1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

080311 Liebe Internet

١٣ مارس ٢٠١١

يزداد باستمرار عدد المواقع الإلكترونية التي تعد بإيجاد شريك الحياة المناسب، ويجد بعض الخبراء أن البحث عن السعادة عبر الكومبيوتر يمحي مشاعر الحب، بينما يرى البعض الآخر أنه حتى الحب عبر الكومبيوتر لا يخلو من الرومانسية.

https://p.dw.com/p/10XYf
موقع إاكتروني يجري دعاية للتعارف عبر الإنترنيتصورة من: screenshot lovely-faces.com

"البحث عن شريك"، "شريك من النخبة"، "مقهى التلاقي"، ليست سوى بعض المواقع من بين ذلك العدد الكبير من المواقع الإلكترونية التي تعرض خدماتها على الباحثين عن شركاء الحياة المناسبين. ومن بين الخدمات التي تقدمها هذه المواقع تحليل للشخصية على أساس علمي، يساعد على الاهتداء بسهولة إلى الشريك المناسب. ومن بين الشعارات التي تستخدمها للدعاية لعملها، الشعار القائل: "بإمكان كل وعاء أن يعثر على غطائه المناسب."

كيف تتناسب لعبة الحب مع الأرقام؟

من المعروف منذ أيام الشاعر الإنكليزي الكبير شكسبير أن الحب قضية غير مأمونة العواقب، إذاً كيف تتناسب لعبة الحب الفوضوية مع لعبة الأرقام الواقعية؟ كي يتمكن الكومبيوتر من العثور على الشخص الذي يجري البحث عنه يحتاج إلى تلقيمه بالصفات المطلوبة. وعندما بدأت يوليا دومبروفسكي باختبار فعالية هذه الطريقة، سجلت في الشبكة عددا قليلا من صفاتها وهي: الجنس: أنثى، الطول: 75 ,1، لون الشعر: أحمر، المهنة: خبيرة في علم الشعوب. ثم بدأت تصطاد في بحيرة الرجال الباحثين عن الحب.

يوليا لم تكن تبحث عن سعادتها الشخصية في الحب، إنما أرادت تسليط الضوء على ظاهرة غفل عنها خبراء علم الشعوب حتى الآن، ألا وهي التلاقي من خلال الإنترنيت. وخلال ذلك اتصلت بحوالي مائة رجل وامرأة يبحثون عن شريك للحياة، والناحية التي ركزت عليها هي، كما تقول: "التعرف على الكيفية التي يحاول الأشخاص بها التوفيق بين رغباتهم وتصوراتهم مع القيم التي ورثوها اجتماعيا وثقافيا، عندما يسعون إلى عقد اتصالات عبر الإنترنيت"، فهناك على سبيل المثال من يعتقد بوجود علاقة بين الحب والصدفة، وهناك من يصابون بصدمة إذا مروا بتجارب سلبية، وينتابهم اليأس، ويفقدون الأمل في أن يحالفهم الحظ في يوم ما.

وبعد مراقبتها الكيفية التي يتعامل بها هؤلاء الأشخاص مع هذه التجربة، لاحظت يوليا دومبروفسكي أن الفشل يثير لدى بعض الأشخاص مشاعر الخجل وتقول: "قد يحدث أن يشعر الشخص المعني بالعجز وبأنه غير قادر اجتماعيا وعاطفيا على عقد علاقة حب أو العثور على شريك مناسب"

الحظ لا يكفي للعثور على شريك الحياة المنشود

Emotionen Liebe Glück Liebe Frau Blume Rot
كثيرون يحلمون بسعادة الحبصورة من: Fotolia/Patrizia Tilly

وبما أن الحظ وحده لا يكفي في قضايا الحب، يتعين السعي وراءه أحيانا، وذلك لأسباب وجيهة، من ذلك مثلا ما يتعلق منها بالأمهات اللواتي يعشن بمفردهن مع أطفالهن، أو الرجال الذين يعملون في مهن وأجواء خالية من النساء.

وفي الوقت الذي يعاني فيه كثيرون من نقص في إمكانيات العثور في الحياة اليومية على شريك حياة، تفيض الشبكة الإلكترونية بالعروض والإمكانيات، وإلى درجة يصبح فيها الشخص في حيرة من أمره ويتعذر عليه الاختيار.

وإلى جانب هذه العروض السخية تستخدم بعض المواقع أسلوبا مغريا لاجتذاب الباحثين عن شركاء للحياة. ومن بين المواقع التي تلجأ إلى ذلك موقع بارشيب دي إي، فهو يهيئ الباحثين لخوض هذه التجربة من خلال إخضاعهم لامتحان ذكي للشخصية

سر النجاح في التعارف بين الرجل والمرأة

و طور هذه الطريقة عالم النفس هوغو شماله من مدينة هامبورغ، الذي يجد أن الطريق إلى سعادة الحب يتطلب توفر أكبر قدر من التشابه في الصفات لدى الشريكين، وأقل قدر من التناقض بينهما، ويضيف موضحا :" الشخص الذي يريد الالتصاق بشريكه طيلة 24 ساعة لا يتناسب مع شخص يكتفي بذلك مدة ربع أو نصف ساعة فقط." أما فيما يتعلق بأمور التعايش اليومي، فهناك حسب رأيه أمور بديهية "إذا كان الشخصان يميلان إلى فرض إرادتهما، يصبح الأمر معقدا بعض الشيء"

ElitePartner Spot Online Dating Screenshot
دعاية لموقع "شريك من النخبة" للتعارف عبر الإنترنيتصورة من: Elitpartner.de

وفي حال رصد أحد الأشخاص الباحثين شريكا مناسبا، يطلعه موقع بارشيب على عدد كبير من النقاط التي تحدد إمكانية الانسجام بين الشريكين، لكن عالم النفس شماله يحذر من المبالغة في تقدير أهمية هذه النقاط ويقول "إن التوافق بنسبة 40 في المائة من النقاط يكفي لشراكة تستمر طويلا".

الرومانسية تخترق حتى الحب عبر الإنترنيت

وقد ركزت يوليا دومبروفسكي خلال بحثها على مدى انسجام مشاعر الحب الملتهبة مع الروتين اليومي للكثيرين من الباحثين في الإنترنيت عن شركاء للحياة، ممن يقضون ساعات طويلة كل مساء للتفتيش عن الصور والأوصاف المرغوبة. وتوصلت في النهاية إلى النتيجة القائلة بأنه حتى في حال استخدام التقنيات الحديثة في البحث عن شريك الحياة، فإن الرومانسية تأتي أيضا مع الحب عندما يطرق باب القلوب.

ومن الأمثلة التي تسوقها على ذلك هي أن بعض الأزواج الذين تعرفوا على بعضهم عبر الإنترنيت، كللوا حياتهم فيما بعد بمشاعر الرومانسية، من خلال استسلامهم للتصور بأن الصدف لعبت دورها في تلاقيهم، وأنهم اكتشفوا بمحض الصدفة أيضا وجود تشابه كبير في شخصياتهم.

وكما تقول دومبروسكي مؤلفة كتاب "الحب عبر الشبكة" يكون الحب الذي يتم التمهيد له عبر الإنترنيت مليئاً بالتناقضات، لكن بما أن أجنحة الحب الواسعة قادرة على احتواء التناقضات، فإنه يدخل قلوب حتى الذين يبنون حياة مشتركة من خلال التعارف عبر الإنترنيت.

نيل ميشائيليس / منى صالح

مراجعة: طارق أنكاي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد