياضي علامة فارقة هامة في الاتجاه الجديد، لأن العمل هناك يتم بطريقة مختلفة تماما، حيث يلتقي الخبراء ويتبادلون خبراتهم فيما بينهم. كما تم الاستثمار في جودة التدريب على نحو أكثر من قبل، حتى في برنامج دعم المواهب التابع لاتحاد كرة القدم الألماني. وبالنظر لما حدث في بطولة أوروبا 2000 فكان من المهم التركيز على المتعة في الأداء والتقنية في اللعب وتشجيع اللاعبين. ولهذا السبب لدينا اليوم لاعبين مثل ماركو رويس ومسعود أوزيل وماريو غوتسه. وجميعهم يعتبرون لاعبين يجيدون المراوغة بالكرة وهم أقوياء فنيا.


على الرغم من هذا النجاح، فإنّ الاتحاد الألماني لكرة القدم يخطط للخطوة التالية التي يطلق عليها اسم مشروع القرن. وهو افتتاح أكاديمية الاتحاد الألماني لكرة القدم والتي تعتبر مركزا جديدا لكرة القدم الألمانية في فرانكفورت. فلماذا تحتاج ألمانيا إلى هذه الأكاديمية؟

أوليفر بيرهوف: يجب علينا أن لا نقف مكتوفي الأيدي، بل علينا تطوير أنفسنا دوما. وبعد الفوز ببطولة العالم أصبح من المهم جدا عدم الاعتقاد بان هذا النجاح يمكن الاحتفاظ به على مدى عقود. وقد فكرت شخصيا بالتحسينات التي يمكن القيام بها. وكنّا نريد الجمع بين التدريب والمنافسة الرياضية والبحث والتطوير والابتكار. وكان علينا أن نربط بين المجالات المختلفة وتطوير كرة القدم دوما. والنقطة الأساسية كوننا أبطال العالم، تتمثل في التقريب بين المدربين واللاعبين والحكام والخبراء، للتعاضد فيما بينهم وتطوير أفكار جديدة. وكرجل أعمال يمكنني القول بأننا بحاجة إلى منتخب وطني ناجح لأن وجود هذا الفريق يسهم بسبعين في المئة من عائدات الاتحاد الألماني لكرة القدم، وذلك من خلال عائدات الممولين والبث التلفزيوني والمتفرجين وتنظيم البطولات. لذا علينا دوما العثور على لاعبين كبار لدينا، وللحصول على مثل هؤلاء اللاعبين، فإنّ علينا امتلاك الدراية العالية في هذا المجال والاستثمار المبكر بالجودة من خلال تبني مواهب الأطفال سواء كانوا في سن الخامسة أو العاشرة. ويمكننا القيام بذلك طبعاً.


أين تكمن مواضع القوة في كرة القدم الألمانية؟

أوليفر بيرهوف: إنها تكمن في البنية التحتية والمهارات التنظيمية للألمان. وهذا هو الأمر بكلّ بساطة. فعندما تتجول في العالم فإنك ترى آثار الهندسة الألمانية حتى وإنّ لم تكن بارزة بشكل مباشر. وعندما نؤدي عملاً ما، فإننا نقوم به على أكمل وجه وبتنظيم دقيق. وربما تنقصنا بعض المرونة والأريحية بعض الشيء. لكن لدينا بنية تحتية رائعة في ألمانيا من حيث الملاعب الممتازة، ومراكز الخدمات الجيّدة، ومباني الاتحادات أيضا. ونحن في وضع يسمح لنا بتطبيق معرفتنا بشكل جيد تنظيميا. وهذا ما نتميز به في الواقع.


سيرة ذاتية قصيرة: أوليفر بيرهوف
ولد أوليفر بيرهوف في مدينة كالسروه الألمانية عام 1968، وبدأ مسيرته الرياضية لاعباً في الدوري الألماني ضمن تشكيلات فرق كلّ من أوردينغن وهامبورغ ومونشنغلادباخ في أواخر الثمانينيات، قبل أن ينتقل عام 1991 إلى إيطاليا. وحقق بيرهوف أفضل نجاحاته في إيطاليا لاعباً فعّالاً في صفوف فريق ميلانو، حيث توج عام 1998 كأفضل هداف. ثمّ توّج عام 1999 بطلاً للدوري الإيطالي. وسجّل بيرهوف أوّل هدف ذهبي في تاريخ كرة القدم وضمن تشكيلة المنتخب الألماني في نهائيات بطولة أمم أوروبا عام 1996. ويعمل بيرهوف منذ عام 2004 مديراً إدارياً للمنتخب الألماني، وهو المسؤول عن عمليات التسويق أيضا، إضافة إلى إشرافه على مشروع أكاديمية الاتحاد الألماني لكرة القدم.