1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هدوء"حذر" في سيدي بوزيد بعد يومي غضب

٢٩ أكتوبر ٢٠١١

عاشت مدينة سيدي بوزيد ليلة هادئة، بعد أعمال عنف واحتجاجات اندلعت بسبب شعور كثير من السكان بالإهانة والتهميش من قبل الساسة في العاصمة تونس، مما دفع السلطات لفرض حظر التجول. أحداث الشغب أعقبت اسقاط نتائج قائمة مستقلة.

https://p.dw.com/p/131WM
احتجاجات في مسقط رأس البوعزيزي، مفجر الثورة التونسيةصورة من: cc-by-sa-cbj22

عاد الهدوء إلى مدينة سيدي بوزيد، وسط غرب تونس، على ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس. وأضاف المصدر نفسه "لقد كانت الليلة هادئة جدا وتم احترام حظر التجول الليلي الذي أعلن إثر الاضطرابات ولم تسجل أي حوادث". وصباح السبت وهو يوم السوق الاسبوعية في تونس، كانت الحركة طبيعية في المدينة ونظمت حملات نظافة بمشاركة الأهالي لإزالة آثار أعمال العنف.

وكان العنف قد اندلع مجددا في البلدة، الجمعة (28 تشرين الأول/ أكتوبر)، بسبب ما يقول سكان محليون إنه عدم تحقيق تغييرحقيقي، رغم ثورة أطاحت بحكام البلاد وجاءت بفوز حزب النهضة الإسلامي. واندلعت الشرارة لأحداث العنف في سيدي بوزيد، بعدما أبطلت الهيئة المستقلة التي تشرف على انتخاب مجلس تأسيسي جديد نتائج فوز العديد من مرشحي حزب العريضة الشعبية، الذي يتزعمه رجل الأعمال والإعلامي التونسي المقيم بلندن الهاشمي الحامدي، وهو ينحدر من منطقة سيدي بوزيد. وكانت تلك مجرد الإهانة الأولى في عيون سكان هذه المنطقة. فقد قال مسؤول كبير في جزب النهضة الاسلامي التي فازت في الانتخابات إن الحزب الفائز الأول في انتخابات المجلس التأسيسي، لن يعمل مع تيار "العريضة الشعبية" الذي يتزعمه الحامدي. ووصف حمادي الجبالي أمين عام حزب النهضة قوائم العريضة الشعبية المستقلة في مقابلة تلفزيونية قائمات العريضة الشعبية ب"تلك الشريحة".

Tunesien Revolution Sidi Bouzid
نصب تذكاري في شارع رئيسي بسيدي بوزيد يخلد أسطورة الثورة محمد البوعزيزيصورة من: DW

"أهانونا ... وهذا هو رد الفعل"

وحين أعلنت هيئة الانتخابات إبطال فوز العديد من مرشحي العريضة الشعبية وقف صحافيون في المؤتمر الصحفي، الذي بث على الهواء وصفقوا. وشعر بعض السكان المحليين بأنها صفعة على وجوههم من العاصمة. ونقلت رويترز عن رجل آخر ذكر أن اسمه محمد "حين بدأ الصحافيون في التصفيق والزغردة بدأت عندها(أعمال العنف)". وقال ساكن يدعى الأمين إن مسؤولي النهضة "أهانوننا... وهذا هو رد الفعل". وأشار إلى شكوى أخرى قائلا إن الثورة في يناير كانون الثاني جلبت الديمقراطية، لكنها فشلت حتى الآن في جلب وظائف، وسكن أفضل، كان كثير من الناس في ولايات تونس يأملون فيه.

وغضب محتجون بسبب إلغاء نتائج لمرشحين ساندوهم في الانتخابات. وانخرط المحتجون في اعمال شغب في سيدي بوزيد فأضرموا النار في مبنى محكمة ومقار للشرطة ومكتب لرئيس البلدية ومكاتب لحزب منافس. وفي اسوأ اشتباكات في اول انتخابات بعد "الربيع العربي" والتي كانت ستمر سلمية لولا تلك الاشتباكات، حيث اطلقت القوات النار في الهواء لتحاول تفريق حشد يهاجم مكتب الحاكم الاقليمي.

دعوات للتهدئة

ودعا راشد الغنوشي، زعيم حزب النهضة الإسلامي، الجمعة، إلى الهدوء مشيرا إلى أن حزبه لم يجر مشاورات مع أي قائمة مستقلة حتى الآن. وقال في هذا الصدد "نحن أكدنا أننا نحترم إرادة الشعب وكل قائمة فازت، سواء كانت مستقلة أو تابعة لحزب، فهي جديرة بأن تحترم ويحترم أهلها"، مضيفا "نحن تشاورنا مع أحزاب وليس مع قوائم مستقلة، وهذه الأحزاب لنا معها تاريخ، ولم نتشاور بعد مع أي قائمة مستقلة". ووعد الغنوشي سكان سيدي بوزيد بإعطاء منطقتهم "الأولوية في مشاريع التنمية. واتهم الغنوشي (70 عاما) فلول حزب "التجمع الدستوري الديمقراطي" الحاكم في عهد بن علي، والذي تم حله بقرار قضائي في آذار/ مارس الماضي، بتحريك أعمال العنف في سيدي بوزيد. واتفق معه بعض أهالي المدينة في أن أعمال العنف من تنظيم مؤيدين لـ"بن علي"، ما زالوا يحاولون تخريب الثورة.

ومن جهته دعا الهاشمي الحامدي، مساء الخميس في مداخلة هاتفية في برنامج حواري مع قناة "حنبعل" التونسية الخاصة، إلى الهدوء وإلى التوسط بينه وبينه النهضة. وقال "يا أهالي سيدي بوزيد أوقفوا الاحتجاجات والمظاهرات"، داعيا إلى التوسط بينه وبين النهضة لمعالجة أي خلاف ومشيرا إلى أن المجلس التأسيسي "يحتاج معارضة قوية".

(ف. ي/ د ب ا، رويترز، أ ف ب)

مراجعة: منصف السليمي