1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: الكراهية في كيمنتس موجهة ضد ديمقراطية ألمانيا

٢٩ أغسطس ٢٠١٨

مدينة كيمنتس شرقي ألمانيا شهدت طوال يومين احتقاناً حقيقياً في صفوف اليمين المتطرف، بدت أمامه الشرطة عاجزة لصد تلك الحشود الغاضبة. إذ تنقصها الإرادة لمحاربة البنى التحتية لليمين بجدية، كما يعتقد هانس بفايفر في تعليقه.

https://p.dw.com/p/33x71
Chemnitz Abbruch von Stadtfest
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Seidel

هل تعتبر كيمنيتس وساكسونيا معقل اليمين المتطرف في ألمانيا؟

عندما يرخي اللَّيلُ سُدُوله على مدينة كيمنتس الساكسونية، ينتهي عمل التغطية الإعلامية لكثير من الصحفيين، فالوضع ما يزال غامضاً وخطيراً للغاية. مجموعات من اليمينيين المتطرفين المستعدين لممارسة العنف. تجوب في طرقات المدينة.

وفي كل مرة يحدث تصعيدٌ جديدٌ في الوضع المتأزم أصلاً هناك. مراسل يتعرض لكسرٍ في أنفه ورجل آخر يُؤدي أمام كامييرا تلفزيونية تحية هتلر ويضايق الصحفيين. المئات من النازيين الجدد والهولغانس والسكان العنيفين في المدينة يريدون تفريغ شحنة العدائية لديهم. أما الشرطة فمجهدة وتنقصها الطواقم الكافية للتدخل. وهذا ليس باليوم الجيد للمجتمع المنفتح.

حشد يميني منظم

أن يصل الوضع إلى هذا الحد، فإن ذلك يعود لحقيقة مذهلة ولكنها محزنة في الوقت ذاته: في ألمانيا، بلد جرائم هتلر، يتم تقييم العنف اليميني والتهديدات من قبل اليمينيين المتطرفين المنظمين إلى يومنا هذا على نحو خاطئ، ويتم التقليل من شأنها، بل وقبولها. والتصعيد الحاصل في كيمنتس ليس سوى دليل إضافي على ذلك، لأنه حدوثه لم يكفن عفوياً على الإطلاق.

منذ سنوات ينتظم في كيمنتس النازيون الجدد في محيط نادي كرة القدم المحلي. وتسمية "NS Boys" تكشف كل شيء عن فكرهم. وفي بعض أحياء المدينة تحاول مجموعات يمينية  بسط سيطرتها على الشوارع. وهم يتحركون بروتينية ثقافة موازية وتتواصل فيما بينها على المستوى الاتحادي لتبادل التجارب. وهم عبارة عن مجموعات صغيرة، لكنهم متمرسون ولهم فاعلية في ذلك. ومن خلال ذلك تمكنوا في وقت وجيز من التعبئة للمظاهرة في الـ 27 من آب/ أغسطس 2018.

Deutsche Welle Pfeifer Hans Portrait
هانس بفايفرصورة من: DW/B. Geilert

والشرطة كانت تعلم بهذه التعبئة وكذلك وجود هذه البنًى. لكنها لم تنشر عدداً أكبر من موظفيها لضمان الأمن والنظام، فببساطة لا تأخذ السياسة وسلطات الأمن التهديدات على محمل الجد. لماذا؟ لأن غالبية الموظفين والسياسيين ليسوا مستهدفين من قبل اليمينيين المتطرفين العنيفين. وينقص ببساطة التعاطف مع الضحايا.

الشرطة والسياسة ينقصها التعاطف

وهنا يجب تصحيح خطأ خطير: فكراهية هؤلاء الناس في الشارع لا تنصب ضد سياسة اللجوء أو ضد أنغيلا ميركل. إنها موجهة ضد الديمقراطية في ألمانيا، لأن هذا الحشد المحرض يرفض كل فقرة في الدستور الألماني: كرامة الإنسان ومساواة المواطنين وحظر التمييز على أساس الدين والأصل أو الجنس.

اليمينيون الجدد هؤلاء يحاربون منذ عقود سكل من يحمل أفكاراً مختلفة عنهم سياسياً وأشخاص لهم بشرة أخرى وفي السنوات الماضية بشكل متزايد المسلمين. فهم يتقوقعون في تقليد أدولف هتلر ويؤدون تحية هتلر ويمجدون جرائم الجيش الألماني في الحرب العالمية الثانية ويحاربون خصومهم أينما كان ذلك ممكناً.

إنهم ببساطة يريدون إحياء الإرهاب مجدداً في الشارع. والخطر الكبير هو في السنوات الأخيرة امتزاج هذه المسيرات كما حصل الآن في كيمنتس بشكل أكبر مع احتجاج الخائبة آمالهم والمهمشين اجتماعياً. وهؤلاء ليسوا في غالبيتهم من أنصار الاشتراكية القومية (النازية). لكنهم يتسمون بقرب خطير مع الفكر العنصري والمعادي للديمقراطية. لكن هذا يبقى ناقوس خطر يبعث على القلق، لأن التاريخ الألماني يعلمنا أن الحشد المنظم يمكن أن يصل إلى مستويات متقدمة، إذا ما نجح في التوحد مع خيبة أمل وغضب المجتمع. فالتحذير موجه إذن هنا للسياسة الألمانية.

هانس بفايفر

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

المزيد من الموضوعات