الأديب الإسرائيلي غروسمان يفوز يجائزة الناشرين الألمان للسلام

فاز الأديب الإسرائيلي دافيد غروسمان بجائزة السلام التي تمنحها رابطة أصحاب دور النشر الألمانية للعام 2010، وذلك تقديراً لأعماله الأدبية التي يدعو فيها إلى المصالحة بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ومحاولاته فهم وجهة النظر الأخرى ووصفها. وأعلنت الرابطة عن قرارها هذا اليوم الخميس (10 حزيران/يونيو) في مقرها بمدينة فرانكفورت الألمانية.

يعترف غروسمان بأنه يكتب أينما كان وطوال الوقت، سواء في الحافلة، أو في الطائرة. ومن الصعب عليه ترك طاولة الكتابة لأي شأن، فهو يقول: "كتابة رواية هي من أكثر التجارب التي عشتها اكتمالاً، فهي تتطلب ثلاثة إلى أربعة أعوام، وتسمح لي بالوصول إلى أي مكان أرغب في الذهاب إليه، سواء في داخلي أو داخل أشخاص آخرين لا يمكن أن أصل إليهم في العادة. عندما أكتب رواية ما، فإنني أكتبها وكأنني لا أتوقع أن يقرأها شخص آخر، وكأنه لا يقف بيني وبينها أي شخص آخر. إنه عمل حميم للغاية".

النشأة والانطلاق

ودرس دافيد غروسمان الفلسفة وعلم المسرح في الجامعة العبرية بمدينة القدس، وبعد تخرجه عمل في الراديو الإسرائيلي لمدة أربعة عشر عاماً، قضاها في إعداد برامج إذاعية للأطفال حازت على شهرة وإقبال واسعين. وبالإضافة إلى ذلك نشر غروسمان عدداً من كتب الأطفال، إضافة إلى كتاب "ابتسامة الحمل"، والذي ترجم للألمانية عام 1988. وركز غروسمان في هذا الكتاب بشكل رئيسي على العلاقة بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

ويعترف الكاتب الإسرائيلي بصعوبة اتخاذه لقرار السفر إلى ألمانيا، إذ يقول: "لقد رفضت لسنوات عديدة الذهاب إلى ألمانيا، وذلك بسبب المحرقة، ذلك أنني وجدت صعوبة في السفر إلى هناك وسماع اللغة الألمانية. لكن عندما بدأت بممارسة العمل الأدبي في إسرائيل، وجدت نفسي أقول بأنني يمكن أن أكون في ألمانيا إذا ما شاهدت اسمي على عنوان كتابي هناك، لأن من أسوأ ما تم ارتكابه خلال المحرقة برأيي هو قتل الناس دون الإعلان عن أسمائهم. هذا لا يطاق بالنسبة لي. لذلك كنت قادراً على السفر إلى ألمانيا بمجرد أن ظهر اسمي على كتابي "ابتسامة حمل"".

الرواية الأخيرة سيرة ذاتية

وفي شهر مايو/أيار من العام 2003 بدأ دافيد غروسمان صاحب الإطلالة الخجولة في كتابة رواية "أمرأة تفر من خبر"، والتي دمجت بينه وبين عائلته بشكل مأساوي وأعطته مجالاً للتنفيس عن مخاوفه ومخاوف العديد من الآباء والأمهات الإسرائيليين. وتتمحور مخاوفه حول ابنه الأكبر يوناتان، والذي أنهى خدمته العسكرية عام 2003، والأصغر أوري، والذي سيبدأ الخدمة العسكرية خلال ستة شهور. وفي صيف عام 2006 – ولم يكن غروسمان قد أنهى كتابة روايته بعد – قتل ابنه الأصغر أوري خلال الحرب التي اندلعت بين إسرائيل وحزب الله جنوب لبنان، في أثناء محاولته إنقاذ زملائه من دبابة محترقة. وفي حديث خاص مع الكاتب الإسرائيلي عاموس أوز اعترف غروسمان بأنه لم يكن متأكداً من أن الرواية كانت ستنقذ ابنه، فرد أوز بقوله: "الكتاب سينقذك أنت يا دافيد".

وفي شهر نوفمبر/ تشرين أول من العام 2006 خاطب غروسمان عشرات الآلاف من الإسرائيليين الذين احتشدوا في ميدان رابين في مدينة تل أبيب للتظاهر ضد الحرب في لبنان بقوله: "من أسوأ ما اتضح خلال الحرب الأخيرة هو الشعور مؤخراً بأنه لا يوجد هناك ملك في إسرائيل، وبأن قيادتنا جوفاء. إن قيادتنا العسكرية والسياسية جوفاء". هذا ويقول غروسمان لاحقاً أنه يرفض أن يفقد الثقة، وأن يشعر بالكراهية والرغبة في الانتقام، فهو لا يريد الشعور بالغضب، لأن شعوره بالغضب سيبعده عن ابنه أوري.

يشار إلى أن رئيس رابطة أصحاب دور النشر الألمانية، غوتفريد هونيفلدر، قد أعلن عن اسم الفائز بالجائزة هذا العام على هامش بدء أعمال مهرجان أيام الكتاب في برلين، على أن تجرى مراسم تسليم الجائزة في كنيسة القديس بولس في مدينة فرانكفورت وذلك في سياق معرض فرانكفورت للكتاب الذي سيقام في العاشر من شهر أكتوبر/تشرين أول.

الكاتب: كليمنز فيرينكوته/ ياسر أبو معيلق

مراجعة: هشام العدم