1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اتحادات منعتهن.. متحولات الجنس وجدل المنافسات النسائية

٢١ يونيو ٢٠٢٢

تسير عدة اتحادات نحو منع متحولات الجنس، -وهن رياضيات كنّ يشاركن في منافسات الذكور، وخضعن لعمليات تحول جنسي-، من المشاركة في مسابقات السيدات، وتبرّر الاتحادات القرار بـ"الإنصاف"، لكن هناك من يرفض هذه القواعد الجديدة.

https://p.dw.com/p/4CzlF
من منافسات ريغبي السيدات في بريطانيا - أرشيف
من منافسات ريغبي السيدات في بريطانيا- أرشيفصورة من: Richard Sellers/PA Wire/empics/picture alliance

أضحت الرابطة الدولية لرياضة الرغبي ثاني اتحاد رياضي عالمي يمنع متحولات الجنس من المشاركة في المسابقات الدولية الخاصة بالسيدات، وفق ما أعلنته أمس الثلاثاء، وأشارت إلى أن  هناك حاجة لمشاورات متعددة وأبحاث للوصول إلى قواعد جديدة لعام 2023.

وتحدثت الرابطة عن وجود مخاطر الرعاية الاجتماعية والقانونية وكذلك ما يخصّ سمعة اللعبة والمشاركين فيها، مبرزة أنه إلى حين الوصول إلى قواعد جديدة، فإن اللاعبات المتحوّلات جنسيا لن يكنّ قادرات على اللعب في المباريات الدولية الخاصة بالسيدات،

وقالت الرابطة إنها مسؤولة عن ضمان توازن حق الأفراد في اللعب، ضد المخاطر المحتملة، وأنها حريصة على ضمان الحق في جلسة استماع عادلة للجميع.

ويأتي تحرك رابطة الرغبي بعد أيام على قرار مماثل للاتحاد الدولي للسباحة، إذ قام بتجديد قوانينه لمنع الرياضيين المتحولين جنسياً من المشاركة في المسابقات النسائية لفئة النخبة.

توجه عالمي

وجاء ذلك إثر إعلان رئيس الاتحاد الدولي للسباحة، الكويتي  حسين المسلم، عن توجه لإطلاق "فئة مفتوحة" من أجل السماح للرياضيين المتحولين جنسياً بالمنافسة في فئة منفصلة على مستوى النخبة.

منافسات السباحة للسيدات - أرشيف
الاتحاد الدولي للسباحة كان أول من اتخذ القواعد الجديدة في منافسات السيدات صورة من: imago/Insidefoto/A. Masini

وقال المسلم في الكونغرس الاستثنائي للاتحاد الدولي "لا أريد أن يُقال لأي رياضي إنه لا يستطيع المنافسة على أعلى مستوى"، مضيفاً "سأشكل مجموعة عمل لإنشاء فئة مفتوحة في بطولاتنا. سنكون أول اتحاد يقوم بهذه الخطوة".

وقال المدير التنفيذي للاتحاد الدولي برنت نوفيكي إن الهيئة الناظمة للسباحة العالمية مصممة على أن تبقي الفصل في المنافسة بين الرجال والنساء. وتابع أن الاتحاد الدولي "يدرك أن بعض الأفراد قد لا يكونون قادرين على المنافسة في الفئة التي تتوافق بشكل أفضل مع جنسهم القانوني أو الهوية الجنسية".

وقال إنه بموجب القواعد، ستكون مسابقات الذكور مفتوحة أمام الجميع لكن "لا يمكن للرياضيين المتحولين جنسياً من الذكور إلى الإناث وللرياضيين ثنائيي الجنس التنافس في مسابقات السيدات أو تسجيل رقم قياسي عالمي، إلا إذا تمكنوا من إثبات أنهم لم يختبروا أي عنصر من عناصر البلوغ الذكري".

وشكل الاتحاد الدولي للسباحة ثلاث لجان خبراء، واحدة طبية وواحد قانونية وأخرى مكونة من الرياضيين، للنظر في هذه المسألة. ووجدت اللجنة الطبية أن الرجال الذين يتحولون الى نساء احتفظوا بأفضلية.

وأوضحت الطبيبة ساندرا هانتر من جامعة ماركيت في ميلووكي أن "بعض المزايا التي يكتسبها الذكور في سن البلوغ هي مزايا هيكلية ولا يخسرونها عند كبت الهرمونات". وعددت هانتر المزايا الهيكلية الذي يحتفظ بها المتحولون من رجال الى سيدات وهي "رئة أكبر وقلب أكبر، عظام أطول، قدمان ويدان أكبر حجماً".

اتحادات أخرى

كما شدد الاتحاد الدولي للدراجات (UCI) بدوره قواعده بشأن أهلية المتحولين جنسياً، وذلك عبر مضاعفة الفترة الزمنية التي يحتاجها متسابق متحول من ذكر إلى أنثى لأجل المشاركة في المنافسة.

من جهته، ألمح رئيس الاتحاد الدولي لألعاب القوى البريطاني سيباستيان كو إلى أن هيئته قد تحذو حذو السباحة في تطبيق سياسة أكثر صرامة بشأن الرياضيين المتحولين جنسياً الذين ينافسون في المسابقات النسائية.

وقال كو خلال تواجده في العاصمة المجرية بودابست على هامش بطولة العالم للسباحة "مسؤوليتي هي حماية نزاهة الرياضة النسائية ونأخذ ذلك على محمل الجد، وإذا كان ذلك يعني أنه يتعين علينا إجراء تعديلات على البروتوكولات في المستقبل، فسنقوم بذلك".

وتابع بطل أولمبيادي 1980 و1984 في 1500 م "لقد أوضحت دائمًا: إذا تم دفعنا إلى الزاوية وأجربنا على اتخاذ قرار بين الإنصاف أو الدمج، فسأظل دائمًا في جانب الإنصاف". وأضاف: "لطالما اعتقدنا وكررنا باستمرار، أن البيولوجيا تتفوق على الجنس وسنواصل مراجعة لوائحنا بما يتماشى مع هذا الامر".

وبموجب قواعد الاتحاد الدولي لألعاب القوى، يتعين على النساء المتحولات جنسيًا إثبات أن لديهن مستويات منخفضة من هرمون التستوستيرون لمدة 12 شهرًا على الأقل قبل المنافسة.

كما كشف متحدث باسم الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) أن الفيفا يتبع خطى اتحادات رياضية أخرى في مراجعة القواعد الخاصة بالرياضيين المتحولين جنسيا.

وأضاف :"سيحصل الفيفا على إرشادات من عدة معنيين (طبيون وقانونيون وعلماء في الأداء وحقوقيون)، إضافة إلى إطار عمل اللجنة الأولمبية الدولية في (تشرين الثاني) نوفمبر 2021 حول المساواة والإدماج وعدم التمييز على أساس الهوية والاختلافات الجنسية."

وتابع :"نظرا لأن العملية جارية حاليا، فإن الفيفا ليس في وضع يسمح له  بالتعليق على تفاصيل التعديلات المقترحة على القواعد الحالية."

أصل الجدل

دخلت السباحة في جدل حول تنافس النساء المتحولات جنسياً ضد النساء اللواتي ولدن اناثاً، وباتت ليا توماس وجه القضية في الولايات المتحدة.

المتحولة جنسيا ليا توماس خلال مشاركتها في منافسات السيدات
المتحولة جنسيا ليا توماس خلال مشاركتها في منافسات السيداتصورة من: Joseph Prezioso/AFP

ونافست توماس، المتخصصة في السباحة الحرة، مع فريق الرجال في جامعة بنسلفانيا من 2017 إلى غاية 2019، لكن بعد عملية التحول الجنسي وخضوعها للعلاج الهرموني المطلوب، شاركت في فريق السيدات هذا الموسم.

وباتت توماس أول رياضية معروفة من المتحولين جنسياً تفوز بلقب ضمن مسابقات النخبة في الولايات المتحدة عندما تفوقت على صاحبة الميدالية الفضية الأولمبية إيما ويانت في سباق 500 متر حرة في أتلانتا في آذار/مارس الماضي.

ولا تحظى قرارات الاتحادات الرياضية بالترحيب من لدن المنظمات المناصرة للمتحولين جنسيا، وكتبت مجموعة Athlete Ally بأن معايير الأهلية الجديدة في السباحة "تمييزية وضارة وغير علمية"، وتابعت على حسابها على تويتر: "إذا كنا نريد حقًا حماية الرياضة النسائية ، فيجب أن نضم جميع النساء".

يجادل المدافعون عن دمج المتحولين جنسياً بأنه لم يتم إجراء دراسات كافية حتى الآن حول تأثير الانتقال على الأداء البدني ، وأن نخبة الرياضيين غالباً ما يكون لديهم تطرف في بعض وظائف الجسد.

ع.ا/ ( أ ف ب، د ب أ)