1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

هل يقترب جمال مبارك من خلافة والده؟

٢٦ أغسطس ٢٠١٠

بالرغم من إصرار مسؤولين في الحزب الوطني الحاكم في مصر بأن مرشحهم للانتخابات الرئاسية المقبلة هو الرئيس حسني مبارك وأن اسم نجله مطروح أيضا، توقف المراقبون عند الحملات المؤيدة لترشيح نجله جمال ونفي الحزب الحاكم علاقته بها.

https://p.dw.com/p/Owv0
صورة من: AP

"احنا معاك شركاء دون نفاق أو رياء..الحركة الشعبية لمستقبل أفضل"، "الائتلاف الشعبي لدعم جمال مبارك"، "مصر تتطلع لبداية جديدة" و"مصر بتناديك"....

هذه هي عناوين الحملات الجديدة التي ظهرت بصورة مفاجئة في الأيام القليلة الماضية. وقام أصحابها بلصق اللافتات وإقامة مؤتمرات لجمع التوقيعات لتأييد ترشيح جمال مبارك، نجل الرئيس المصري وأمين لجنة السياسات بالحزب الوطني الحاكم، لخلافة والده. وبرغم تأكيد منظمي هذه الحملات على أنها ليست مرتبطة بالحزب الوطني، إلا أن الكثيرين في مصر يشككون في ذلك، خصوصا بعد إعلان علي الدين هلال، أمين الإعلام في الحزب، أن "اسم جمال مطروح مع آخرين لخوض الانتخابات المقبلة".

ويقول "كريم"، وهو طالب بكلية الطب، في حوار مع دويتشه فيله، إنه "من غير المعقول ألا يكون للحزب الوطني علاقة بهذه الحملات". وأعرب كريم عن دهشته من قيام منظمي هذه الحملات "بطبع ملصقات وبيانات من أموالهم الخاصة كما يزعمون، فقط لأنهم يحبون جمال مبارك ويرون أنه الرئيس الأفضل لمصر في المرحلة المقبلة".

استغراب من صمت جمال مبارك

Das neue Thema in Kairo
يستغرب الكثيرون صمت جمال مبارك إزاء حملات التأييد لترشحه للرئاسةصورة من: DW

ويعبر الكثيرون في مصر عن استغرابهم الشديد من صمت جمال مبارك حول هذا الأمر، ولسان حالهم يقول "إنه إذا كان لا يعرف من يقف وراء هذه الحملات، فلماذا لا يعلن ذلك ويوضح الأمر للرأي العام". ويعتقد هؤلاء أن هذه الحملات ظهرت ردا على حملة البرادعي التي تأثر بها الشارع المصري وأعطته أملا حقيقيا في التغيير، خاصة أن القائمين عليها يستخدمون نفس أساليب مؤيدي البرادعي إذ يجوبون الشوارع والمقاهي لجمع التوقيعات.

كما يعتقدون أن حملات تأييد جمال هدفها "تثبيت صورة نجل الرئيس كمرشح أساسي وكأن المنافسة ديمقراطية وحقيقية بين البرادعي الذي يسعى لتغيير الدستور حتى يمكنه الترشح وبين جمال مبارك الذي يعطيه الدستور الحق في الترشح بكل بساطة".

من جانبها ترى "ناهد"، وهي موظفة بإحدى المؤسسات الحكومية، أن جمال مبارك "لا يحتاج لمثل هذه الحملات التافهة لأنه يستطيع ببساطة أن يكون الرئيس المقبل إذا أراد الرئيس مبارك ذلك، خصوصا في ظل الدستور الحالي والقبضة الأمنية، حتى وإن لم يرغب بعض المواطنين في جمال". وتضيف ناهد، في حوار مع دويتشه فيله، أنها تعتقد أن "منظمي هذه الحملات أشخاص منافقون يسعون للشهرة الإعلامية ومغازلة جمال مبارك للحصول على مكاسب شخصية". ومع ذلك فهي "تؤيد هذه الحملات لأن جمال مبارك شاب تربى في بيت سياسي يعرف ماهية الحكم".

"كلام فارغ وعيب"

Das neue Thema in Kairo
هناك تراجع في الدعم لمشروع البرادعي في التغيير

أما الحاج "جمال"، وهو صاحب كشك، فيصف ما يحدث في مصر من حملات انتخابية سواء لدعم البرادعي أو جمال مبارك بأنه "كلام فارغ وعيب" لأن الرئيس مبارك مازال على قيد الحياة. ويضيف الحاج جمال لدويتشه فيله بأن "هذه الأشياء ليس لها أى نتائج حقيقية، فالشعب في مصر مغلوب على أمره وليس في يده اختيار رئيسه". وهذه التوقيعات "تعبت دماغنا، لأن الكل يعمل لمصلحته ولا أحد يعمل بضمير لصالح مصر وشعبها، فالكهرباء تنقطع والأسعار غالية والناس مش عارفه تعيش زي البنى آدميين"، مضيفا بنبرة يأس "لك الله يا مصر".

من جهته يبدي مجدي الكردي، منسق الائتلاف الشعبي لدعم جمال مبارك، استغرابه من كلام المشككين. ويؤكد في حوار مع دويتشه فيله أن "الحملة تمول نفسها عبر المتطوعين البالغ عددهم حتى الآن 8800 متطوع في كل أنحاء مصر". ويشير الكردي إلى أن الدافع من وراء هذه الحملة هو "الخوف على مستقبل مصر والحرصهم على عدم انزلاقها في فوضى عارمة".

ويضيف أن الحملة تحقق نجاحا متزايدا بين الناس خاصة في المناطق الشعبية حيث جمعت حتى الآن 100 ألف توقيع.

"لا سند شعبي ولا مؤسساتي لمشروع التوريث"

Hosni Mubarak in Berlin
رغم مرض مبارك وحملات التأييد لنجله فإن أوساط البرادعي ترى أن "مشروع التوريث أصبح جثة هامدة"صورة من: AP

من ناحية أخرى يقول منظمو حملة البرادعي إنهم متفوقون في النتائج وأعداد التوقيعات. وكشف عبد الرحمن يوسف، منسق الحملة الشعبية لدعم ترشيح محمد البرداعي رئيسا، لدويتشه فيله، أن "التوقيعات الورقية والإلكترونية على بيان التغيير تخطت 800 ألف توقيع وهي في طريقها إلى المليون".

ويضيف يوسف لدويتشه فيله بأنه يرى "الحملات المؤيدة لجمال مبارك على أنها محاولة لنفخ الروح في جثة ميت لأن مشروع التوريث أصبح جثة هامدة وليس له نصير من مؤسسات الدولة أو من الشعب". ويتابع يوسف بأن هذه "الحركات والحملات تفوح منها رائحة المال ورجال الأعمال"، مشيرا إلى أن هناك مصادر قوية تدل على أن "التوقيعات المزعومة التي يجمعونها في المحافظات تإتي إما عن طريق الترغيب أو الترهيب".

وبالرغم من اعتراف منسق حملة البرادعي بأن "الدعم لمشروع التغيير قد تراجع قليلا في الفترة الماضية"، إلا أنه لا يعتقد أن حملات جمال مبارك سحبت البساط من تحت أقدام حملتهم. وحسب منسق حملة البرادعي هناك حالتان متناقضتان في مصر "حالة ما يسمى بحملات دعم جمال، التي تقف وراءها الدولة، وفي النهاية نرى سرادقات لتوقيع البيانات فارغة من الناس، والحالة الثانية هى حملتنا التي تقف أمامها الدولة بكل ما أوتيت من قوة وهى على وشك جمع المليون توقيع".

بدوره يرى المحلل السياسي محمد جمال عرفة أن حملات دعم جمال مبارك تهدف إلى جس نبض الشارع المصري من جانب الفريق الذي يؤيد ترشيحه لرئاسة الجمهورية. ويعتقد عرفة أن هذه الحملات "مخططة ومدروسة وخاصة توقيت ظهورها قبل الانتخابات الرئاسية بعام". ويضيف بأن "الناس لن يتفاعلوا بقوة مع هذه الحملات سواء للبرادعي أو لجمال لأنهم يدركون أن نتائج الانتخابات معروفة سلفا، وأيضا لأنه في ظل ازدياد المشكلات الاجتماعية يقوى الإحساس بعدم الانتماء تحت وطأة البحث عن لقمة العيش".

نيللي عزت - القاهرة

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد