1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: النضال اللامحدود من أجل المساواة بالولايات المتحدة

٣ يونيو ٢٠٢٠

موجة الاحتجاجات التي اجتاحت المدن الأمريكية عقب مقتل جورج فلويد لا تبعث على الدهشة، لأنه رغم تولي باراك أوباما الرئاسة فترتين، ماتزال الولايات المتحدة الأمريكية مطبوعة بالعنصرية إلى يومنا هذا، كما يرى ميودراغ زوريتش.

https://p.dw.com/p/3dCTX
USA Oakland | Proteste | George Floyd
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Berger

التمرد هو لغة من لا يُسمعون. مارتن لوثر كينغ سبق وأن أعلن بصوت جلي قبل أكثر من نصف قرن عن الأسباب التي تدفع السود في الولايات المتحدة الأمريكية للنزول إلى الشارع. والمثير للريبة هو أن القليل تغير منذ تلك اللحظة. هكذا يتظاهر مرة أخرى الآلاف ضد العنصرية وعشوائية الشرطة. ومن جديد قلما يتوفر لهم أمل في أن يتغير شيء في حياتهم اليومية.

سيستمرون في عدم المشاركة في الرفاهية الأمريكية وكسب أقل من البيض، وقلما ستكون لهم إمكانيات الترقي وسيكونون مجبرين على إرسال أطفالهم إلى مدارس سيئة، ونادرا ما يتوفرون على تأمين صحي، وسيكون لهم متوسط عمر أقل وسيُزج بهم بسرعة ولفترات أطوال في السجون ـ فقط لأنهم ليسوا بيض. وليس هو الحال، كما كتب أحد المعلقين بأن السود يحتجون بالعشرات في المدن الأمريكية، لأن لهم الشعور بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية. بل هم كذلك.

رقابة غير فعالة على السلطات المحلية

على الورق يكون الجميع متساوين أمام القانون. أما في الحقيقة فيوقف رجال شرطة أمريكيون، بالرغم من عدم وجود أية شبهة مواطنين بسبب مظهرهم. ويرتكبون في ذلك أخطاء وحشية على غرار مقتل جورج فلويد وينكرونها في الغالب. كما يحاولون التمويه عليها وتنحيتها وفي غالب الأحيان بالتواطؤ مع النيابة العامة المحلية ما يزيد تعقيد القضية.

في الولايات المتحدة الأمريكية تنقص مراقبة مستقلة وفعالة لسلطة الدولة المحلية. وداخل كثير من سيارات الشرطة يجلس خارقون للقانون يدعون أنهم يحفظونه. وتحدث مارتن لوثر كينغ عن غالبية الأمريكيين عندما قال:" من يقبل الشر بدون رفض، فإنه في الحقيقة يتعاون معه". 

Soric Miodrag Kommentarbild App
ميودراغ زوريتش

ولا يحق فقط معارضة الشر، بل يجب وقفه عند حده. الرئيس الأسمر الأول للولايات المتحدة الأمريكية، باراك أوباما حاول ـ وفي النهاية بدون جدوى. وخلال ولاية حكمه قتل شرطي في فيرغوسن بثمان رصاصات مايكل براون الأعزل، الأمر الذي أدى إلى اضطرابات على مستوى البلاد. وخلال ولاية حكمه نطق الرجل الأسود من نيويورك اريك غارنير الذي كان يوجد في قبضة خانقة لأحد رجال الشرطة هذه الكلمات التي كانت الأخيرة في حياته:" لا أستطيع التنفس". وهي نفس الكلمات الأخيرة التي تلفظ بها جورج فلويد عندما كان يجثو شرطي بركبته فوق رقبته طوال تسع دقائق.

العجز أمام العنصرية اليومية

لا، بإمكان الرؤساء الأمريكيين إعطاء الأوامر إلى أكبر جيش في العالم، لكن لا حول ولا قوة لهم أمام العنصرية اليومية تجاه مواطنيهم. وبالطبع وجب عليهم نبد الظلم وإبداء التفهم لضحايا عبث الشرطة ـ وحدها فقط من أجل عدم شحن الغضب والمشاعر. والرئيس ترامب يفشل ، كما هو متوقع حتى هنا بشكل فظيع. فالرئيس ليس أمام أعينه إلا إعادة انتخابه، ويعتقد أنه بإمكانه بواسطة الكلمات الحماسية تحقيق نقاط لدى الناخبين البيض. وسيكون من السيئ بما فيه الكفاية للولايات المتحدة الأمريكية إذا نجحت حساباته.

وحالة جورج فلويد للأسف ليست حالة استثنائية. يوجد آلاف الحوادث المشابهة. والأحكام المسبقة تجاه السود لا توجد فقط في صفوف رجال الشرطة والمدعين أو القضاة، بل أيضا عند المعلمين وأرباب العمل. إنها العنصرية اليومية التي تُوجه ضدها الاحتجاجات. وبما أنها موجودة في الحياة اليومية، فإنه من الصعب محاربتها. ومنذ سنوات يطالب حقوقيون بتكوين أفضل لرجال الشرطة الأمريكيين. ومنذ عقود يطالبون بمراقبة مستقلة لعمل الشرطة والمدعين وفرض قوانين صارمة لحيازة السلاح. ولم يحصل إلا القليل إلى حد الآن.

لكن بالرغم من كل تفهم للاحتجاجات، فإن العنف يقود إلى طريق مسدود. ولا يمكن الدفاع عنه من أي شخص أو تبجيله. ويؤكد فقط الأحكام المسبقة لكثير من البيض. ماذا يبقى إذن؟ مارتن لوثر كينغ تشبث، كما عبر عن ذلك "بالأمل اللامحدود" الذي لا يحق أبدا فقدانه. وبالطبع سيكون ذلك بالنسبة إلى عائلة جورج فلويد فقط مواساة ضعيفة.

ميودراغ زوريتش

 

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد