1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أزمة الطاقة تعيد الاهتمام بصناعة الطاقة الشمسية في ألمانيا

١١ أغسطس ٢٠٢٢

كشفت الحرب في أوكرانيا عن مدى مخاطر الاعتماد الكبير في ألمانيا على الغاز الروسي. وفي ظل أزمة الطاقة التي تعصف بأوروبا عموما، شرعت ألمانيا في البحث عن بدائل بما في ذلك الطاقة الشمسية. فهل يعود هذا القطاع إلى الازدهار؟

https://p.dw.com/p/4FMdz
تسعى ألمانيا إلى تعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة في إطار تحقيق الحياد الكربوني
تسعى ألمانيا إلى تعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة في إطار تحقيق الحياد الكربوني صورة من: JACK TAYLOR/AFP

 

تعصف بالقارة الأوروبية أزمة طاقة جراء الحرب في أوكرانيا التي أدت إلى زيادة الطلب على الطاقة خاصة مع محاولات روسيا وقف أو خفض تدفقات النفط والغاز إلى أوروبا.

وقد ألقت أزمة الطاقة الحالية بظلالها على ألمانيا ووضعتها في مأزق خاصة وأن أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي يعتمد منذ وقت طويل على استيراد الغاز الرخيص لتشغيل المصانع وبعض محطات الطاقة.

وإزاء ذلك، فإن إيجاد بدائل عن الغاز على نحو سريع للحيلولة دون تعطل المصانع الألمانية يبدو بمثابة المهمة المستحيلة. ومن أجل تفادي حدوث أزمة طاقة في ألمانيا، طُرحت العديد من الأفكار بداية من تقليل الطلب على الغاز وحتى إبقاء تشغيل محطات الطاقة النووية رغم القرار السابق بإغلاقها قبل نهاية العام.

وينظر كثيرون إلى الطاقة الشمسية باعتبارها أحد الحلول خاصة وأن ألمانيا شهدت في السابق طفرة ضخمة في الطاقة الشمسية، بيد  أن الأمر لا يزال يواجه بعض العقبات.

فرصة لصناعة الطاقة الشمسية في ألمانيا

ترى المنظمات المدافعة عن البيئة أن مصادر الطاقة المتجددة تعد الحل الأمثل لتوليد الكهرباء دون التسبب في تفاقم ظاهرة التغير المناخي. ورغم أن تعزيز قطاع الطاقة الشمسية قد يستغرق وقتا، إلا أن خبراء الطاقة الشمسية يعتقدون أن هذا المجال قد يشهد طفرة في المستقبل.

يشار إلى أنه قبل الحرب في أوكرانيا، التي نجم عنها تصدر أمن الطاقة الأولويات، كانت الحكومة الألمانية قد تعهدت بأن تصل نسبة إنتاج الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة كالرياح والطاقة الشمسية إلى 80 بالمائة بحلول عام 2030 فيما تصل النسبة في الوقت الحالي إلى 42 بالمائة.

كذلك تعهدت الحكومة بالوصول للحياد الكربوني في توليد الكهرباء بحلول عام 2035 فيما اتخذت البلاد خطوات لتحقيق هذه الخطة الطموحة.

ومع اندلاع الحرب، ارتفع إنتاج الطاقة الشمسية إلى مستوى قياسي في يوليو/ تموز الماضي للشهر الثالث على التوالي فيما بلغ إنتاج الكهرباء من أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية 8.23 تيراوات / ساعة خلال الشهر ذاته ما يشكل خمس صافي إنتاج الكهرباء.

لكن هذا الرقم كان أقل من إنتاج الكهرباء من محطات الطاقة التي تعمل بالفحم البُني (الليغنيت) الذي يعد غير مكلف ومتوفرا داخل البلاد ويشكل نسبة 22 بالمائة من إنتاج الكهرباء.

وخلال العام الماضي، أنتجت ألمانيا أكثر من 5 جيجاوات إضافية من الطاقة الشمسية ما يشكل زيادة بنسبة 10 بالمائة عن عام 2020 فيما بلغت الطاقة المنتجة من الطاقة الشمسية إجمالا 59 جيجاوات لتتجاوز بذلك قدرات محطات الرياح، وفقا لتقديرات معهد فراونهوفر لأنظمة الطاقة الشمسية بمدينة فرايبورغ الألمانية.

Infografik Strommix Deutschland 2021 AR

وقال هاري فيرث، رئيس وحدث أبحاث الطاقة في المعهد، إن إجمالي استهلاك الكهرباء من الطاقة الشمسية بلغ العام الماضي 9 بالمائة. وفي مقابلة مع DW، أضاف فيرث أن تقديرات الحكومة تشير إلى أن الهدف يرمي إلى توليد 250 جيجاوات من الطاقة الشمسية بحلول 2032 فيما سيرتفع استهلاك الكهرباء من الطاقة الشمسية إلى 715 تيرا وات بحلول عام 2030".

وفي هذا الصدد، فإن دراسة أجرتها شركة ماكنزي للاستشارات الإدارية أفادت بأن هذا يمثل الحد الأدنى.

من جانبه، قال فيرث "إذا افترضنا إنتاج 730 تيراوات / ساعة في عام 2032، فسوف يكون استهلاك الكهرباء من أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية قرابة 30 بالمائة". وأضاف أن هناك إمكانية لتوسيع تركيب الألواح الشمسية الكهروضوئية ليس فقط في إطار محطات الطاقة الشمسية وإنما أيضا فوق أسطح المباني وحتى السيارات.

ماذا عن الاستثمارات الأجنبية؟

ويبدو أن طموحات الاعتماد على مشاريع الطاقة الشمسية في ألمانيا قد أغرت كبرى الشركات العالمية إذ أعلنت شركة "إي دي بي رينوفافيز" البرتغالية في يوليو /  تموز أنها وافقت على صفقة استحواذ بنسبة 70 بالمائة من مشاريع الطاقة الشمسية لشركة كرونوس الألمانية مقابل  250 مليون يورو (254 مليون دولار).

وأفاد البيان الذي صدر عقب الإعلان عن الصفقة أن كرونوس ومقرها ميونيخ تمتلك نسبة تصل إلى 9.4 جيجاوات في مشاريع تطوير الطاقة الشمسية في ألمانيا وفرنسا وهولندا والمملكة المتحدة فيما تمثل ألمانيا نسبة 50 بالمائة من محفظة مشروعات الطاقة الشمسية.

من جانبها، قالت الشركة البرتغالية التي تفتخر بأنها رابع أكبر منتج للطاقة المتجددة في جميع أنحاء العالم، إنها تمكنت من إنتاج 17.8 تيراوات ساعة من الطاقة النظيفة خلال النصف الأول من العام الجاري.

وقال ميغيل ستيلويل داندرادي، الرئيس التنفيذي للشركة، إن هناك توقعات كبيرة في ألمانيا خاصة أنها تعد "سوقا رئيسيا في أوروبا" في مجال تحقيق أهداف نمو الطاقة المتجددة.

"تعريفة التغذية"

شهدت صناعة الخلايا الشمسية الكثير من التقدم في الآونة الأخيرة
شهدت صناعة الخلايا الشمسية الكثير من التقدم في الآونة الأخيرةصورة من: ing Tang/NurPhoto/picture alliance

وإزاء ذلك، قد تبدو خطط توسيع مجالات الطاقة الشمسية في ألمانيا واعدة. 

الجدير بالذكر أن ألمانيا كانت في السابق رائدة في مجال الطاقة الشمسية حيث بلغ توليد الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية مستويات قياسية عالمية لسنوات في نجاح يعزوه كثيرون إلى الأساليب المبتكرة في الدعم الحكومي.

ورغم ذلك فقد أدى الدعم الحكومي إلى خفض أسعار الكهرباء ما أضر بأرباح شركات الطاقة ما دفع في نهاية المطاف إلى إطلاق دعوات لتغيير مثل هذه القواعد.

وعلى إثر ذلك، جرى تعديل قانون مصادر الطاقة المتجددة الذي خفض تعريفة التغذية بهدف التشجيع على شراء الكهرباء المنتجة من مصادر الطاقة المتجددة بما في ذلك تقليل رسوم الجمارك على مستلزمات الخلايا الشمسية ومكونات محطات الطاقة الشمسية.

ونجم عن تقليل الحوافز المالية لقطاع الطاقة الشمسية إهمال أربك هذه الصناعة مع تباطؤ عملية توسيع البنية التحتية لمحطات الطاقة الشمسية جراء أمور منها الروتين وتعطل سلاسل التوريد ونقص العمالة.

وفي ذلك، قال فورث إن الحرب في أوكرانيا والرغبة في تقليل الاعتماد على مصادر الطاقة الروسية قد تدفعان إلى بذل المزيد من الجهد لتوسيع مشاريع الطاقة الشمسية، لكن الصين قد تمثل عقبة أمام ذلك.

الإفراط في الاعتماد على الصين

الجدير بالذكر أن الصين أولت اهتماما مبكرا بصناعة الطاقة الشمسية حيث باتت تسيطر على سوق الطاقة الشمسية وتفوقت بمرور الوقت على الولايات المتحدة واليابان وألمانيا.

ويعزو هذا التقدم بشكل كبير إلى الدعم الحكومي السخي للشركات الصينية العاملة في مجال الطاقة الشمسية حيث باتت الصين مقرا لكبرى محطات الطاقة الشمسية في العالم.

وفي تقرير حديث، ذكرت الوكالة الدولية للطاقة أن الصين "استثمرت أكثر من 50 مليار دولار في سعة الطاقة الشمسية الكهروضوئية ما يمثل عشر أضعاف معدلات الإنفاق الأوروبية فيما خلقت الصين أيضا أكثر من 300 ألف وظيفة في مجالات الطاقة الشمسية منذ عام 2011."

يمكن تركيب الخلايا الشمسية فوق أسطح المباني الحكومية الضخمة
يمكن تركيب الخلايا الشمسية فوق أسطح المباني الحكومية الضخمةصورة من: imago images/Winfried Rothermel

وأضاف التقرير أن الصين أصبحت تصنع في الوقت الحالي ما يزيد عن 80 في المائة من إجمالي الإنتاج العالمي من الألواح الشمسية وباتت مقرا لأكبر عشر شركات في مجال تصنيع الخلايا الكهروضوئية.

وقال التقرير إن هناك حقيقة مفادها أن "واحدة من كل سبع لوحات الطاقة الشمسية على مستوى العالم يُجرى تصنيعها داخل منشأة واحدة".

وقد أدى وفرة استخدام الطاقة الشمسية في الصين إلى خفض التكاليف حيث تعد مكونات الطاقة الشمسية  أرخص بنسبة 35٪ عن أوروبا.

لكن هذا التقدم الكبير في مجال الطاقة الشمسية من شأنه أن يمنح الصين نفوذا كبيرا فيما قد تكون هذه الصناعة عرضة لأزمات جراء أي تعطل سلاسل التوريد.

وإزاء ذلك، يتعين على البلدان الأوروبية ضخ المزيد من الاستثمارات في مجال الطاقة الشمسية الذي يجب أن يتصدر اهتمامات الحكومات.

وتزخر ألمانيا بالعديد من المراكز البحثية والشركات المصنعة للخلايا الكهروضوئية.

ورغم ذلك، قال فيرث إنه يوجد في ألمانيا مصنع واحد متخصص في تصنيع الخلايا الشمسية غير المتجانسة وهي تكنولوجيا تؤدي إلى زيادة كمية الطاقة المولدة.

ويراهن الباحث على زيادة الطلب على تكنولوجيا الطاقة الشمسية في المستقبل القريب لعودة الإزهار في مجال الطاقة الشمسية مرة أخرى إلى ألمانيا وفي أوروبا.

تيموثي روكس /  م ع