1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

اتفاق ألماني مغربي على فتح صفحة جديدة في العلاقات

٢٥ أغسطس ٢٠٢٢

توجت زيارة وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إلى المغرب باتفاق بين البلدين على استئناف التعاون في مختلف المجالات، وذلك بعد توتر دبلوماسي دام شهورًا بسبب ملف الصحراء الغربية. فما أبرز النقاط التي تم الاتفاق عليها؟

https://p.dw.com/p/4G34K
وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ونظيرها المغربي ناصر بوريطة خلال زيارة لبيربوك إلى المغرب (25 آب/أغسطس 2022)
بيربوك ونظيرها المغربي ناصر بوريطة اتفقا على فتح صفحة جديدة في العلاقات بين البلدينصورة من: Britta Pedersen/dpa/picture alliance

اتفقت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ونظيرها المغربي ناصر بوريطة اليوم الخميس (25 آب/أغسطس 2022) خلال اجتماع بالعاصمة المغربية الرباط على بيان مشترك ينص على استئناف التعاون بين البلدين في جميع المجالات. وتحدث كلا الطرفين عن "فصل جديد" في العلاقات الألمانية المغربية، "مبنية على الوضوح والثقة والتعاون من أجل المصالح المشتركة وفق آليات جديدة".
وأعلن الوزيران، في مؤتمر صحفي عقد اليوم بمقر وزارة الخارجية المغربية في الرباط في أعقاب زيارة رسمية لبيربوك، فتح حوار استراتيجي على مستوى الخارجية وإعادة إحياء اللجنة الاقتصادية للدفع بالتعاون المشترك في المجالين الاقتصادي والمالي وتعزيز الشراكة في مجموعة من المجالات منها الهيدروجين الأخضر والطاقة والاستثمار وتمكين المرأة وتعزيز دورها في المجتمع.

وجدد البلدان، في البيان المشترك الذي تلقت دويتشه فيله (DW) نسخة منه، رغبتهما في تطوير العلاقة في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية وتعزيز الديمقراطية وحقوق الإنسان والحوكمة. وأشار البيان إلى أنه وفي "الشراكة" بين البلدين "يلعب المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية، بما في ذلك المؤسسات السياسية الألمانية ، دورًا مهمًا".

قضية الصحراء الغربية
وتطرقت بيربوك إلى ملف الصحراء الذي شكل نقطة الخلاف والقطيعة في الأزمة الأخيرة، مؤكدة موقف بلادها المتطابق مع موقف الاتحاد الأوروبي الذي يراهن على المفاوضات التي تقودها الأمم المتحدة في إطار تعزيز فرص إيجاد حل دائم ومرضي لكل الأطراف على أساس مقترح الحكم الذاتي.

من جهته أكد نظيرها المغربي تشبث بلاده الدائم بالبحث عن حل للقضية داخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن وليس خارجهما، مشيرًا إلى موقف بلاده المبني على مقترح الحكم الذاتي لسنة 2007.

وأدان الطرفان التدخل العسكري والغزو الروسي لأوكرانيا وانعكاساته على السلبية على أزمة الغذاء العالمية.

مؤتمر صحفي مشترك بين وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك ونظيرها المغربي ناصر بوريطة (25 آب/أغسطس 2022)
أعلن الوزيران في مؤتمر صحفي مشترك عن فتح حوار استراتيجي على مستوى الخارجيةصورة من: Thomas Trutschel/photothek/picture alliance

وقال بوريطة: "لدينا تطابق في العديد من الملفات سواء الخاصة بموضوع الصحراء المغربية أو منطقة الساحل والشرق الأوسط ومالي وليبيا وأوكرانيا، نحيي دور ألمانيا للدفع بالعلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي إلى الأمام وخلق شكل جديد من التعاون بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط".

وأكد الطرفان على أهمية الشراكة والعمل المشترك لتعزيز الاستقرار في مالي وليبيا وبقية منطقة الساحل لتأثيرها الكبير على الاستقرار في بقية أنحاء العالم.

وشدد بوريطة على معاناة القارة الأفريقية من العمليات الإرهابية، مشيرًا إلى تواجد ما يقارب 12 مجموعة إرهابية تستغل حالة عدم الاستقرار لتطوير عملياتها في المنطقة بشكل ينعكس على شمال أفريقيا وأوروبا كذلك.

من جهتها أوضحت الوزيرة بيربوك أن تواجد القوات الألمانية في مالي إلى جانب بقية ممثلي المجتمع الدولي دليل على صعوبة الموقف في المنطقة لمواجهة التواجد الروسي المتزايد الذي يهدد إفريقيا في غذائها وأوروبا في أمنها وطاقتها.

دعوة ملك المغرب لزيارة ألمانيا
وجددت الوزيرة الألمانية الدعوة التي وجهها من قبل الرئيس الألماني لملك المغرب لزيارة ألمانيا منوهة كذلك بالإصلاحات الهامة التي يباشرها المغرب في مجموعة من المجالات والدور المهم الذي يلعبه المغرب كشريك أساس للاتحاد الأوروبي في شمال أفريقيا والقارة السمراء ككل.

مسائيةDW : توتر العلاقات بين المغرب وألمانيا...أسبابه وتداعياته؟

وأشارت بيربوك إلى مجموعة من الحقائق التي تؤكد أهمية الشراكة بين البلدين والروابط الثقافية والتجارية التي تجمعهما والمتمثلة في إقبال المغاربة على تعلم اللغة الألمانية والشراكات المتعددة في التعليم العالي والتبادل السياحي المتنامي إضافة إلى الملفات التي تحظى بأولوية في مجالات الطاقات المتجددة وأزمة المناخ وتطوير الهيدروجين الأخضر والهجرة ومكافحة الإرهاب.

يذكر أن العلاقات الألمانية المغربية شهدت توترًا العام الماضي بعد أن استدعت الرباط سفيرتها من برلين للتشاور، لعدة شهور، وذلك لغضب الحكومة المغربية من السياسة الخارجية الألمانية المتعلقة بالنزاع على إقليم الصحراء الغربية الذي تدعي المملكة المغربية السيادة عليه، حيث قالت الرباط إن ألمانيا تصرفت مرارًا على نحو "معاد للمصالح العليا للمغرب".

وفي المقابل، ردت الخارجية الألمانية آنذاك بأن الاتهامات المغربية غير مفهومة. وكانت بيربوك وبوريطة قاما بتسوية الخلاف خلال مؤتمر عبر الفيديو في شباط/فبراير الماضي، وقالا في بيان لاحق إنهما عازمان على البناء على "التميز الخاص في العلاقات الثنائية" وأضافا أن البلدين سيستأنفان التعاون في كل المجالات مرة أخرى.

م.ع.ح/أ.ح (د ب أ، أ ف ب)