1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ناجون تحدثوا لـ DW عربية عن كارثة الزلزال وعواقبه في سوريا

٦ فبراير ٢٠٢٣

خلف الزلزال العنيف الذي ضرب جنوب شرق تركيا وشمال سوريا بقوة، آلاف القتلى والجرحى ودمارا هائلا. ناجون وعمال إغاثة تحدثوا لـ DW عربية عن هول الكارثة وما خلفته من دمار وخراب، فاقمه الوضع المأساوي أصلا في تلك المناطق.

https://p.dw.com/p/4N9LS
من آثار الدمار الذي خلفه الزلزال في إدلب شمال غرب سوريا 06.02.2023
ضرب الزلزال مناطق واسعة من شمال وغرب سوريا مخلفا دمارا هائلا ومئات القتلى والجرحىصورة من: Ghaith Alsayed/AP Photo/picture alliance

فيما كان غارقا في نومه داخل بيته بمدينة سرمدا بريف إدلب شمال غرب سوريا، فزع إسماعيل العبدالله على مشهد مروع لم يشاهده في حياته رغم أنه يعيش في مدينة شهدت غارات وقصفا من قبل.

وقال في مقابلة مع DW عربية من سرمدا "حدث الزلزال وأنا في بيتي، جميع الأشياء كانت تهتز كل شيء السقف والجدران. ومن شدة قوة الزالزال، انكسر الزجاج وكل شيء". وأضاف "خرجت من المنزل ونجوت من الزالزل، لكن ما إن هرعت إلى الشارع فوجئت بأن المنزل القريب من بيتي قد سقط على رؤوس قاطنيه ودُمر بالكامل، كان في المنزل 15 شخصا".

والزلزال العنيف بلغت قوته 7,8 درجات حيث كان مركزه في محافظة قرهمان مرعش جنوب شرق تركيا امتد إلى شمال غرب سوريا وأسفر عن مقتل وإصابة الآلاف في كلا البلدين، فيما يجري البحث عن ناجين محاصرين تحت الأنقاض.

وفي مناطق سيطرة الحكومة السورية، سجلت معظم الإصابات في حلب واللاذقية وطرطوس وحماة مع  خروج مئات الأسر  من منازلها إلى الطرقات خوفا من تداعيات هزات ارتدادية.

"كابوس"

وفي مدينة حمص الواقعة تحت سيطرة القوات الحكومية، قالت شاهدة عيان - طلبت عدم الكشف عن هويتها – في مقابلة مع DW  عربية إن الأمر كان "أشبه بالكابوس". وأضافت "كنت في المنزل نائمة أنا وعائلتي، استيقظنا مرعوبين من الزلزال.. كان المنزل يهتز والأبواب والنوافذ. كل أهل حمص هرعوا إلى الشوارع في حالة خوف شديد".

عناصر الدفاع المدني من منظمة الخوذ البيضاء تبحث عن مفقودين تحت الأنقاض في محافظة إدلب
لا يزال الكثير من المفقودين تحت الأنقاض صورة من: Ahmad al-Atrash/AFP

"الوضع كارثي"

لكن في مناطق سيطرة الفصائل المسلحة والمعارضة في شمال وشمال غرب سوريا، كان الوضع قاسيا ومرعبا حيث انهمك عمال الإغاثة في نقل المصابين وانتشال الضحايا من تحت ركام الأبنية.

ويصف إسماعيل الذي يعمل متطوعا في منظمة الخوذ البيضاء (الدفاع المدني العامل في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة)، الدقائق الأولى عقب الزلزال بـ "الكارثية". وقال في مقابلة مع DW  عربية "حاولنا ولا نزال نحاول إنقاذ الناس من تحت الأنقاض، لكن الوضع كارثي. نحن في حاجة إلى جهود جبارة وجهود دولية حتى نتمكن من نقل الناس".

وأعلنت "الخوذ البيضاء" المنطقة "منكوبة بالكامل، داعية المنظمات المحلية  الى استنفار كوادرها وتقاسم العمل وسط ظروف مناخية قاسية".

ونشرت المنظمة صورا ومقاطع فيديو تظهر عناصرها وهم ينقلون ضحايا وخلفهم أبنية انهارت أو تضررت بشكل كبير، داعية "جميع المنظمات الإنسانية الدولية إلى التدخل السريع لإغاثة المنكوبين وتلبية احتياجاتهم".

"المنازل مدمرة قبل الزلزال"

وعلى  وقع الزالزال، امتلأت منصات التواصل الاجتماعي بالصور والمقاطع المصورة التي تُظهر المشاهد المروعة لسقوط المباني وإخراج الضحايا من تحت الأنقاض خاصة في الشمال السوري.

وحاول كثيرون من مستخدمي منصات التواصل الاجتماعي توثيق مشاهد صادمة تبرز فداحة وضراوة كارثة الزلزال عبر وسوم مثل #زلزال_سوريا و #زلزال_سوريا_المدمر

ويقول إسماعيل، المتطوع في منظمة "الخوذ البيضاء" بإدلب، إن أغلب المباني التي انهارت بسبب الزلزال جراء تصدعها "كانت مدمرة جزئيا مسبقا بسبب القصف".

ودفعت أزمة النزوح الناتجة من النزاع المستمر منذ العام 2011، بالكثير من العائلات إلى اللجوء إلى مبان متضررة أو شبه مدمرة أو تفتقر الى البنى التحتية والخدمات الأساسية، فيما تتعرض المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة للقصف أحيانا.

"جهود الإنقاذ أكثر خطورة"

بدورها، أكدت آنا فلايشر، رئيسة مكتب مؤسسة هاينريش بول في بيروت، أن أعمال القصف  التي تعرضت لها مناطق شمال سوريا، جعلت "جهود الإنقاذ أكثر خطورة".

وفي مقابلة مع DW  عربية، قالت "من الصعب بشكل خاص إنقاذ الناس من تحت الأنقاض لأن الوضع خطير جدا لأن العديد من المباني قد دمرت بالفعل أو تضررت من جراء القصف. يمكن أن تنهار المباني الآن من توابع الزلزال". وأضافت "الافتقار إلى البنية التحتية العامة مثل المستشفيات يجعل جهود الإغاثة مهمة صعبة للغاية".

وتشير تقديرات مختلفة إلى أن عدد سكان إدلب يبلغ قرابة أربعة ملايين شخص، بينهم أكثر من 1,7 مليون شخص يعيشون في مخيمات النازحين. فيما يعتمد معظم السكان على المساعدات الإنسانية التي يأتي جُلها عبر معبر "باب الهوى" على الحدود مع تركيا.

بيد أن الزلزال من شأنه أن يفاقم الأوضاع المعيشية لسكان إدلب في ظل النقص الحاد في المساعدات الإنسانية قبل وقوع الكارثة، وهو ما يمثل عبئا ضخما على كاهل إسماعيل وغيره من المتطوعين.

وفي ذلك، تقول فلايشر إن "المنظمات الإغاثية في شمال سوريا باتت الآن في حاجة إلى تمويل طارئ عاجل من أجل إنقاذ المتضررين من الزلزال مع ضمان التأكد من أن جميع جهود الإغاثة متاحة للمناطق الخارجة عن سيطرة نظام الأسد". وتضيف "يجب أن يكون هناك وقف فوري لعمليات القصف من قبل  الجيشين السوري والروسي  من أجل عدم تفاقم الوضع الكارثي بالفعل للمدنيين".

من جانبه، أكد إسماعيل على أن الوضع في إدلب قبل الزلزال "في غاية الصعوبة" وهو الأمر الذي فاقم الوضع بعد الكارثة. وقال "قبل الزلزال، كان الكثيرون يفتقدون إلى الأمن الغذائي وإلى أماكن آمنة وحتى مياه صالحة للشرب ... الناس قبل الزلزال كانوا يفتقدون كل شيء، فكيف الآن؟".

محمد فرحان