1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ميركل: الإسلام جزء من ألمانيا ولا يوجد إسلام واحد

٢١ أكتوبر ٢٠١٠

جددت المستشارة أنغيلا ميركل قولها باعتبار الإسلام جزءاً من ألمانيا وسط استمرار الجدل داخل حزبها حول الاندماج والمسلمين، فيما رشّح حزب الخضر رئيسي ألمانيا وتركيا لنيل جائزة "كارل برايز" لتشجيعهما الحرية الدينية والاندماج.

https://p.dw.com/p/Pk9L
المستشارة ميركل تجوب البلاد تحضيراً للمؤتمر العام لحزبها المسيحي الشهر المقبلصورة من: picture-alliance/dpa

يتواصل الجدل الساخن داخل الاتحاد المسيحي الألماني الحاكم حول الأجانب والاندماج في المجتمع، ووحول الإسلام والمسلمين، وهناك رأيان: الأول يدعو إلى الحوار والانفتاح والمساعدة على الاندماج، بينما يطالب الثاني باتخاذ نهج متشدد ضد من يرفض تعلم اللغة الألمانية والاندماج، والالتزام بالقيم والمعايير السائدة في البلاد. وظهر الرأيان في الورقة التي تعدها قيادة الحزب الديمقراطي المسيحي تحضيرا للمؤتمر العام الذي سيعقد في الـ 14 من الشهر المقبل كما في مختلف الاجتماعات واللقاءات التحضيرية الجارية لأعضاء الحزب.

من يعيش في المانيا عليه الالتزام بالقوانين

وفي لقاء تحضيري عقدته المستشارة أنغيلا ميركل مع أعضاء الحزب في مدينة لوبيك في شمال البلاد عادت وأكدت في كلمة لها على أن الإسلام أصبح جزءا من ألمانيا. وهذا الموقف، وكذلك تأكيد رئيس الدولة كريستيان فولف عليه في كلمته في يوم الوحدة الألمانية وأمام البرلمان التركي قبل يومين، أثار ولا يزال موجة نقاش عارمة داخل الحزب لم تنته بعد.

ويرفض قسم كبير من الديمقراطيين المسيحيين وناخبيهم هذه المقولة ويظهرون حذرهم الشديد من الإسلام. ولفتت ميركل إلى ضرورة أن تكون النظرة إلى الإسلام متمايزة، ملاحظة عدم وجود إسلام واحد.

وقالت ميركل في لوبيك إن على جميع الذين يعيشون في ألمانيا ويعتنقون أديانا مختلفة القبول بالقوانين والتحدث بالألمانية والاندماج في المجتمع. وبعد أن أثنت على الجهود التي بذلها العمال الأجانب لإعادة إعمار ألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية توجهت المستشارة إلى أعضاء حزبها قائلة: "علينا أن نتذكّر دائما أننا نحن الذين جلبناهم إلى هنا، وأنهم ساهموا كثيرا في تحقيق ازدهارنا".
إلى ذلك حذّرت وزيرة التربية والبحث العلمي آنّيته شافان من التستر على الجوانب الإيجابية مشيرة إلى أن الاندماج "قصة ناجحة في ألمانيا نريد الحديث عنها أكثر بصورة واعية".

المانيا ترحب بالأيدي العاملة الماهرة

Türkei Deutschland Bundespräsident Wulff bei Abdullah Gül in Ankara
ترشيح الرئيسين فولف وغول لنيل جائز "كارل برايز" لموقفهما من الاندماج والحرية الدينيةصورة من: picture-alliance/dpa

خلال ذلك سعى الحزب الاجتماعي المسيحي (البافاري الشقيق للحزب الديمقراطي المسيحي) إلى التقليل من الضرر التي أحدثه رئيسه هورست زيهوفر بعد رفضه استقدام مهاجرين أكفاء يحتاج إليهم الاقتصاد. وقال ممثل عنه إن الحزب يرحب بأية قوة عاملة مؤهلة تأتي من أي مكان من العالم. وذكر أن مطالبة زيهوفر بوقف الهجرة إلى البلاد "أمر أسيء فهمه، إذ أنه لم يقل ذلك ولم يقصده". وفي حديث مع صحيفة "صباح" التركية نفى زيهوفر بنفسه أن يكون قد قال بأنه يرفض مجيء مهاجرين من مناطق ثقافية مغايرة مثل تركيا والدول العربية كما نقلت عنه مجلة "فوكوس" الألمانية. ووجه مسؤولون في الحزب الاشتراكي الديمقراطي وفي حزبي الخضر واليسار انتقادات إلى زيهوفر وأمثاله متهمين إياهم بإثارة النعرات وتمهيد التربة لممارسة التمييز والعداء للأجانب.
وحذّر رؤساء حكومات خمس ولايات اشتراكيين من الآثار السلبية لطريقة النقاش الدائر حول الهجرة والاندماج في ألمانيا.

ومن جانبها رفضت وزيرة العدل عن الحزب الليبرالي سابينه لويتهويسر ـ شنارننبيرغر دعوة سياسيين مسيحيين لتشديد العقوبات بحق الممتنعين عن الاندماج. وقالت في تصريح لها إن ألمانيا لا تحتاج إلى عقوبات جديدة في هذا الشأن مشيرة إلى أن من لا يشارك في دورات الاندماج عليه انتظار عقوبة تتراوح بين عدم التمديد لإقامته وخفض المساعدات الاجتماعية مرورا بعقوبة مالية. وأضافت أن على المرء أن ينظر بدقة إلى الأسباب التي تدفع بالبعض لعدم المشاركة قبل اتخاذ قرار بحقه ومعرفة ما إذا كان العمل أو المرض أو رعاية أفراد في عائلته هو المانع. وكان التحالف المسيحي ـ الليبرالي اتفق على مشروع قانون لمنع الزواج القسري للبنات بين المهاجرين والزواج الصوري أيضا. ورفضت الرئيسة السابقة للبرلمان الاتحادي ريتا زيسموت فكرة العقوبات قائلة إنها تضرّ ولا تنفع.

Der CSU Bundesvorsitzende und Ministerpräsident von Bayern Horst Seehofer
زيهوفر يحاول التقليل من الضر الذي سببته تصريحاته بشأن الهجرة والاندماجصورة من: dapd

حزب الخضر يرشح فولف وغول لجائز "كارل برايز"

ورشّحت رئيسة الكتلة النيابية لحزب الخضر ريناته كوناست رئيس الدولة كريستيان فولف ونظيره التركي عبدالله غول لنيل جائزة "كارل برايز" الألمانية الرفيعة لمساهمتهما الكبيرة في دعم الاندماج. وبررت اقتراحها بالقول إن الرئيسين استخدما كلمات حول الاندماج "تضمنت قوة تعبير كبيرة". وأضافت بأنه بعد تطابق كلمات الرئيسين حول الحرية الدينية في ألمانيا وتركيا أثبت فولف وغول شجاعتهما وفتحا الباب أمام التفاهم الأوروبي والعيش المشترك، وإن الحرية الدينية يجب أن تعاش في الواقع اليومي؛ والرئيسان يقومان بذلك، الأمر الذي ينعكس ليس فقط على تركيا وألمانيا، وإنما على كل أوروبا.

وكان فولف كرر في كلمته أمام البرلمان التركي خلال الزيارة الرسمية التي قام بها إلى تركيا هذا الأسبوع أن الإسلام جزء من ألمانيا وأنه رئيس للمسلمين فيها، مشيراً إلى أن المسيحية هي أيضا جزء من تركيا. وتلقّف غول هذا الكلام ليؤكد بدوره أنه يعتبر نفسه أيضا رئيسا للمسيحيين الأتراك في تركيا.

اسكندر الديك

مراجعة: عارف جابو