1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عبد اللطيف رشيد رئيسا للعراق وتكليف السوداني بتشكيل الحكومة

عباس الخشالي
١٣ أكتوبر ٢٠٢٢

نجح العراق في الخروج من نفق استمر لأكثر من عام بعد انتخابات لم تشكل بعدها حكومة ولا انتخب رئيس للجمهورية. البرلمان نجح في اختيار عبد اللطيف رشيد رئيسا؛ والذي كلف محمد شياع السوادني بتشكيل الحكومة. فمن هو الرئيس الجديد؟

https://p.dw.com/p/4I9gT
الرئيس العراقي الجديد عبد اللطيف رشيد
الرئيس العراقي الجديد عبد اللطيف رشيد صورة من: IRAQI PARLIAMENT MEDIA OFFICE via REUTERS

أخيرا، وبعد أكثر من عام على انتخابات برلمانية وثلاث محاولات فاشلة لانتخاب رئيس للبلاد؛ نجحت الأطراف السياسية في العراق الخميس (13 أكتوبر/ تشرين الأول 2022) في اختيار رئيس.  إذ صوت البرلمان العراقي، تحت قصف صواريخ كاتيوشا، على انتخاب عبد اللطيف رشيد، رئيسا للعراق خلفا لبرهم صالح.

رشّح عبد اللطيف رشيد (78 عاما) نفسه كمستقل، رغم أنه عضو سابق في الاتحاد الوطني الكردستاني، في مواجهة الرئيس المنتهية ولايته برهم صالح (62 عاما)، والذي هو من الاتحاد الوطني الكردستاني أيضا، في مفارقة سببها انقسام بين جناحين في قيادات الاتحاد الوطني الكردستاني، بحسب مراقبين. 

وكان الحزب الديموقراطي الكردستاني (31 نائباً) قد أعلن في المقابل سحب مرشحه ريبر أحمد مؤكدا عزمه على التصويت لعبد اللطيف رشيد، كما قال في وقت سابق لفرانس برس الوزير السابق والقيادي في الحزب بنكين ريكاني من البرلمان، مؤكداً أن كتلاً أخرى كبيرة سوف تصوّت كذلك لرشيد.

وفي لقاء مع ميكروفون "العراق اليوم" قال عدنان السراج، رئيس المركز العراقي للتنمية الإعلامية، إن العراق سيتجه إلى الاستقرار، لكن هذا الاستقرار مرتبط بتشكيل الحكومة وطبيعتها وما تقدمه من نجاحات أو إخفاقات.

أما الكاتب الصحفي علاء الخطيب فكشف في حوار مع ميكروفون برنامج العراق اليوم الإذاعي ، إن الحزب الديمقراطي الكردستاني يعارض بشدة ترشيح السيد برهم صالح. وأضاف :"السيد مسعود برزاني وضع خطا أحمرا على ترشيح برهم صالح لولاية ثانية، ربما بسبب حسابات شخصية أو حزبية أو أن ذلك سيدفع الرئيس برهم صالح للعودة إلى السليمانية"، بحسب قوله. إلا أنه يرى أن انتخاب عبد اللطيف رشيد يرضي كلا الحزبين الديمقراطي والاتحاد.

من هو عبد اللطيف رشيد؟ 

المهندس عبد اللطيف رشيد، صاحب خبرة واسعة في بغداد، والرجل المتخصص في الهندسة الهيدروليكية والمدافع عن القضايا البيئية، عليه أن يواجه مشهداً سياسياً صعباً في بلد شديد الانقسام.  

يملك هذا السياسي الكردي الحائز على شهادته من بريطانيا، خبرة سياسيةً طويلةً في الحكومة الاتحادية في بغداد. فقد كان الرئيس العراقي الجديد، عضوا في الحكومة العراقية الأولى التي شكلت بعد الاطاحة بصدام حسين في العام 2003 إثر الغزو الأميركي. 
 ويخلف لطيف رشيد، كما يسميه العراقيون، في رئاسة الجمهورية برهم صالح. وكلا الرجلين من الخلفية السياسية نفسها، حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، واحد من أبرز الأحزاب الكردية، والذي رافق رشيد مراحل تأسيسه وكان ممثلاً له في لندن في تسعينات القرن الماضي. 

الرئيس عبد اللطيف رشيد مع رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني
الرئيس عبد اللطيف رشيد مع رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالبانيصورة من: Murtadha Al-Sudani/AA/picture alliance


 وكان الرئيس العراقي الجديد، مقربا من الرئيس الراحل جلال طالباني، مؤسس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، وعمل مستشاراً رئاسيا بعيداً عن الأضواء منذ العام 2010.
ويحظى الرجل الذي ظهر ترشيحه إلى الواجهة مجدداً في اللحظة الأخيرة، بقبول المعسكر الموالي لإيران، من دون أن يكون محطّ حماسة للحزبين الكرديين التقليديين اللذين قدّم كل منهما مرشحه. 
 
 ولد رشيد في 10 أغسطس/ أب 1944 في السليمانية، ثاني أكبر مدن إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي في شمال العراق. وأكمل دراسته في جامعة ليفربول وبعدها مانشستر، وحصل عام 1976 على شهادة الدكتوراه في الهندسة الهيدروليكية. ويتحدث رشيد السبعيني، صاحب الشاربين والنظارات، اللغات الكردية والعربية والإنكليزية وعرف بأسلوبه السياسي التكنوقراطي وظهوره مرتدياً بدلات رسمية أنيقة بألوان داكنة.
 
 تشير السيرة الذاتية للرئيس العراقي المنشورة على موقعه على الانترنت والمؤلفة من تسع صفحات، إلى أنه كان مستشاراً وخبيراً مستقلاً لمؤسسات دولية وشارك في العديد من مشاريع الري والتنمية الزراعية. وتولى بين عامي 2003 و2010، منصب وزير الموارد المائية وشارك في حكومة رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي. ويُضفي رشيد خبرة مهنية مهمة لمنصب الرئاسة في بلد يعاني من مخاطر الجفاف ويعدّ واحداً من أكثر خمسة دول عرضةً لتأثيرات التغير المناخي. 


 ويتوقع أن يواجه رشيد معارك عهدها عندما كان وزيرا للموارد المائية، لا سيما الخلاف الدبلوماسي مع تركيا المجاورة بشأن قضية المياه، فضلاً عن حماية الأهوار المهددة بالجفاف، والتي لعب دوراً بإعادة إحيائها في العام 2004. ويبقى معرفة ما إذا كان الرئيس الجديد سيحافظ على نهج سلفه النشط كرئيس للجمهورية، وهو منصب شرفي إلى حدّ كبير، في وقت لا تزال فيه الساحة السياسية منقسمة بين معسكرين شيعيين، أحدهما موال لإيران والآخر يقوده الزعيم الشيعي صاحب النفوذ مقتدى الصدر . 


وترى المحللة السياسية لهيب هيجل من مجموعة الأزمات الدولية، أن "أي رئيس لم يكن مرشحاً من قبل أحد الحزبين الكرديين الكبيرين، واجه صعوبة في فرض نفسه في بغداد"، متوقعةً أن يواجه رشيد موقفاً مماثلاً. وفي بلد متعدد الطوائف والاثنيات، يملك رشيد "علاقات جيدة مع السياسيين الشيعة والسنة، ويحظى باحترام التيار الصدري"، وفق مسؤول حكومي عمل مع الرئيس الجديد. 

ولدى رشيد نقاط قوة، لا سيما العلاقة مع رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، أحد أبرز قياديي الإطار التنسيقي، التحالف المهيمن حالياً على البرلمان. وينتظر رشيد ملفٌ شائكٌ هو أداء دور في تهدئة العلاقات المتوترة بين بغداد وإقليم كردستان. والرئيس رشيد متزوج وأب لولدين وبنت، وهو مولع بالفن التشكيلي وافتتح معرضاً فنيا عام 2014 في السليمانية لفنانين محليين، وفق أحد المقربين منه.
 

ردود فعل ..رشيد بدلا من صالح

جاءت ردود الفعل سريعة على انتخاب عبد اللطيف رشيد، أبرزها كانت من  رئيس الوزراء المنتهية ولايته مصطفى الكاظمي  الذي سارع إلى تهنئة رشيد على انتخابه، في تغريدة على تويتر.


فيما غرد الشيخ قيس الخزعلي، أحد صقور الإطارالتنسيقي وغريم مقتدى الصدر، مهنئا هو الآخر الرئيس الجديد، ومنوها إلى أن الانتخاب جاء ضمن الأطر الديمقراطية.

وحتى الرئيس المنتهية ولايته برهم صالح غرد بالقول: بمودة واحترام أهنئ رئيس الجمهورية المنتخب السيد عبد اللطيف رشيد متمنياً له النجاح والتوفيق في مهام عمله.

أما النائب السابق مشعان الجبوري فقد كتب التغريدة التالية:

المحطة القادمة  .. حكومة

فور انتخاب الرئيس، يمكن له تكليف رئيس حكومة، تختاره الكتلة الأكبر في البرلمان. وهذا ما جرى فعلا،  إذ كلّف رشيد بعيد انتخابه النائب لدورتين والوزير السابق محمد شياع السوداني بتشكيل حكومة جديدة للعراق.

وكان  مراقبون  يرون أن "محمد شياع السوداني هو الشخصية الأوفر حظاً" لهذا المنصب، وهو وزير ومحافظ سابق عمره 52 عاماً، اختاره الإطار التنسيقي.

وكان ترشيح الإطار التنسيقي لمحمد شياع السوداني في الصيف، شرارة أشعلت التوتر بين الإطار والتيار الصدري الذي اعتصم مناصروه أمام البرلمان نحو شهر. 

لكن الإطار التنسيقي الذي يضمّ كتلة نوري المالكي، رئيس الوزراء الأسبق والخصم التاريخي للصدر، لم يتراجع عن مرشحه. ويوضح عدنان السراج أن محمد شياع السوداني، يمتلك برنامجا للحكومة ويريد تشكيل حكومة قوية يكون هو مسؤولا عنها وعن أدائها وعن وزرائها.

وأمام السوداني الآن 30 يوماً لتشكيل الحكومة، كما يقتضي الدستور. وأعرب السوداني من البرلمان عن أمله بتشكيل حكومة "بأقرب وقت"، في حديث لصحفيين الخميس

عباس الخشالي