1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أوركسترا شباب فلسطين.. هنا يتحول الحجر إلى نوتة كلاسيكية

جهينة خالدية٢٤ أغسطس ٢٠٠٧

هم هنا ليعزفوا، وليوصلوا صوتا فلسطينيا يجدونه مهمشا في العالم. لديهم مهمة أساسية: إثبات وجودهم كعازفين. أوركسترا شباب فلسطين من معهد ادوارد سعيد الوطني للموسيقى، في ألمانيا لتحيي ثلاثة عروض موسيقية بين 24 آب حتى 29.

https://p.dw.com/p/BWsN
الموسيقى..طريقتهم في إيصال رسالتهم إلى العالمصورة من: picture-alliance/dpa

حماستهم تسبق كلماتهم. تغمرهم فرحة المشاركة؛ فأربعون شابا وشابة من فلسطين تتراوح أعمارهم بين 14 و27 عاما، يعزفون بقيادة الموسيقار الألماني المخضرم والتر ميك مع "أوركسترا جامعة بون". ويصبح مجموعهم إذن، سبعون عازفا وعازفة يقدمون حفلهم المشترك الأول عند الثامنة من مساء الجمعة 24 الجاري في مدينة فايكرزهايم قرب فرانكفورت.

.

أما العرض الرسمي فيقدم عند السادسة من مساء يوم الأحد 26 الجاري في مدينة برلين، برعاية سفارة فلسطين في ألمانيا ووزارة الخارجية الألمانية، وبدعم من مجلس السفراء العرب، راديو كلتو وميديا إيجنسي. ويبقى الحفل الأخير في مدينة جوترزلو يوم الثلاثاء 28 الجاري، برعاية الرابطة الفلسطينية الألمانية للتعاون الشبابي، ويقدمه أعضاء أوركسترا فلسطين للشباب فقط، ويتضمن معزوفات فردية وثنائية وجماعية من الموسيقى الشرقية، بمشاركة الموسيقار أحمد الخطيب.

شباب يتخذون من النوتة لغة للتواصل

Edward Said
تكريما لفكره، سمي معهد الموسيقى باسم ادوارد سعيد

إيمانا بالفكرة وإيمانا بالعمل، هذا هو أساس مشاركة عازفة آلة النفخ "فرنش هورن" في الأوركسترا الوطنية السورية وتلك الفلسطينية خصاب خالد (27 سنة). تعزف لتصحح صورا نمطية. وتعزف لتقول "إن الفلسطيني ليس الإرهابي الذي يصوره الإعلام الغربي، بل هو إنسان واع يخاطب العالم بطريقة ثقافية، وينتج موسيقيين وكتابا وشعراء". يوافق هاني الخطيب خصاب. هاني يعزف "الفيولون". ويرى في تجربته ترسيخا للمعنى الوطني كفلسطيني. بهذا العمل، يستطيع هاني الاستفادة من خبرات أخرى. هي تجربة جديدة له.

ولكن بعيدا من العزف والتدريبات التي تجريها الاوركسترا هنا في ألمانيا، وخلال الاستراحة ينتقل الحديث الموسيقي إلى نقاش حول الوطن والهوية وكيف يصور الفلسطيني في الغرب. يعتبر هاني أن "كثرا يظنون الفلسطيني شخصا عصبيا عنيفا يريد القتال والقتل"، لهذا يؤمن أن آلاته الموسيقية، وما يعزفه عليها، هي طريقته الخاصة للتعريف بهذا الشعب.

يشعر العازف الشاب، كفلسطيني أنه مضطهد، ولذا فإن مخاطبة منطق وعقل الإنسان أو أحاسيسه هي إحدى وسائل التعبير عن الآلام والآمال. بعد سنوات من العزف والتعاون مع الأوروبيين، يجد أن "النظرة بدأت تتغير لدى البعض". يقول" نحن لا نحارب. نحن نوصل فكرة عنا..عن كياننا الفلسطيني".

إلى ألمانيا..

