1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

وجهة نظر: حرب في الخليج سيكون لها خاسرون فقط!

راينر زوليش
١٥ يونيو ٢٠١٩

تتهم الولايات المتحدة إيران بالهجوم على ناقلتين للنفط في خليج عُمان. فما مدى مصداقية مزاعم واشنطن؟ وهل يمكن أن تقف أطراف أخرى وراء ذلك؟ الصحفي والخبير بشؤون الشرق الأوسط بمؤسسة DW الإعلامية راينر زوليش يكتب وجهة نظره.

https://p.dw.com/p/3KU2r
Golf von Oman - Schiffexplosion
صورة من: ISNA

مقطع فيديو ضبابي بالأبيض والأسود نشره الجيش الأمريكي يظهر فريقاً مزعوماً من الحرس الثوري الإيراني في قارب سريع في خليج عُمان. ووفقاً للرواية الأمريكية، فإن جنود النخبة الإيرانيين يقومون بإزالة لغم لم ينفجر من هيكل ناقلة النفط "كوكوكا كوراجيوس". وتزعم الولايات المتحدة أن إزالة هذه القطعة (اللغم) من قبل الإيرانيين دليل على أن طهران تقف وراء الهجوم على السفينتين في خليج عُمان. وهذه -على الأقل- هي وجهة النظر الأمريكية الرسمية.

هل يشبه هذا مسلسل "غان سموك" (دخان النار) الشهير، من حيث أنه "الدليل" الذي يدين مرتكب جريمة وقعت حديثاً، ويمكن أن يبرر الانتقام العسكري من الناحية السياسية؟ هل يمكننا تصديق محتوى الفيديو وقصته التي قدمتها الولايات المتحدة؟

الادعاءات الخاطئة ليست جديدة
الشكوك في الادعاءات الأمريكية منطقية، لأن الحرب على الدكتاتور العراقي صدام حسين عام 2003 استندت بالكامل على ادعاءات خاطئة للحكومة الأمريكية وقتها. ويضاف إلى ذلك أننا نعيش اليوم في عصر رقمي بشكل متزايد، حيث أصبح التلاعب الاحترافي بمقاطع فيديو وأدلة مشابهة أسهل مما كان عليه في ذلك الوقت. للوهلة الأولى يبدو من غير المنطقي أن إيران (وحتى الجناح المتشدد فيها) تقدم للولايات المتحدة، وعن طيب خاطر، سبباً ممكناً لحرب لا يمكن أن يخسر فيها إلا طرف واحد في ضوء توازن القوى العسكرية، وهي إيران نفسها.

Sollich Rainer Kommentarbild App
الصحفي والخبير بشؤون الشرق الأوسط بمؤسسة DW الإعلامية راينر زوليش

من ناحية أخرى يشير خبراء إلى أن الحرس الثوري الإيراني لديه بالفعل "خبرة" في التعامل مع الألغام الملتصقة، وأن طهران هدّدت في الماضي عدة مرات بتعطيل حركة ناقلات النفط، الهامة للاقتصاد العالمي وبشكل خاص لتجارة النفط الخام، في مضيق هرمز، وذلك في حالة اندلاع نزاع. ويمكن –بحسب الخبراء- رؤية وتفسير الهجوم على ناقلتي النفط بأنه محاولة إيرانية لعرض عضلاتها العسكرية والإظهار للولايات المتحدة بشكل خاص ما يلي: لدينا أساليبنا الخاصة ولن ندعكم تتغلبون علينا!

لكن هذه مجرد تكهنات. مثلها مثل التكهنات البحتة المعاكسة التي تفترض وجود مؤامرة أمريكية أو سعودية أو إسرائيلية وراء الهجومين، كما  تشير القيادة الإيرانية، وكما يقول العديد من الناقدين لأمريكا في ألمانيا والدول العربية من خلال تعليقات كثيرة على وسائل التواصل الاجتماعي.
صحيح أن الدوافع المحتملة لخلق "ذريعة للحرب" عن طريق التلاعب كثيرة، في ضوء السياسية الخارجية والمصالح الاستراتيجية للولايات المتحدة، ولإسرائيل ودول الخليج أيضاً. لكن هناك الكثير من الدوافع المعقولة المعاكسة للدوافع السابقة أيضاً، ليس آخرها ما يتعلق بالرئيس الأمريكي.

فمن بين دوافع انتخاب دونالد ترامب رئيساً من قبل أنصاره هو سحب القوات الأمريكية من الشرق الأوسط. لكن حرباً ضد إيران ستكون لها خسائر ولن يمكن الانتصار فيها ممكناً دون قوات برية. وإذا قتل جنود أمريكيون فيها فلن يزيد هذا من فرص ترامب لإعادة انتخابه في نهاية عام 2020.

قوى تسعى للحرب بشكل واعٍ
في النهاية تبقى حقيقة مرّة بخصوص الذين يقفون دائماً وراء الاستفزازات في مضيق هرمز. بكل تأكيد هناك حالياً في منطقة النزاع قوىً تسعى إلى الحرب، بخلاف العقلانية السياسية والإنسانية، وهي تدرك مخاطرها، أو في أسوأ الأحوال تسعى إلى الحرب حتى كـ"حل" لصراعها مع الجانب الآخر. ويجب التحذير من هذه الأطراف. من المحتمل أن تكون لأي حرب في الخليج عواقب وخيمة على العديد من دول المنطقة، خاصة تلك التي تنشط فيها الميليشيات العسكرية الممولة من إيران، مثل اليمن وسوريا والعراق ولبنان.

ومن المحتمل أن تتأثر إسرائيل والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أيضاً بالحرب، وتتعرض الأخيرتان بالفعل لهجمات من قبل الحوثيين الذين تدعمهم إيران في اليمن. مثل هذه الحرب سيكون لها خاسرون فقط. يجب القيام بكل شيء لمنع ذلك، أيضاً من قبل ألمانيا وأوروبا بأدواتهما المحدودة. ومع ذلك، يجب أن نخشى أن الحرب، التي يفترض أن لا أحداً يريدها، تزداد اقتراباً.

مسائية DW: التصعيد في خليج عمان.. في مصلحة من؟

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد