ألمانيا تدرس حجم خسائر فوضى حركة الطيران الناجمة عن بركان أيسلندا
٢٢ أبريل ٢٠١٠
أعلنت المنظمة الأوروبية للملاحة الجوية (يوروكنترول) أن حركة الملاحة الجوية ستعود إلى وضع شبه طبيعي في أوروبا اليوم الخميس وذلك بعد أسبوع من اضطرابات واسعة نجمت عن ثوران بركان في أيسلندا. وقالت المنظمة في بيان أنه "من المتوقع تأمين 100 بالمائة تقريبا من الرحلات الجوية في أوروبا ابتداء من اليوم".
وكانت سحابة الرماد البركاني قد تسببت في إلغاء أكثر من 95 ألف رحلة جوية داخل أوروبا خلال الأسبوع الماضي وقد يستغرق الأمر أسابيع أخرى لإعادة الركاب إلى بلادهم. وفي أحدث التصريحات قالت الرابطة الدولية للنقل الجوي إن الشركات التابعة لها تكبدت خسائر بقيمة 1.3 مليار يورو جراء عملية إلغاء الرحلات الجوية في عدد من الدول الأوروبية بسبب تبعات ثوران بركان أيسلندا. وفي هذه الأثناء تحاول شركات الطيران والسياحة والفنادق وشركات توصيل الطلبات جرد الخسائر التي تعرضت لها خلال الأيام القليلة الماضية جراء فوضى الرحلات الجوية.
ألمانيا تدرس حجم الخسائر
وفي ألمانيا التي تقوم بتصدير نحو 40 في المائة من منتجاتها إلى الأسواق العالمية عبر الرحلات الجوية، يترقب وزير الاقتصاد الألماني راينر برودرله "في هدوء" مطالب التعويضات المحتملة من شركات الطيران بسبب الخسائر التي تكبدتها جراء إغلاق المجال الجوي في ألمانيا و في قطاع كبير من أوروبا. وأعرب برودرله عن اعتقاده بأن التكاليف الناجمة عن إغلاق المجال الجوي الأوروبي في أعقاب اندلاع بركان أيسلندا ستتوازن بمرور الوقت.
وفي تصريحات للقناة الثانية للتليفزيون الألماني (زد.دي.إف ZDF) قال برودرله اليوم الخميس: "انطباعي الأول هو أن تلك التكاليف يمكن تحملها في حجمها الإجمالي". وأكد في السياق ذاته أنه في حال تعرض بعض شركات الطيران لأزمة تهدد كيانها جراء إغلاق المجال الجوي في أوروبا لعدة أيام، فإنه سيتم دراسة الأمر وقال: "سنتحدث مع جميع المتضررين، بطريقة عادلة". وكشف الوزير الألماني أن شركة " لوفتهانزا" الألمانية العملاقة للطيران أعلنت بالفعل تخليها عن مساعدات حكومية.
ميركل تدافع عن قرار الحضر
من جانبها دافعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن قرار حظر الطيران في المجال الجوي الألماني خلال الأيام القليلة الماضية بسبب سحب الرماد المنبعثة من بركان أيسلندا، والذي انتقدته شركات الطيران. وقالت ميركل في تصريحات صحفية نشرت اليوم الخميس: "إنها مرحلة عصيبة بالفعل لشركات الطيران، ولكن من واجب الدولة تقييم المخاطر بشكل مسئول، وحماية المواطنين".
وعارضت شركات الطيران قرار إغلاق المجالات الجوية على خلفية الخسائر الفادحة التي منيت بها. وجهت تلك الشركات انتقادات شديدة لوزير النقل والمواصلات الألماني بيتر رامزاور، حيث قالت إن قرار حظر الطيران لم يستند على بيانات كافية على حد قولها. ويأتي هذا فيما وصف خبير أوروبي بارز في البراكين إلغاء الرحلات الجوية بسبب الرماد البركاني من أيسلندا بأنه كان " قرارا صائبا". وأضاف هنري جودرو، رئيس جمعية الأوروبية لعلم البراكين بمقر الأمم المتحدة في جنيف، أنه في فترة ثوران البركان يتعين توفير "الحماية الضرورية للأشخاص". وأشار إلى افتقار الحكومات لبيانات عن الماضي يمكن الاعتماد عليها وأن الأمر يتطلب إجراء تحليل دقيق لما تسبب فيه بركان أيسلندا قبل السماح للطائرات باستئناف رحلاتها الجوية.
(ي ب / د ب ا / أ ف ب)
مراجعة: طارق أنكاي