1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

حزب"البديل" يشعل الخوف من اللاجئين لكسب الناخبين

إليزابث شوماخر/ سهام أشطو١١ مارس ٢٠١٦

في ولاية ساكسونيا أنهالت الفقيرة، تشير استطلاعات الرأي إلى أن حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني الشعبوي قد يحقق نتائج لم يكن يحلم بها هذا الحزب الحديث النشأة. السبب بنظر المراقبين هو استغلاله لخوف الألمان من اللاجئين.

https://p.dw.com/p/1IBqU
Beschädigte Wahlplakat der AfD
صورة من: E. Schumacher

"لا شيء سوى حزب البديل من أجل ألمانيا" يرددها ناخبون، في ولاية ساكسونيا- أنهالت شرق ألمانيا، مرارا وتكرارا لـ DW ، في المحلات، في الشارع، في سيارات الأجرة وفي كل مكان. ومع اقتراب الانتخابات المقررة يوم الأحد، تسود حالة من الخوف من حزب البديل من أجل ألمانيا (AFD) تتناسب مع أعداد الإعلانات الكبيرة التي اشتراها الحزب في مختلف مناطق الولاية.

الحزب تأسس أساسا كحزب للمحتجين من أولئك الذين ضاقوا ذرعا بالسياسات المتداخلة للحزب المسيحي الديمقراطي (CDU) (يمين وسط) بقيادة المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وشريكها في الائتلاف الحكومي، الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD) (يسار الوسط). حزب البديل من أجل ألمانيا اليميني سجل أرقاما مرتفعة في استطلاعات الرأي الأخيرة وهو ما يثير الذعر وسط القوى التقليدية في ألمانيا.

في ولاية ساكسونيا-أنهالت، من يتعين عليه أن يكون قلقا أكثر هو الحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم حاليا في عاصمة الولاية ماغدبورغ بتحالف مع الحزب المسيحي الديمقراطي فنتائج الحزبين في انخفاض مستمر. أحدث استطلاعات الرأي التي نشرتها هيئة الإذاعة والتلفزيون العمومية ARD تعطي الحزب الديمقراطي الاشتراكي 15 في المائة فقط من الأصوات مقارنة مع نسبة 21 في المائة من الأصوات التي حققها الحزب في انتخابات 2011 وقادته إلى الفوز بحكم الولاية. الأرقام الحالية لا تكفي حتى ليحكم الحزب مجددا في تحالف مع المسيحيين الديمقراطيين بما أن حزب ميركل يبدو ثابتا في مكانه بنسبة 31 في المائة من الأصوات المؤيدة.

نفس الاستطلاع يعطي حزب البديل من أجل ألمانيا 19 بالمائة من الأصوات، وهكذا يتضح أين ذهبت أصوات الحزب الاشتراكي الديمقراطي.

Stadtsbild Magdeburg
تعتبر ولاية ساكسونيا-أنهالت ولاية فقيرة ومفتقرة إلى التعددية مقارنة مع ولايات ألمانية أخرى.صورة من: E. Schumacher

"مرحبا بالأطفال"

معظم الناس الذين أبدوا استعدادا للحديث عن الانتخابات، سواء في ماغدبورغ أو في القرى المجاورة لها أبدوا معارضة صارمة لحزب البديل من أجل ألمانيا، لدرجة أن شعبية الحزب المزعومة باتت لغزا محيرا. لكن في ولاية تعتبر أقل ثروة وتعددية مقارنة بالعديد من الولايات الألمانية، أعرب بعض الناخبين عن إمكانية تعاطفهم مع خطاب اليمينيين.

"أنا لست ضد استقبال بعض اللاجئين، لكن يجب أن يكون لدينا مراقبة أكبر على الحدود. والتأكد من أن هؤلاء الذين يدخلون بالفعل لاجئون"، يقول مزارع شاب وهو يتطرق إلى هذا الموضوع الساخن الذي قد يساهم في قلب الموازين ليس فقط في اقتراع يوم الأحد بل أيضا في الانتخابات الاتحادية المقررة العام المقبل.

"يعجبني برنامجهم الخاص بدعم الأسر"، تقول امرأة لـ DW مضيفة أنها لم تحسم بعد لمن ستصوت، لكنها تقول إنه بات واضحا أن سياسة المسيحيين الديمقراطيين والاشتراكيين الديمقراطيين لم تحقق الازدهار لولاية سكسونيا-أنهالت.

حزب البديل من أجل ألمانيا يعمل بنشاط على الوترين: صورة لفتاة شقراء بضفائر تقرأ "مرحبا بالأطفال" في اقتباس ساخر لشعار "مرحبا باللاجئين" الذي يتبناه مؤيدو سياسة اللجوء. الحزب نشر إعلانات أخرى تعد بخلق المزيد من رياض الأطفال ومدارس أفضل.

المرشح الرئيسي للشعبويين أندريه بوبنبورغ يحب أن يعزف على نفس الوتر: "حماية مجتمعنا والشعب الألماني" من "الهجرة الجماعية وتعدد الثقافات". أما بخصوص المشاكل المالية التي لا تحصى، يفضل بوبنبورغ التزام الصمت.

André Poggenburg
أندريه بوغنبورغ يصر على التركيز على موضوع المهاجرين عوض المشاكل المالية.صورة من: picture-alliance/dpa//M. Hihij

"يشوهون سمعتنا"

البديل من أجل ألمانيا، هذا الحزب الجديد الذي لم يتأسس سوى في سنة 2013، يواجه معركة صعبة، فحتى إن كان دخوله برلمان ولاية ساكسونيا أنهالت يبدو شبه مؤكد، فان ماضي ألمانيا مازال يُثقل الذاكرة الجماعية للألمان وتركيز هذا الحزب الشاب على القومية الوطنية يخلق قلقا كبيرا لدى الكثيرين من تكرار أخطاء الماضي.

"البديل من أجل ألمانيا وحركة بيغيدا يشوهون صورتنا"، تقول أم شابة وهي تستحضر المسيرات المعادية للإسلام التي تركزت بشكل أكبر في مدينة دريسدن والتي ربط منظموها علاقات مع الحزب.

"لا تكونوا عنصريين!" غرافيتي انتشر على لوحات الإعلانات الخاصة بالحزب اليميني على جدران ماغدبورغ، حتى أن الحزب اضطر لإلغاء حدث متعلق بالانتخابات: أمسية مع بوبنبورغ في قرية كولندبورغ وذلك لدواع أمنية. "لقد تلقينا العديد من التهديدات. لم يكن الأمر آمنا" يقول متحدث باسم الحزب لـ DW بنبرة غاضبة .

ماذا تفعل الأحزاب الكبيرة؟

إذا كانت شعبية حزب البديل من أجل ألمانيا بالفعل مدعاة للقلق، فماذا تفعل الأحزاب الكبيرة تجاه ذلك؟ ليس الكثير باستشاء شجب التوجه المتطرف للحزب، بما في ذلك الحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي يبدو أكبر الخاسرين.

SPD Kandidatin Carola Schröder
الحزب الديمقراطي الاشتراكي ركز في حملته على إبعاد نفسه من الحزب الديمقراطي المسيحي عوضا عن التطرق لحزب البديل من أجل ألمانيا.صورة من: E. Schumacher

في حوار مع DW يقول مارتن كريمس موبك متحدث باسم الحزب الاشتراكي الديمقراطي"إنهم يستغلون الخوف من اللاجئين"، وردا على سؤال عن أسباب خسارة الحزب لناخبين لصالح حزب البديل من أجل ألمانيا، يقول "هنا في ساكسونيا-أنهالت لدينا مشاكل اقتصادية أكبر من تلك الموجودة في ولايات أخرى. نسبة النمو صفر في 2015...لكن لا أحد يتحدث عن ذلك" ويضيف "بالنسبة للحياة اليومية لمعظم المواطنين لا تلعب أزمة اللاجئين أي دور".

بالنظر إلى عدد سكانها القليل نسبيا استقبلت ولاية ساكسونيا أنهالت نسبة قليلة من اللاجئين حسب نظام كوطا اللاجئين في ألمانيا. ولا تنتشر مراكز اللاجئين في كل المناطق. وبالأرقام فإن الولاية استقبلت أقل من 3 بالمائة من عدد اللاجئين العام في ألمانيا أي حوالي 28 ألف لاجئ من المليون لاجئ الذين جاؤوا إلى ألمانيا في 2015.

كريمس موبك يقول "يمكننا أن نرى من خلال استطلاعات الرأي في مختلف مناطق البلاد أن نتائج كل الاحزاب الديمقراطية في تراجع في الوقت الذي يخلق فيه حزب البديل من أجل ألمانيا يمينا متطرفا جديدا".

مع ذلك يبدو من خلال استراتيجية الحزب الاشتراكي الديمقراطي أن الحزب يحاول تجنب حزب البديل من أجل ألمانيا، على افتراض أن خطاب اليمينيين التحريضي سوف يحرقهم هم أنفسهم. وعوضا عن ذلك، الأولوية هي توضيح الخلافات مع الحزب المسيحي الديمقراطي الشريك في الائتلاف الحكومي .

الرسالة التي تؤكد عليها معظم الأطياف السياسية في ألمانيا واضحة: حزب البديل من أجل ألمانيا وطني أكثر من اللزوم، غير ديمقراطي ويميني متطرف. لكن تحرك الحزب المسيحي الديمقراطي بشكل أعمق نحو الوسط ترتب عنه إمكانية انجذاب الأشخاص الذين يشعرون أنهم مهمشون ومنسيون إلى التيار المحافظ الذي تم اكتساحه باستغلال الفراغ الذي تركه المسيحيون الديمقراطيون. بالتالي فان مؤشرات وأرقام استطلاعات الرأي وتزايد الاعتداءات على مراكز إيواء اللاجئين والخلاف في برلين حول مراقبة الحدود، كل هذا يثبت ذلك.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد