1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

منتدى الإعلام العالمي في بون: السخرية كسلاح

٢٠ يونيو ٢٠١٧

الحديث عن السخرية كسلاح لمواجهة الظلم والديكتاتورية كان حاضرا في منتدى الإعلام العالمي الذي تنظمه مؤسسة دويتشه فيله. أربع شخصيات من بلدان مختلفة تحدثت عن تجربتها في استخدام السخرية والدعابة كوسيلة للنقد.

https://p.dw.com/p/2f1cx
Getting away with humor under Mugabe hosted by Zambezi News
صورة من: DW/K. Danetzki

الضحك له منافع صحية، بل هو يٌحرر، ويكون الضحك تخريبيا أحيانا. وهناك من يخشى الضحك مثل السياسيين والحكام المستبدون والناس الذين يملكون السلطة، ويخافون من أن يصحبوا عرضة للسخرية.

خلال منتدى الإعلام العالمي العاشر في بون استضافت مؤسسة دويتشه فيله أربعة شهود أقوياء على قوة الدعابة والضحك من أربع مناطق مختلفة في العالم وذلك في ورشة بعنوان "السخرية كسلاح".

رسام الغرافيتي وفنان الشوارع دانيلو مالدونادو من كوبا قبع حوالي عشرة أشهر في السجن، لأنه رسم في 2014 خنازير على قارعة الطريق وكتب عليها أسماء فيدل وراوول أي أسماء الأخوين كاسترو. والساخر الأردني عصام عريقات لم يسافر من مدينته عمان إلى بون بل من لندن: فقبل شهر ـ تحت ممارسة ضغط سعودي ـ صدرت مذكرة اعتقال بحقه، ولذلك هو يفضل العمل في انجلترا. وحتى رسام القصص النيجيري عبد الكريم بابا أمينو يتلقى التهديدات بسبب تركيز ريشته على السياسيين والموظفين الفاسدين. وقال أمينو في بون:"أحيانا يكون ذلك في شكل ضحكة شريرة عندما نصادف أحدهم في الطريق. وأحيانا يكون ذلك في شكل نص يشمل تهديدات. وأحيانا يكون ذلك عبر اتصال هاتفي ـ فهم وقحين في توجيه التهديد".

Danilo Maldonado (artist and human rights activist, Cuba); Session: Satire as a weapon
فنان الشورع، الكوبي دانيلو مالدونادوصورة من: DW/K. Danetzki

"لا تقلل أبدا من شأن هاشتاغ"

وهذا لا يعني بأنهم يمتلكون الشجاعة، كما يرى الساخر فاراي مونرو من زيمبابوي، معتبرا إياهم "شبانا أغبياء". وكان مونرو مع زملائه من فرقة "أنباء زامبيزي" قد أمتع الجمهور خلال افتتاح منتدى الإعلام العالمي بعرض حول سياسيين أفارقة. ويوافقه النيجيري أمينو في السخرية ويضيف: "نحن أيضا غاضبين. لا يمكن لنا ببساطة جمع أيدينا والتفرج. يجب علينا القيام بشيء بالأسلوب الذي نتقنه".

وينشر أمينو رسومه الكاريكاتورية عبر صحيفة يتولى فيها رئاسة التحرير. وتلعب بالنسبة إليه، على غرار الساخرين الآخرين وسائل التواصل الاجتماعي دورا حاسما في نشر الكاريكاتير. وقال أمينو "لا تقلل أبدا من شأن هاشتاغ". فالرسوم الكاريكاتورية القوية يمكن أن تجعل هاشتاغ يتطور إلى حركة كبيرة تأتي فعلا بتغييرات. "فموظفين فاسدين قد يخضعوا للتفتيش. ولصوص معروفين يمكن أن يواجهوا أخيرا مشاكل مع العدالة"، كما يعلن رسام الكاريكاتور من نيجيريا.

وتخضع وسائل الإعلام الرسمية في نيجيريا وكوبا والأردن وزيمبابوي ـ وفي الكثير من البلدان الأخرى ـ لرقابة حكومية صارمة. والسخرية ليس لها مكان هناك. لكن بفضل الإنترنت وعبر فايسبوك ويوتيوب وإنستغرام يمكن لفناني السخرية الوصول إلى جمهور بالملايين، وهو جمهور شاب. ففرقة "أنباء زامبيزي" مثلا توجه عروضها لجمهور تتراوح أعماره بين 18 و 35 سنة. ويقول الساخر مونرو:"الأمر يتعلق بتحسيس الشباب بالمشاركة في عمليات اجتماعية أو سياسية".

Abdulkareem Baba Aminu (Cartoonist, Nigeria); Session: Satire as a weapon
عبد الكريم بابا أمينو رسام كاريكاتور نيجيريصورة من: DW/K. Danetzki

السخرية صعبة في الشرق الأوسط

وفي كل أسبوع تدعو فرقة "أنباء زامبيزي" المشاهدين عبر هاشتاغ #getinvolved للمشاركة في حملة خاصة، قد تكون توقيع على عريضة أو دعم رئيس بلدية يخضع لضغوط أو أيضا التضامن مع نشطاء سياسيين معتقلين. ويلخص مونرو مقاربة فرقة "أنباء زامبيزي" بالقول:"الأهم بالنسبة إلينا هو أن هذه السخرية عبر الشبكة وهذه الحركية عبر الإنترنت تُترجم إلى عمل حي".

وإلى جانب التهديدات القوية من قبل أصحاب السلطة يكون عمل الساخرين أحيانا صعبا لأسباب غير متوقعة. عصام عريقات يذكر بأن أسلوب السخرية في البداية في الشرق الأوسط لم يكن معروفا ـ ولذلك تم استيعاب السخرية بشكل خاطئ على محمل الجد. وما يصعب المأمورية أكثر بالنسبة إلى عريقات هو أن "الكثير من وسائل الإعلام في المنطقة غير احترافية". ولذلك يتم في كل مرة نشر قصص كأخبار حقيقية. وهذا أدى إلى الخوض في نقاش حول كيفية عمل وسائل الإعلام وكيف يتم التعامل مع بعض الموضوعات. لكن ما الذي يحفز هذا الساخر الأردني على متابعة عمله رغم كل التهديدات ومذكرة الاعتقال الصادرة في حقه؟ جواب عريقات:"لا أحد يقوم بهذا العمل. إذا كان شخص آخر سيقوم بهذا العمل ربما كنت سأتوقف. ولكن لا أحد يتناول الأمور بدقة ـ وأعتقد بأننا نقوم بذلك".

ماتياس فون هاين/ م.أ.م

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد