1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نحتج حضاريا على ساستنا عند الزعيم

حسن الخفاجي١٨ يوليو ٢٠١٣

يقول حسن الخفاجي أن القائمين على الحكم في العراق تذكروا ثورة ابن الشعب البار عبد الكريم قاسم، لكنهم لم ينصفوه حتى ألان لأن أبناءه الفقراء مازالوا جائعين متألمين.

https://p.dw.com/p/199zS
صورة من: picture-alliance / Mary Evans Picture Library/Illus

متى أزيلت غشاوات العروبية والبعثية والقومجية والإقطاعية والفاشية الدينية عن أعين بعضا ممن في السلطة ، سيعترفون بثورة جعلت العراقيين الفقراء غايتها وهدفها.

الاحتفال بثورة ١٤ تموز له نكهة الماضي الجميل ، له نكهة الوطنية والنزاهة والعفة و نظافة اليد .الاحتفال بتموز يعني: ان اغلب الفقراء وأبناءهم حافظون للعهد أوفياء لا ينكرون جميل الثورة والثوار ولا يبخسون حقوقهم ، لأنهم صدموا بمن انقلبوا على الزعيم وعلى الشعب وخانوا الأمانة والعهد ورهنوا حاضر العراق ومستقبله.

العراقيون النجباء لا يحترمون ولا يجلون كل الذين جعلوا من السلطة سلما للوصول إلى "كنز سليمان" ، ومن لحقهم ممن تحاصصوا وقسموا العراق سياسيا وطائفيا ودينيا ومناطقيا .

يوم كان البعثيون الفاشست وحاشيتهم يحتفلون بذكرى عاهر ثوراتهم ، كنا نشعل شموعا في محراب الشهادة في قلوبنا ونستحضر سيرة زعيم اخلص للعراقيين ونذر نفسه لهم وبادلوه الحب والإخلاص . نستحضر سيرة رفاقه ووطنيتهم ، نقلب مواجعنا ، لكن تظل ذكراه توقد في أرواحنا بارقة أمل بالعراق وبأرحام طاهرات سيلدن رجالا يسيرون بالأجيال القادمة صوب شمس تموز النزاهة والخير .

ظن صدام واطمئن انه طمس ذكرى الزعيم وثورته. مرت العقود ثقالا ، بعدما انجلت غمامة البعث والقومجية ها هي ذكراك في وجدان شرفاء العراق تتجدد. مازال أعداء الزعيم هم ذاتهم أعداء العراق الديمقراطي .

" دمك أصبح ختما للوطنية"

سيدي الزعيم الخالد في ضمائرنا ، أنبئك بما حل لأنك الشهيد ، كأنك حي أناجيك ، دمك المهدور أصبح شلالا جرف كراسيهم ولو بعد حين ، دمك أصبح ختما للوطنية واسمك أصبح مجسا تقاس من خلاله الوطنية والنزاهة وعفة اليد والإخلاص وحب الوطن.

ان من قتلوك وناصبوك العداء لا يذكرون إلا واللعنة نصيبهم.

أنبيك يا أبا الأحرار مصيبتنا هي مصيبتك ذاتها ووجعنا اليوم هو وجعك ذاته، المشكلة أنك ورفاقك وأولادك وأحفادك الشرفاء النجباء لا يعرفون الغدر، وأعدائك لا يحسنون غير الغدر، لذلك أصابتك وأصابتنا رماحهم. أنبك سيدي الزعيم يا ابن كيفية يا ابن العراقية الطاهرة ، التي أغاظ ويغيظ اسمها القومجية ، الذين عمروا قبابا فوق قبور أمهاتهم ، عتمت قباب ظلمهم وظل قبر كيفية يشع نورا مقترنا باسمك وبنزاهتك .

أنبيك سيدي الزعيم أن من رفعوا عليك السلاح بالأمس وغدروا بك وقتلوك ، حينها كانوا يرفعون راية العروبة وأنت العربي الأصيل ، اليوم يرفعون "رايات دين" سوداء!. أجدادهم أول من انبطح للمحتل "أبو ناجي" وأول من تقلد المناصب !.

سيدي الزعيم ، البؤر والحواضن ذاتها ، التي أنجبت من تزعموا التآمر عليك وعلى العراق يلعبون الأدوار ذاتها .هل قدر لنا ان نطعن مرتين بخنجر الغدر ذاته ؟.

بالأمس حاربوك وقتلوك باسم القومية واليوم يذبحوننا باسم الدين !

" وسادتنا هذه المرة خالية على من نتكئ ؟"

كنت بالأمس مُـتَـكئا لنا لكن وسادتنا هذه المرة خالية على من نتكئ سيدي؟. كنت ورفاقك وسادة الفقراء وطعامهم وأغطيتهم واليوم اغلب من مسكوا رقاب الفقراء اعتبروا السلطة مغنما وتلقفوها وتقاسموها وتركوا أحبابك الفقراء يئنون .

ربما تصبح مناجاتنا لك رسائل للبعض ، لعل ضمائر رقدت تصحو ، ولعل جمهورا نومه البعث بكهف أصحاب الكهف ، ودهنه ساستنا الجدد بدهان الطائفية المنوم المغيب للوطنية ، وأحكموا إغلاق باب الكهف ليحكموا السيطرة على كهف رقد الشعب فيه !.

نتأمل ان توقظ صيحاتنا من احترفوا مصاحبة الوسائد لينهضوا ، ويقولوا لمن يسرقهم جهارا نهار بقانون مشرع ودون قانون : كفى !كفى! كفى !

منذ أشهر سيدي الزعيم وأولادك وأحفادك الشرفاء من العراقيين يحتجون حضاريا على رواتب تقاعدية ضخمة شرعت بقانون ليتقاضها اغلب الساسة والبرلمانيين ، لكن صيحاتهم واحتجاجاتهم السلمية وصلت إلى سموات الله ولم تصل إلى مسامع المسؤولين. أي وقر في أذانهم وضعوا؟. لم يتعضوا بمن حولهم ، ولم يحسبوا لثورة الشعب الحليم إذا غضب ، لم يحسبوا لنا حسابا مثلما ترك قبلهم مرشد إخوان مصر وصبيته ومرسيهم المصريون يتخبطون بجوعهم وأزماتهم ووقفاتهم لعام كامل وها نحن صابرون منذ عقد. بالأمس نفد صبر المصريين وأطاحوا بمساعدة جيشهم الوطني المرشد وصبيته وأعادوهم إلى المخابئ والسجون.

"الفقراء قبلتهم الوطن والنقود قبلة غيرهم"

اعتدت بعد كل مقال يقرب من ثوب الساسة بنار نقد ، يشتمني ويتوعدني غلمان هائمون بحب رموز وهمية ، لم تصنع بعد مضي عقد من الزمان ربع ما صنعه الزعيم ورجاله بأعوام ..

سيدي الزعيم نم بقبرك المعلوم في كل عين وفي وجدان اغلب العراقيين، مثلما كنت وما زلت في قلوب الفقراء، كنا وما زلنا أولادك وأحفادك نسير على وقع خطاك.

تبقى ثورة تموز شعلة تنير الدرب للأجيال ، مهما أثار أولاد الإقطاعيين وأدوات العروبيين حولها من غبار.

لك المجد يا زعيما يلازم ضمائرنا كل حين وبعد حين.

الفقراء قبلتهم الوطن والنقود قبلة غيرهم