1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"إرجاء زيارة العربي لسوريا دليل على التمسك بالخيار الأمني"

٧ سبتمبر ٢٠١١

طلبت سوريا من الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي تأجيل زيارته لدمشق إلى السبت المقبل لأسباب أسمتها بالموضوعية، بينما قالت مصادر إعلامية إن التأجيل جاء إثر "امتعاض" دمشق من استقبال العربي لمعارضين سوريين.

https://p.dw.com/p/12UfL
"النظام السوري يصر على أن الخيار الأمني هو الحل للازمة الراهنة"صورة من: Amateur video, Shaam News Network/AP

يرى خطار أبو دياب، الباحث في الشؤون الجيوستراتيجية أن النظام السوري يصر على إنكار وجود انتفاضة شعبية في الداخل وبالتالي عدم سلوك أي حل سياسي، بل الاعتماد على الجانب الأمني فقط. ويشدد أبو دياب على أن هذا الإصرار يدفع بالنظام إلى رفض أية مبادرة عربية تطرح حلولا سياسية في سوريا. ودعا الباحث اللبناني المقيم في باريس المعارضة إلى "توحيد صفوفها من أجل بلورة تصور للحل في سوريا، وتقديم البديل للحراك الشعبي الذي ينادي بالحرية".

وفيما يلي نص الحوار مع الدكتور خطار أبو دياب:

كيف تنظر إلى إرجاء زيارة الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي لسوريا إلى السبت المقبل؟

خطار أبو دياب: منذ البداية النظام في سوريا كان متحفظا أو رافضا لكل مبادرة خارجية تعترف بالوضع في سوريا وتحاول إيجاد طريق فعلي للحوار، فكان الاعتراض على أية مبادرة عربية وعلى فكرة أن هناك انتفاضة، لأن النظام يمارس الإنكار ويصر على أن كل ما يجري هو مجرد عصابات مسلحة. وبالتالي فإرجاء هذه المقابلة يبين أن النظام يصر على عدم سلوك سبيل أي حل سياسي وأنه مستمر في لغة الحل الأمني، وأن فائض القوة لديه يكفي وأنه يمكن أن يكرر تجارب الثمانينيات. ومن هنا هذا الاستهتار بكل المبادرات العربية والإقليمية والدولية يعني تكرار لنفس النمط الذي قام عليه النظام الليبي المنهار، وهذا لا يبشر بالخير لسوريا.

Prof. Kahttar Abou Diab
خطار أبو دياب الباحث في الشؤون الجيوستراتيجيةصورة من: Prof. Kahttar Abou Diab

سوريا عبرت عن امتعاضها من استقبال العربي لمعارضين سوريين، في نظرك ماذا ينوي العربي فعله من لقاء الجانبين المعارضة والسلطة السورية؟

في الماضي ارتكب أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي خطأ كبيرا بنظر المعارضة السورية والناشطين الحقوقيين عندما تبنى رواية النظام وعندما برأ ساحته خلال زيارة سابقة إلى دمشق. لكن هذه المرة، وتحت ضغوط الواقع الحالي وما يجري في الميدان ونتيجة استمرار المأساة، يتعامل نبيل العربي مع الأمر بواقعية من خلال سماع وجهة نظر المعارضة السورية قبل سماع وجهة نظر النظام السوري. ويريد هذا الأخير أن يكون لسوريا متحدث ومحاور واحد لأنه تعود على نظام الحزب الواحد والقائد الواحد والشخص الواحد، ولذلك فإن اختراق هذه النظرية حتى في التعاملات الدبلوماسية من قبل مؤسسات عربية غير مستحب لديه. ومن هنا أتى هذا الإرجاء لزيارة نبيل العربي، مما يعني أن النظام غير مصمم على سلوك أي درب غير الحل الأمني.

هل يمكن القول إن هذا الإرجاء للزيارة يمثل بوادر فشل للوساطة من طرف الجامعة العربية؟

هذا اليوم قرأنا بيانا لإحدى اللجان الناشطة في الجانب السوري تقول إن في المبادرة جوانب إيجابية إلا مسألة الانتخابات في العام 2014، فالشعب السوري لن ينتظر حتى هذا العام للولوج في المرحلة الانتقالية. هناك إذن في هذه المبادرة نقاط ايجابية من قبيل تحييد الجيش وإيقاف إراقة الدماء والاعتراف بالمشكل القائم. لكن المشكلة أنه لا يوجد عند النظام رغبة لسلوك درب من هذا النوع، لأنه من وجهة نظره الأمر مجرد تصدي للشغب والفوضى والعناصر المسلحة، وليس أمام حركة شعبية متجذرة تمثل جزءا من الصحوة التي بدأت في تونس ومطالبها تنحصر في الحرية والعدالة ومحاربة الفساد واحترام إنسانية الإنسان.

هناك حديث عن استقبال الدوحة لمعارضين سوريين وعن شيء يعد في الخفاء، ما مدى صحة هذه الأنباء، وهل لهذا علاقة بالحل العربي؟

نعم هناك حراك للمعارضة التي كانت مغيبة منذ وصول حزب البعث إلى السلطة منذ سنة 1963. وهذه المعارضة خاضعة لكل أنواع القمع، فهي إذن أخذت تستفيد من الحراك الشعبي لكي تنهض وتحاول تنظيم نفسها. ويتوجب التأكيد قبل كل ذلك على أن حركة الشعب السوري التي انطلقت هي حركة غير إيديولوجية لم تحركها أحزاب المعارضة التقليدية، بل انطلقت من عمق المعاناة، وتندرج في الإطار العام للصحوة العربية. لكن هذه المعارضة بعد التجارب والمؤتمرات التي عقدت بتركيا وبعض الدول الأوربية لم تتمكن من تجاوز الخلافات الشخصية وبلورة برنامج عمل. كما ساهم ضغط الشارع السوري في بروز مطالب بتوحيد هذه المعارضة كي تعبر عن برنامج واضح للناس وتكون محاورا مقبولا.

Syrien Demonstrationen NO FLASH
المعارضة السورية مطالبة بتوحيد صفوفها حتى تكون قادرة على بلورة مطالب الشارع السوريصورة من: dapd

ومن هنا بعد الإعلان عن تأسيس مجلس وطني في أنقرة تأتي اجتماعات الدوحة بين العديد من الأحزاب السورية المعارضة في الخارج ومعارضين مستقلين وأيضا معارضين قدموا من الداخل لمحاولة بلورة هذه الهيئة التمثيلية للمعارضة، لكي تكون المعارضة في الخارج دعما للمعارضة في الداخل. وأعتقد أن هذه المسالة جيدة، لأن المجلس الوطني الذي طرح في الخارج برئاسة المفكر والمعارض السوري برهان غليون جدي، ويمكن أن يؤسس عليه كنقطة انطلاق ونقطة بداية لتمثيل فعلي للمعارضة. كذلك أشار بعض ممثلي النظام لوجود إمكانية للتفاهم مع المعارضة على خطوط معينة. لكن إرجاء زيارة العربي والقمع الذي يجري في الشارع السوري، كل ذلك لا يعطي إشارات ايجابية على إمكانية حدوث تسوية مع النظام، ومن هنا فإذا نجحت المعارضة السورية في إقامة هيأة تمثيلية في الخارج تتناغم مع الداخل تكون قد حققت خطوة إيجابية إلى الأمام.

كيف تقرأ قيام أمير قطر والإدلاء بتصريحات بخصوص سوريا؟

ربما نلاحظ أنه في اللاعبين الإقليميين لم تتحمس أي دول في تبني الحراك الشعبي السوري والتناغم معه أكثر من تركيا وقطر. وربما تراجع الدور التركي أدى إلى إحياء الدور القطري، خاصة بعد النجاح الذي حققته الدبلوماسية القطرية في ليبيا، فبذلك أخذت تتحمس لفعل نفس الشيء في سوريا، وهذا على ما يبدو واضح في تصريحات الأمير، ومن خلال تصريحات المعارضة في الداخل والخارج. وأظن أن هذا التحرك الدبلوماسي القطري يندرج في سياق الرؤيا العامة القطرية في مواكبة الحركات القائمة في العالم العربي.

أجرى الحوار: عبد المولى بوخريص

مراجعة: أحمد حسو

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد