1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

نهاية حكم الباب العالي - الشرق الأوسط الممزق

٥ نوفمبر ٢٠١٧

ظلت الإمبراطورية العثمانية على مدى ستة قرون قوة عظمى يمتد نفوذها على ثلاث قارات وسبعة بحار. وكانت تشمل مواقع مقدسة كثيرة ومهد الديانات التوحيدية الثلاث.لكن في أقل من قرن سقطت تلك الإمبراطورية. هذا الفيلم يتطرق إلى الفترة الواقعة بين 1914 و1923.

https://p.dw.com/p/2n2hp

كانت الإمبراطورية العثمانية قد ضعفت بالفعل عندما دخلت الحرب في عام 1914 إلى جانب ألمانيا والنمسا- المجر. في ذلك الوقت، حدثت المجازر ضد المسيحيين الأرمن الذين كانوا يعيشون في الأناضول، وهي بذلك أول مجازر التطهير العرقي في القرن العشرين. وكان ذلك من مظاهر قوة دولة تتفكك من الداخل. فكل بقعة وزاوية في تلك الامبراطورية التي انحسر نفوذها آنذاك في آسيا الصغرى وسوريا وفلسطين وبلاد الرافدين والحجاز كانت تشهد قتالا. على هذه الخلفية، كان لا بد من سعي هذه الإمبراطورية للحفاظ على تأثيرها على المحافظات العربية المتبقية، والتي كانت تعتبر المعقل الأخير لها. لكن الشعوب العربية نفسها، كانت قد سئمت من الحكم المركزي في اسطنبول، وكانت لها طموحات وطنية. أعداء الإمبراطورية عرفوا كيف يجيروا تلك الأحداث لصالحهم، فوعد البريطانيون والفرنسيون الحكام العرب بالاستقلال، ومنحهم السلطة على الأراضي القبلية. الوعد كان خادعا، لأن ما تبقى من تلك الإمبراطورية تحول إلى دول وطنية مصطنعة ذات حدود مثيرة للجدل. نشوء دول مثل لبنان وسوريا وفلسطين والأردن والعراق يعود أساسا إلى جهود التوسع التي بذلها البريطانيون والفرنسيون عندما حاولت القوى المنتصرة في عام 1921 حصر الإمبراطورية العثمانية ضمن حدود ضيقة. ومع تولي الضابط التركي مصطفى كمال أتاتورك قيادة الحركة الوطنية التركية، قام بمحاربة الحلفاء ومن تبقى من المقربين من السلطان، وأنهى وجود الخلافة العثمانية، وأعلن عن إنشاء الجمهورية التركية عام 1923. ولتحويل المناطق التي كانت تعيش فيها في الماضي مجموعات عرقية مختلفة إلى مناطق أحادية الدين، قامت تركيا بتهجير أكثر من مليون مسيحي إلى اليونان، وهُجِّر السكان المسلمين الذين كانوا هناك. وكانت هذه العملية بمثابة الانتصار الحقيقي للدولة الوطنية على الإمبراطورية العثمانية.