لماذا يقدم الحفل في ألمانيا؟ ولماذا اختيار هذه الدولة الأوروبية من دون غيرها؟ نسأل مدير عام المعهد وراعي الأوركسترا سهيل خوري، ويجيب أن "الفكرة ولدت السنة الماضية في دمشق، حيث كان الموسيقي ميك يقود حفلا هناك. وأبدى استعداده لدعوة "اوركسترا شباب فلسطين" إلى ألمانيا..وهذا ما حصل فعلا". يشير خوري إلى سهولة ترتيب السفر إلى ألمانيا، بدعم من وزارة الخارجية الألمانية، وبمنح تأشيرات دخول مجانية.

وتجدر الإشارة إلى أن أوركسترا فلسطين للشباب تعتبر أحد أهم مشاريع المعهد، المدعوم هذا العام من اوركسترا جامعة بون للشباب، معهد غوته، ومؤسسة عبد المحسن القطان، أنيرا، هنرش بول وممثلية ألمانيا في رام الله. وهي المرة الأولى التي تعزف فيها الاوركستراتان بحضور ومشاركة سهيل خوري بعد أن منع في السنوات السابقة من الدخول إلى عمان، كما تتميز الأوركسترا هذا العام ببعد جديد، حيث تعقد لأول مرة بالتعاون مع أوركسترا جامعة بون، وخارج المنطقة العربية، حيث اقتصرت حفلاتها سابقا ومنذ 2004 في المملكة الأردنية الهاشمية.

يعطي خوري أهمية خاصة لإقامة الحفل في ألمانيا، "التي تعتبر المركز الأساسي للموسيقى الكلاسيكية في أوروبا. ويلفت إلى إمكانية تبلور مشاريع مقبلة مع كل من فرنسا وبلجيكا وفنزويلا".

معزوفات شرقية وغربية

يعتبر الموروث الكلاسيكي الغربي هو أساس أي حفل أوركسترا، ولكن للمرة الأولى تعزف الأوركسترا مقطوعة شرقية من أربع حركات للمؤلف الفلسطيني الراحل سلفادور عرنيطة، الذي لجأ في 1984 إلى لبنان وعاش فيه. كما تعزف للموسيقي الفلسطيني المقيم في اميركا عيسى بولص مقطوعتي "المنفى" و"لونغا لمرسيل" (المقصود فيها الفنان مرسيل خليفة).

واللافت في هذا، هو مشروع المعهد بجمع هذه المعزوفات الموزعة لدى عائلات الملحنين أو أماكن عملهم، ثم وضع نوتات لها وكتابتها وطبعها وحفظها. ويأمل خوري أن تعزف الاوركسترا السنة المقبلة مقطوعات تكتب خصيصا لها. و أما في المعزوفات الغربية فسنسمع السيمفونية الخامسة الرائعة لدفورجاك. وهنا يبدو قائد الأوركسترا والتر ميك سعيد جدا ومتحمسا لدمج الاوركستراتين الألمانية والفلسطينية، ويدربهما ساعات طويلة يوميا، لمدة خمسة أيام قبل الحفل.

ويوضح ميك (المسؤول عن أوركسترا السمفونية منذ عام 1990 وهي تضم مائة عازف وعازفة، وهو المدير الأكاديمي لأوركسترا لجامعة بون التي يبلغ عدد أعضائها أربعين عازفا وعازفة) أن "عددا من أعضاء الاوركسترا الفلسطينية يتميزون بمهارات عالية، مبديا إعجابه بآلة القانون التي "تعطي نكهة شرقية خاصة أثناء العزف المشترك وعند المزج مع الموسيقى الغربية".

أما فيما يتعلق بالأعمال المسجلة الصادرة عن المعهد، فقام المعهد بإصدار ست أسطوانات مسجلة، عبارة عن ما يدرس فيه وما يعزف من موسيقى شرقية غربية وأناشيد وطنية وحتى أغاني أطفال. وتتوفر هذه الأعمال في الحفلات في ألمانيا، لمن يرغب. يحلم القائمون على المعهد. ويعملون على تحقيق حلمهم. أوركسترا فلسطينية بحد ذاتها تعتبر حلما. إيمانهم بزيادة عدد العازفين والعازفات فيها عن مائة خلال ثلاث سنوات..هو حلم. ولكنه ليس خيالا. فهم بهذه الأوركسترا يبنون وطنا على طريقتهم. وطن هؤلاء يبدأ ببناء مشروع الإنسان ومشروع الثقافة.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد