1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إسبانيا أكثر المرحبين باللاجئين في أوروبا.. حقيقة أم أسطورة؟

٥ يناير ٢٠١٩

خلال العام المنصرم تغيرت وجهة المهاجرين من إيطاليا إلى إسبانيا. ومُذّاك يقال إن إسبانيا هي "جنة الدخول الحرّ" لأوروبا. "مهاجر نيوز" يكشف بالأرقام والحقائق مدى صدقية المقولة ويرصد تغيرات سياسة مدريد وصعود اليمين المتشدد.

https://p.dw.com/p/3B32c
Symbolbild | Flüchtlinge im Mittelmeer
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/O. Calvo

فرضت موجة اللاجئين نفسها على أجندة الاتحاد الأوروبي ككتلة واحدة وكدول. فقد أدت إلى استقطاب بين دول الاتحاد وأوصلت أحزاب شعبوية ومن أقصى اليمين إلى السلطة في النمسا وهنغاريا وإيطاليا. كما شكلت تهديداً معتبراً للأحزاب التقليدية في فرنسا وألمانيا. بدت إسبانيا استثناء؛ إذ حازت مؤخراً على لقب "الدولة" الأكثر ترحيباً. ولكن هل هذا واقع الحال فعلاً؟

من إيطاليا إلى إسبانيا

ذكرت المفوضية الأممية السامية للاجئين أنه وصل أوروبا في عام 2018 ما مجموعه 119.575 مهاجر، ووصل منهم إلى إسبانيا وحدها 62.479. ولم تتجاوز نسبة الواصلين عبر البر أو البحر إلى إسبانيا في 2017 و2016 نسبة 17 و4 بالمئة على التوالي. وقد نتجت زيادة الإقبال على إسبانيا عن سياسة تشديد الحدود وإغلاق الأبواب في باقي الدول الأوروبية.

وفي نهاية 2017 كانت إيطاليا هي المستقبل الأكبر في أوروبا. بيد أن الاتفاقات المثيرة للجدل مع ليبيا لكبح تدفق المهاجرين والسياسات المتشددة للائتلاف اليميني الحاكم أدت إلى انخفاض حاد في أعداد القادمين عبر البحر الأبيض المتوسط إلى إيطاليا. ومن ذلك الحين أصبح الطريق إلى إسبانيا عبر البحر هو الطريق الأكثر سلوكاً من قبل المهاجرين

"بين بين"

بعدما استقبلت إسبانيا بحفاوة سفينة "أكواريوس" في حزيران/ يونيو، رحّلت قبل فترة مهاجرين إلى المغرب. واعتبرت الخطوة أنها تدل على أن الحكومة الإسبانية برئاسة بيدرو سانشيز ترسل إشارات متناقضة في مسألة الهجرة التي تُغرق البلاد في النقاش الأوروبي المحتدم. لدى وصوله إلى الحكم في الأول من حزيران/ يونيو، أقدم رئيس الحكومة الاشتراكية فوراً على خطوة لافتة في أوروبا عبر فتح مرفأ فالنسيا أمام سفينة "أكواريوس" الإنسانية وعلى متنها 630 مهاجراً، بعد أن رفضت إيطاليا لا سيما وزير داخليتها ماتيو سالفيني ومالطا استقبالها. في الوقت نفسه تقريباً، أعلنت حكومة سانشيز نيتها تسهيل استفادة من لا يملكون أوراقاً ثبوتية من خدمات قطاع الصحة العام وإزالة سياج الأسلاك الشائكة حول جيبي سبتة ومليلية الإسبانيين، والذي يسبب بشكل منتظم جروحاً للمهاجرين الذين يحاولون دخول البلاد من المغرب.

بدورها انتقدت المعارضة اليمينية بشدة سياسة الانفتاح هذه واتهمت الاشتراكيين بخلق فراغ يشجع الهجرة غير الشرعية و"عصابات" التهريب.

بعد "أكواريوس"، رست سفينة أخرى تابعة لمنظمة "أوبن آرمز" غير الحكومية ثلاث مرات في مرافئ إسبانية قبل أن تعارض الحكومة في منتصف آب/ أغسطس استقبال سفينة "أكواريوس" جديدة مشيرة إلى أنها تفضل التفاوض مع دول أوروبية أخرى لتقاسم المهاجرين الذي كانوا على متنها وقد أنزلوا أخيراً في مالطا. وهذه إشارة أولى على تغير موقف إسبانيا، تلتها في أواخر آب/ أغسطس إعادة حوالي مئة مهاجر إلى المغرب غداة دخولهم إلى سبتة عبر اجتيازهم السياج بالقوة وبعنف في ثاني عملية اقتحام في أقلّ من شهر.

الخطوة قوبلت بانتقادات من جانب اليسار والمنظمات غير الحكومية. ونددت المدافعة عن حقوق المهاجرين إيلينا مالينو بهذا التدبير واعتبرته إشارة إلى اعتماد "سياسة عنصرية واستعمارية، نقطة تحول فظيعة" لبيدرو سانشيز. غير أن نائبة رئيس الحكومة كارمن كالفو أكدت "أننا لم نغيّر" أي شيء مشيرة إلى أن سياسة إسبانيا حيال الهجرة تعتمد مبدأين: "احترام حقوق الإنسان وأمن الحدود".

Spanien -  Ankunft von Fluechtlingen in Andalusien
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas

وتقول الباحثة المتخصصة في شؤون الهجرة جيما بينيول لوكالة فرانس برس "أعتقد أنهم أرادوا أن يجعلوها عبرة وإثبات أنهم يتخذون قرارات، لكي لا يُقال إن (إسبانيا) هي جنة الدخول الحرّ".

واستغل اليمين المتطرف الأوروبي هذا الترحيل الجماعي. إذ اعتبرت زعيمة حزب "البديل من أجل ألمانيا" المعادي للأجانب أليس فيدل على مواقع التواصل الاجتماعي أن "إسبانيا تُظهر كيف يجب التصرف مع المهاجرين غير القانونيين". وكتب ماتيو سالفيني على حسابه على موقع "تويتر"، "اذا كانت إسبانيا من فعل ذلك، لا بأس، لكن لو كنت أنا من يقترح ذلك، فأنا عنصري وفاشي وغير إنساني".

ويصف الناشط في منظمة Accem الإسبانية المدافعة عن اللاجئين عبد اللطيف البكاري موقف السلطات الإسبانية من اللاجئين في تصريح خاص بـ"مهاجر نيوز" بأنه في "الوسط" بين الدول الطاردة والمرحبة.

أقصى اليمين يحث الخطى

تعاني إسبانيا من ارتفاع نسبة البطالة بمعدل 15.2 بالمئة وهو ثاني أعلى معدل في أوروبا. وحسب استطلاع للرأي لمركز دراسات اجتماعية إسباني فإن البطالة هي أكبر ما يقلق المواطنين وجاءت الهجرة في المرتبة الخامسة. وبعكس دول أوروبية أخرى، لا يلقِ الإسبان باللائمة على المهاجرين في قضية البطالة.

في كانون الأول/ ديسمبر فاز حزب فوكس اليميني المتشدد بـ 12 مقعداً في الانتخابات المحلية في مقاطعة الأندلس، وهي المرة الأولى التي يفعلها الحزب المتشدد في أي انتخابات محلية منذ ثمانينات القرن المنصرم.

Spanien -  Ankunft von Fluechtlingen in Andalusien
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas

وفي أحدث استطلاع للرأي نشرته صحيفة "ال موندو" اليومية يوم الأربعاء (الثاني من كانون الثاني/يناير 2019) حظي حزب فوكس اليميني المتطرف بفرص دخول البرلمان الإسباني بنسبة 13% من الأصوات، اذا ما أجريت الانتخابات أمس، وهذا يعني حصول المحافظين على الأكثرية.

ويمنح الاستطلاع حزب فوكس 43 إلى 45 مقعداً وهذا سيجعله يسجل دخولاً مظفراً إلى البرلمان الذي لا يشغل فيه أي مقعد. والاستطلاع الأخير الذي أعده معهد "سيغما دوس" نفسه في تموز/يوليو، لم يعطه أصواتاً كافية لدخول البرلمان.

ولن يستطيع رئيس الوزراء بيدرو سانشيز البقاء في الحكم، حتى لو أن حزبه الاشتراكي الإسباني تصدر نتائج الاستطلاع بحصوله على 22.6 % من الأصوات، أي أقل بأربع نقاط من ال 26.3 % التي حصل عليها في تموز/يوليو.

ولا يمنح هذا الاستطلاع الاشتراكيين سوى 92 إلى 96 من المقاعد ال 350 في مجلس النواب، ولن يتمكن سانشيز من تشكيل أكثرية حتى مع أصوات حزب بودييموس اليساري والأحزاب القومية الكاتالونية والباسكية التي أتاحت تنصيبه في حزيران/يونيو. وهي لا يتوقع أن تؤمن سوية سوى 167 مقعدا، فيما الأكثرية الضرورية 176.

ويمكن أن يحصل الحزب الشعبي (يميني) على 19،2%، يليه ليبراليو سيودادانوس الذين يمكن أن يحصلوا على 8.8 %.

واذا ما جمع الحزب الشعبي وسيودادانوس وفوكس قواها، يمكن أن تحصل على أكثرية مطلقة في الكونغرس مع 189 مقعداً، كما أفاد الاستطلاع.

يرى الناشط في منظمة Accem الإسبانية عبد اللطيف البكاري أن حزب فوكس حقق خروقات في جزء من البلد يعاني من صعوبات اقتصادية وقد يكون بدأ الناس هناك بالشعور أن المهاجرين يستحوذون على فرص العمل على حسابهم.

آسيم سالم/ خالد سلامة - مهاجر نيوز

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد