وزراء الخارجية العرب يوافقون على إنشاء مفوضية عامة للقدس

في إطار اجتماعهم للتحضير لأعمال القمة العربية الثانية والعشرين التي ستعقد يومي السبت والأحد المقبلين، وافق وزراء الخارجية العرب أمس الخميس (25 مارس/ آذار 2010) على خطة لإنشاء مفوضية عامة للقدس تتركز على ثلاثة محاور سياسية وقانونية ومالية. وأعد الوزراء أيضا مشاريع قرارات تتعلق بعملية السلام والصراع العربي ـ الإسرائيلي بما في ذلك مبادرة السلام العربية. إلى جانب ذلك وضع المسؤولون خطة تحرك بشأن القدس والجولان والتضامن مع لبنان وتطورات الوضع في العراق واحتلال إيران للجزر الإماراتية، طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى.

كما تناولت قرارات الوزراء مشاريع القرارات أيضا تطورات الموقف العربي الموحد لاتخاذ خطوات عملية لإخلاء منطقة الشرق الأوسط من الأسلحة النووية ومكافحة الإرهاب إضافة إلى موضوعات اجتماعية. ودعا وزراء الخارجية العرب مجلس الأمن الدولي إلى تحمل مسئولياته والتحرك لاتخاذ الخطوات والآليات اللازمة لحل الصراع العربي الإسرائيلي بكامل جوانبه وتحقيق السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين وفقا لحدود 1967 وأحكام القانون الدولي ذات الصلة وقرارات المجلس السابقة.

إنشاء مفوضية عامة للقدس

واتفق الوزراء العرب في سرت الليبية على دعم القدس بمبلغ نصف مليار دولار أمريكي لمواجهة خطط الاستيطان الإسرائيلي في المدينة المقدسة. وقال عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية في مؤتمر صحفي أنه في اجتماع لوزراء الخارجية العرب في ليبيا قبل قمة للجامعة تعقد يوم السبت قرر مجلس الجامعة زيادة مساعدات الجامعة للقدس من 150 مليون دولار إلى 500 مليون دولار. وفي هذا الإطار قال رياض المالكي، وزير الخارجية الفلسطيني، أن وزراء الخارجية اتفقوا على إنشاء مفوضية عامة للقدس. وأضاف المالكي قائلا "تم الاتفاق على أن تتبع هذه المفوضية الأمانة العامة للجامعة العربية، والتوجه للمحكمة الدولية إما مباشرة أو من خلال جلسة خاصة للجمعية العمومية للأمم المتحدة، وكما تم الاتفاق على توفير دعم بقيمة نصف مليار دولار للمدينة المقدسة، ودعم أهلها."

الوفد العراقي لن ينسحب من القمة

من ناحيته أعلن وزير الشؤون الخارجية الفلسطيني، رياض المالكي، أن القمة العربية القادمة ستكون في العراق وقال في تصريح للصحفيين عقب الاجتماع المغلق الذي عقده وزراء الخارجية العرب بمدينة سرت الليبية إن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيشارك في أعمال قمة سرت رغم "وضعه الصحي".

من جانب آخر أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري أنه "حق طبيعي من حقوق العراق استضافة القمة القادمة في العراق وكنا تنازلنا عليها في قمة الدوحة للأشقاء في الجماهيرية". وشدد "ولكن سنحتفظ بحقنا في استضافتها ببغداد العام القادم". وحول تحفظات بعض الدول على إمكانية استضافة بغداد القمة بالنظر إلى الأوضاع فيها أكد الوزير العراقي "الأوضاع الأمنية بدأت تتحسن في العراق وفي تقديراتنا أنه من الآن وحتى العام القادم نأمل أن تكون الظروف مهيأة في العراق".

وحول الأزمة التي شهدتها الاجتماعات الوزارية في أعقاب إعلان زيباري في وقت سابق أنه تلقى تعليمات من بغداد بالعودة مساء أمس الخميس من سرت فور انتهاء الاجتماعات الوزارية وخفض مستوى التمثيل العراقي احتجاجا على استقبال الزعيم الليبي معمر القذافي وفدا من المعارضة العراقية من بيهم بعثيين وفقا للحكومة العراقية، أكد وزير الخارجية العراقي للصحافيين عقب انتهاء الاجتماع الوزاري أن هذا الأمر لم يعد "مطروحا".

(ط.أ/ دب أ/ رويترز/ أ ف ب)

مراجعة: هيثم عبد العظيم