1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ناشطة إيرانية: البرنامج النووي وشعار إزالة إسرائيل فقط للاستهلاك الخارجي

٢ مارس ٢٠١٠

انتقدت الصحافية والناشطة الإيرانية شادي صدر أعمال القمع والترهيب المتزايدة في بلادها وتنامي قبضة الحرس الثوري على الحكم، معتبرة أن السياسة النووية و"إزالة إسرائيل" ليسا من أولويات الشعب الإيراني، بل للاستهلاك الخارجي.

https://p.dw.com/p/MGkW
"البرنامج النووي ومعاداة إسرائيل ليسا من أولويات الشعب الإيراني"صورة من: Jürgen Sorges / AP / DW

انتقدت الصحافية الإيرانية الناشطة في مجال حقوق المرأة شادي صدر، في مؤتمر صحافي عقدته في مقر "مؤسسة هاينريش بول" في برلين القريبة من حزب الخضر، أعمال القمع والملاحقة التي تنفذها أجهزة النظام الإيراني الأمنية ضد "الحركة الخضراء" المعارضة التي تضم عددا كبيرا من النساء، على حد قولها.

وكانت الناشطة صدر قد تعرضت في 17 تموز/ يوليو من العام الماضي إلى الاعتقال والقمع على يد الميليشيات في طهران وجرى نقلها إلى مكان مجهول لفترة من الوقت قبل إطلاق سراحها.

وقالت صدر إن حكام طهران يسعون إلى توتير الأجواء مع الغرب بهدف صرف انتباه الشعب والعالم عن المشاكل الداخلية التي يواجهونها بصورة يومية. وأعربت عن أسفها لأن الدول الغربية تُماشي النظام الإيراني في خطة المواجهة التي يطرحا في المجال النووي بصورة خاصة ومن خلال شعاراته مثل "إزالة إسرائيل التي هي للاستهلاك الخارجي لا المحلي" حسب قولها.

"البرنامج النووي وإزالة إسرائيل ليسا من أولويات الإيرانيين"

وقالت الصحافية الإيرانية ردا على سؤال لـ "دويتشه فيله" إن الإيرانيين لا يهتمون بالسياسة النووية التي يتبعها نظامهم، وإنما بأوضاع معيشتهم "المتردية باستمرار، وهم غاضبون من الانتهاكات الجارية لحقوق الإنسان، لكنَّهم غاضبون على الغرب أيضا لأنه مستعد لفرض عقوبات على بلدهم بسبب البرنامج النووي لا بسبب التعديات الجارية على حقوق الناس".

Shadi Sadr iranische Juristin und Frauenrechtlerin
شادي صدر التي عرفت عام 2009 معنى الاعتقال والقمع: "الإيرانيون لا يفهمون أن تُصرف الأموال من أجل غزة ولبنان فيما يعيشون هم في فقر وعوز".صورة من: MeydaanNews

وعن استمرار الرئيس محمود أحمدي نجاد بترديد شعار "القضاء على إسرائيل" و" تحرير فلسطين"، قالت الناشطة صدر إن إيران "تدَّعي منذ 30 سنة بأنها تريد تحرير فلسطين وتصوِّر إسرائيل عدوة لنا، لكن الناس عندنا لا تفهم أن تُصرف الأموال من أجل فلسطين وغزة ولبنان فيما يعيشون هم في فقر وعوز ". وإذ أكدت أن الأوضاع الداخلية تهم الإيرانيين في الدرجة الأولى تابعت: "أولويات حياتنا هي في إيران لا في لبنان وفلسطين، ولا في البرنامج النووي". ولفتت إلى أن شعار إزالة إسرائيل "ليس الفكرة السائدة في إيران، وهو يعكس سياسة الحكومة فقط التي تسعى إلى خلق عدو لنا". وأضافت أن قادة المعارضة في إيران "يتحدثون عن حق إيران بالحصول على برنامج نووي سلمي، لكنَّهم يرفضون افتعال أزمة دولية تؤدي إلى فرض عقوبات على البلد. ورأت صدر أن النظام الإسلامي الإيراني يفقد تماسكه إذا لم يختلق عدوا له مثل الولايات المتحدة وإسرائيل، "لكن البرنامج النووي وإسرائيل ليسا ضمن أولويات الشعب الإيراني".

"المرأة جزء هام من الحركة الخضراء"

Flash-Galerie Unruhen nach der Präsidentscahftswahlen im Iran 2009
"المرأة جزء هام من الحركة الخضراء المعارضة"

وبعد أن تحدثت الناشطة السياسية الإيرانية عن الانتهاكات المستمرة لحقوق المرأة في بلادها، والتي تنشط سياسيا بصورة متنامية في الفترة الأخيرة قالت إن النساء "جزء هام من الحركة الاحتجاجية الخضراء ضد حكام طهران المتهمين بتزوير الانتخابات وبفرض سلطتهم بأساليب القمع والمحاكمات الصورية والسجن". وكشفت أن آلاف الإيرانيين المعارضين ملاحقين حالياً حيث تمكَّن قسم كبير منهم من الهرب إلى الخارج، خصوصا إلى تركيا وشمال العراق. وبعد أن ذكرت أن النظام يتهم هؤلاء بأنهم "عملاء للغرب ويتلقون الأوامر منه" قالت إن قادة "الحركة الخضراء" يدعون الدول الغربية لقبولهم على أراضيها وتقديم المساعدة إليهم. وأضافت: "في هذا المجال نحتاج إلى دعم المجتمع الدولي".

Demonstration Hamburg Iran Wahl Exiliraner
مظاهرة احتجاج في هامبورع لإيرانيين في المنفىصورة من: DW

وذكرت صدر أن "الحركة الخضراء" المعارضة هي حركة نضال متواصل تطرح مطالب عدة مثل الإفراج عن المعتقلين والسماح بالتجمع والتظاهر، لكن الحكومة غير مستعدة لتحقيق طلب واحد منها خوفا من تقوية شوكة المعارضة. وحذرت في هذا المجال من خطورة تنامي هيمنة الحرس الثوري (بسدران) على مقاليد الحكم في البلاد.

المحجوبي: حكام طهران أوقفوا إدارة شؤون الدولة

وأيَّد العضو في حزب الخضر الألماني علي المحجوبي، الإيراني الأصل، ما ساقته الصحافية صدر من وقائع عن التطورات في بلدها وزاد بالقول إن حكام طهران أوقفوا عمليا إدارة شؤون الدولة اليومية ليهتموا بكيفية السيطرة على العاصمة التي تعتبر المركز السياسي الابرز في البلاد. وأضاف أن الرئيس أحمدي نجاد لم يعد يهتم بإدارة شؤون المواطنين اقتصاديا واجتماعيا، "بل جعل البرنامج النووي همَّه الأساس فيسافر إلى سورية ليلتقي مع الرئيس السوري ومع قادة حزب الله وحماس لإعطاء الانطباع بأن النظام الإيراني متماسك ويُمسك بيده كل الأمور". وأعتبر المحجوبي أن الهدف من ذلك هو صرف انتباه العالم عما يجري في إيران. واستعرض الصراع الجاري على السلطة في طهران فقال إن التجاذب الحاصل بين ولي الفقيه علي خامنئي ورئيس مجلس تشخيص النظام أكبر هاشمي رفسنجاني والتعايش بينهما يعود إلى حاجة كل منهما للآخر. من ناحيتها علقت صدر بالقول إن أحدا لا يتوقع أن يخرج رفسنجاني من الموقع الذي هو فيه إلى الشارع لكي يتظاهر ويحتج.

الكاتب: اسكندر الديك

مراجعة: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد