1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل ماتت الأمم المتحدة؟

١٢ ديسمبر ٢٠١٣

هناك الكثير من الأزمات في العالم التي تحتاج إلى تدخل الأمم المتحدة، في الشرق الأوسط لوحده توجد أكثر من مائة وخمسين أزمة تنتظر تدخل المنظمة الدولية، التي لم يسبق لها أن بدت عاجزة كما هي حاليا حسب الكاتب عبد المنعم الأعسم.

https://p.dw.com/p/1AXuK
UN Hauptquartier New York Gebäude
صورة من: Emmanuel Dunand/AFP/Getty Images

أحصى معهد غربي قبل فترة ما يزيد على مائة وستين مشكلة تعصف بالشرق الأوسط والدول الأعضاء في الأمم المتحدة مما تدخل معالجتها في مسؤولية المنظمة الدولية، لكنها تقف عاجزة عن تقديم أية مساعدة لتلك الأقاليم والدول، إما لأنها لا تملك أموالا كافية، أو أن أحدا لم يطلب منها التدخل، أو أن أطراف الأزمات لا يسمعون ما تقوله الأمم المتحدة ويفضلون تدخل أعضاء أكثر هيبة وتأثيرا و"فلوسا".

والحق انه لم يسبق للأمم المتحدة، منذ أمينها العام الأول النرويجي تريغف هالفان لي(1946) أن وقفت متفرجة على ما يحدث في العالم من كوارث وانشقاقات وحروب واعتداءات كما هي الآن في عهد الكوري الطيب بان كي مون الذي لا يتحمل، طبعا، وزر هذا المآل المؤسف للمرجعية الدولية، واغلب الظن، لا يتحمله اي امين عام سابق على تفاوت الجهود والطاقات والمحاولات التي بذلها أولئك الرجال الذين تتالوا على منصب قيادة المجتمع الدولي.

الحنين إلى الماضي

واللافت ان حماسة زعماء العالم لاستخدام منبر الأمم المتحدة تراجع في غضون السنوات الأخيرة خلاف ما كان في السابق حيث اضطر مندوبو الدول الأعضاء في سبتمبر من عام 1968 الجلوس على مقاعدهم أربع ساعات للاستماع إلى خطيب واحد سمح له بالاستطراد كل هذا الوقت وسط ذهول مسؤولي الجلسة الذين لم يستطيعوا التدخل، وكان الخطيب فيدل كاسترو لا يمثل في الواقع بلداً مؤثراً على خارطة العالم وليس له ثقل عسكري أو اقتصادي ذو قيمة استراتيجية، غير انه في عام 1995، وفي الشهر نفسه، لم يسمح لكاسترو إلا بسبع دقائق ليلقي خطابا لم يلفت نظر أحد، وتلاشى صوته الجهوري في قاعة خلت مقاعدها من كثير من المندوبين، وكان نفسه غير آسف على ذلك.
وفي الذكرى الخمسين لميلاد الأمم المتحدة عام 1995 تأمل كثيرون في الدور الذي يمكن ان تلعبه في إطفاء بؤر التوتر وتجسير الخيارات المتضاربة بين الدول وإشاعة أجواء الثقة والبحث الموضوعي لتكوين ارادة السلم والاستقرار، وتوسيع الفرص أمام الدول الصغيرة لتساهم في صناعة القرارات المصيرية للعالم. غير ان قليلا من المتنبئين توقعوا ان الأمم المتحدة سينتهي بها المطاف إلى ما هي عليه الآن، وكان الأمين العام السابق كوفي عنان كثيرا ما يقف حائرا أمام استعصاء الحل للتوترات الناشئة، وكان يوحي لبعض مندوبي الدول التي تطلب النجدة من الأمم المتحدة قائلا: "لقد مضى ذلك الزمان" وكأنه كان يحنّ إلى تلك الأيام الغابرة للمنظمة الدولية، حيث كان كاسترو يتحدث لساعات طويلة من دون مقاطعة وان يقذف خروتشوف بحذائه إلى الصالة من دون عقاب.

" لا يمكنك الارتحال في طريق إلا حين تصبح أنت الطريق".

بوذا

عبد المنعم الأعسم: كاتب عراقي