ابتكار ألماني لتحديد تاريخ صلاحية الملفات على الإنترنت
٢٦ سبتمبر ٢٠١٠شتيفان شاب ألماني في السادسة والعشرين من عمره، وسيم الطلعة، رياضي القوام، وأنهى دراسته الجامعية بنجاح، بما فيها فصل دراسي قضاه في جامعة في أسبانيا. من ناحية نظرية فإن شتيفان لديه كل المقومات اللازمة للحصول على وظيفة مرموقة. لكن المشكلة هي أنه لم ينجح في الحصول على أي وظيفة حتى الآن.
طيش الشباب قد يفسد المستقبل
إلا أن عملية بحث بسيطة في الإنترنت أعطت الشاب الألماني أمراً ليفكر به، ما بين صور محرجة له أثناء مشاركته في حفلات خلال الفصل الدراسي الذي قضاه في إسبانيا، أو تعليقات طفولية تبادلها مع أصدقائه في إحدى الشبكات الاجتماعية. كل هذا يعطي انطباعاً سلبياً لأي شخص يود تقييم ملائمة شتيفان لوظيفة ما.
في هذا الصدد يقول توماس روبل، وهو مستشار في مجال التوظيف، إنه "عند اطلاع أي مسئول توظيف في شركة ما على صور في الإنترنت لمتقدمين لإحدى الوظائف لديه، وشاهده على سبيل المثال يحيط نفسه بمجموعة من الفتيات أثناء إحدى العطلات، فسوف يتكون لديه انطباع بأن هذا الشخص غير جدي وليس ملائماً لتحمل المسؤولية".
ولا يزال الكثير من مستخدمي الإنترنت، وخصوصاً في أوروبا، يقللون من أهمية ما يعرف بـ"البصمة الافتراضية" التي يتركها مستخدم الإنترنت وراءه، وهي تشمل الصور التي يرسلها، والتعليقات التي يكتبها، أو حتى شبكة الأصدقاء الافتراضيين التي اختارها لنفسه.
الإنترنت لا ينسى
ومن يعتقد أنه قادر على حل المشكلة عن طريق محو أي صور قد تسبب له مشاكل أو إحراج، فإنه مخطئ، فالإنترنت لا ينسى إطلاقاً. فمحركات البحث مثل غوغل وبينغ تجوب الإنترنت بشكل تلقائي وتسجل أي بيانات يتركها المستخدم، كما يقول إيريك شميت من شركة غوغل في ألمانيا، والذي يقول مازحاً بأنه "ينبغي السماح لأي شخص بتغيير اسمه وهويته عندما يبلغ سن الرشد هرباً من تاريخه الرقمي".
إلا أن البروفسور ميشائيل باكيس يعتقد بأنه وجد حلاً لهذه المشكلة العويصة، فأستاذ علم الترميز وأمن الحواسيب في جامعة زارلاند الألمانية قد ابتكر برنامجاً يضع تاريخ انتهاء على الملفات التي يحملها على شبكة الإنترنت. ويوضح باكيس بأنه فكرة برنامجه تتمحور حول "قدرة المستخدم على إضافة تاريخ انتهاء مفعول للملفات التي ينتجها على جهاز الكمبيوتر الخاص به، يتم محوها بعد ذلك بشكل آلي في أي مكان تتواجد فيه".
ويقول البروفسور بأن البرنامج الذي صممه وأسماه "إكس باير" (انتهاء الصلاحية) يعتمد على "تخزين رقم سري وتاريخ انتهاء المفعول على خادم للإنترنت، وبمجرد حلول هذا التاريخ يختفي الرقم السري ويصبح من المستحيل الاطلاع على بيانات الملف". وقد يشكل هذا البرنامج بارقة الأمل بالنسبة للعديد من المتقدمين لوظائف، أو حتى لأولياء أمور يشعرون بالقلق إزاء ما يقوم به أطفالهم على شبكة الإنترنت، التي يقضون جلّ وقتهم فيها.
(ي.أ/ د ب أ)
مراجعة: طارق أنكاي