1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

موائد رمضان تحيي النقاش حول بطالة الشباب الجزائري

٣١ أغسطس ٢٠١٠

تفشت ظاهرة البطالة بين صفوف الشباب الجامعي في الجزائر بشكل كبير جدا خلال السنوات الأخيرة، حتى بلغت نسبتهم 17 في المائة. وهذه النسبة في ازدياد بسبب الخريجين الجدد وغياب المشاريع لاستيعابهم، مما ينذر بعواقب اجتماعية خطيرة.

https://p.dw.com/p/P16B
رمضان يحمل الخير للفقراء لكن ماذا بعد؟صورة من: Haitham Rabbani

يؤكد ناصر قادم، الذي يحمل شهادة في الهندسة، أنه لا يستحي من تواجده مع المفطرين ضمن جلسة إفطار جماعي أعدتها مؤسسة الإرشاد و الإصلاح الخيرية في بجاية، التي تقع على بعد 250 كلم شرق العاصمة الجزائر، لأنه بذل كل ما في وسعه للعمل ضمن التخصص الذي أراده، لكنه وجد كل الأبواب مقفلة، على حد تعبيره.

و يضيف ناصر قادم في حوار مع دويتشه فيلله: "مشكلتنا تزداد يوما بعد يوم، لأن الدولة صرفت أموالا طائلة لتدريسنا ثم تركتنا نهيم على وجوهنا من دون عمل يعيننا، هذا بالإضافة إلى وجود 50 مركزا جامعيا ومعهدا، يتخرج من كل واحد منها 2000 طالب سنويا، ما يعني أن مهندسين بطالين آخرين سيلحقون بي وسنتزاحم على سوق العمل، إذ لا خبرة لدي بالرغم من أني قد أنهيت دراستي قبل عدة سنوات، وسنصبح سواسية أمام أي فرصة للعمل".

و قد اصطف الطلبة و البطالون جنبا إلى جنب أمام مطعم أعدته جمعية الإرشاد والإصلاح، في مشهد لم يتوقعه كبار مخططي السياسات الاقتصادية والاجتماعية في البلاد.

بطالة خريجي الجامعات

Algerien Jugend Armut Ramadan
ناصر قادم شاب جزائري عاطل عن العمل رغم كفاءاته العلميةصورة من: DW

غير أن أساتذة جامعيين و باحثين، يعملون في الوقت الحالي، على رفع صوتهم إلى الحكومة عبر لقاءات دورية سرّعت و تيرتها ليالي شهر رمضان، برعاية الصحيفة اليومية "الجزائر نيوز" التي يديرها الروائي الجزائري أحميدة العياشي.

و يشارك الباحث الاجتماعي ناصر جابي في هذه اللقاءات، ليدلي بدلوه في النقاشات حول بطالة الشباب الجامعي، و هو يؤكد لدويتشه فيلله، أن على الجامعة أن تتغير كي تتكيف بسرعة مع سوق عمل يتوجب على الدولة أن تطوره.

و يضيف الأستاذ ناصر جابي: " يكمن الحل في أن تشجع الدولة المؤسسات الاقتصادية المتوسطة والصغيرة، و ضمن استراتيجية إنتاج و تسويق و تصدير واضحة، بإمكانها جلب التجربة الكورية الجنوبية و تكييفها مع الواقع الجزائري، لأن الانطلاقة ممكنة جدا في بلد كالجزائر".

و بالرغم من أهمية اللقاءات التي تنظمها "الجزائر نيوز"، فإنها لم تجتمع بالطلبة مباشرة، على الأقل في الوقت الحالي، و هذا مثال على مدى التشرذم الذي يعيشه الوسط الطلابي عند عرض مشكلة بطالته، إذ لا توجد هيئة طلابية يمكن التحدث إليها، و تتكفل في نفس الوقت بالطلبة الذين أنهوا دراستهم.

Algerien Jugend Armut Ramadan
الباحث الاجتماعي الجزائري ناصر جابيصورة من: DW

من جهتها تدافع الحكومة على برامجها التكوينية و تعتبرها ناجحة، و هنا يأتي دور مؤسسات المجتمع المدني، التي يقول عنها الإعلامي المتقاعد عبد القادر البرهومي إنها حيوية، و يضيف في تصريح خاص للدويتشه فيلله: " المشكلة في أن الدولة تستمع و تنصت، غير أن رد فعلها ثقيل وبطيء جدا، قد يستغرق عدة سنوات، وهنا يكبر الفتق على الراقع كما يقول المثل".

تزاحم على موائد الإفطار

و يضيف الباحث الاجتماعي ناصر جابي:" هذه المشكلة جديدة في الجزائر، لأنها بدأت منتصف ثمانينات القرن الماضي وقبلها كان هناك نقص حاد في الطلبة الجامعيين، و المشاكل الاجتماعية التي نراها يوما بعد يوم، تشير بشكل لا يقبل النقاش أن الخطر قادم إن لم نجد الحلول في أسرع وقت ممكن".

و يشاطر محمد العزوني، مدير مكتب للدراسات في العاصمة، رأي الأستاذ جابي : " لابد من إنهاء العراقيل البيروقراطية التي تعطل إنشاء المؤسسات الاقتصادية التي تشغل الشباب، فملفات الاستثمار تراوح مكانها ما بين عام وعامين وحتى خمسة أعوام، وهذا تعطيل يضر بالنسيج الاجتماعي، رغم توفر السيولة وعائدات النفط و الغاز".

Algerien Jugend Armut Ramadan
فعاليات جزائرية في نقاش حول مستقبل الشبابصورة من: DW

والمثير أن موائد إفطار رمضان التي تجمع ما بين الطالب البطال، والبطال البسيط قد كثرت بشكل لافت في السنوات الأخيرة، وبعضها يتخذ أشكالا مؤسفة مثل التخاصم و التشاجر ما بين الفريقين أمام مرأى الناس ومسمعهم، أو التسابق لأخذ مكان في موائد الإفطار يؤدي هذا إلى حرمان أحدهما من الأكل.

و يرى الكثير من المراقبين أن الدولة على اطلاع تام بالموضوع، لأن مصالح الأمن قد سجلت هروب الكثير من الطلبة إلى الخارج عبر ما يعرف بقوارب الموت أو الحراقة.

وقد ألقت فرق خفر السواحل القبض على العشرات منهم في السنتين الأخيرتين، بعضهم على قيد الحياة، و آخرون وجدوا جثثا هامدة. لذا يعتبر خبراء أمنيون، أن "الجزائر محظوظة لحد الآن ما دام هؤلاء الطلبة قد فضلوا الموت لوحدهم و لم يتحولوا إلى إرهابيين، فمن سهل عليه قتل نفسه، قد يسهل عليه قتل غيره".

هيثم رباني – الجزائر

مراجعة: عبد الرحمن عثمان

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد