1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"الأزمة في مالي أبعد من الانقلاب العسكري وتمرد الطوارق"

٤ أبريل ٢٠١٢

تتجه الأنظار في هذه الأيام إلى دولة مالي، خصوصا بعد الانقلاب العسكري الذي أطاح بحكم الرئيس أمادو توماني توري، وكذلك بعد إعلان الطوارق نيتهم تأسيس دولة لهم في شمال البلاد. فما حقيقة ما يجري داخل هذا البلد الإفريقي؟

https://p.dw.com/p/14XAX
صورة من: dapd

تقع مالي في غرب إفريقيا وتحيط بها مجموعة من الدول كالجزائر والنيجر وساحل العاج وبوركينافاسو وغينيا وموريتانيا والسنغال. ويبلغ عدد سكان البلد حوالي 14 مليون نسمة حسب إحصائيات 2009. أغلب السكان يتمركزون في جنوب البلاد نظرا لغنى الموارد الطبيعية فيها واحتضانها نهرا النيجر والسنغال، بينما يظل الطابع الصحراوي والجفاف سائدا في الشمال.  

باحثة ألمانية: الطوارق ليسوا السبب الوحيد للانقلاب

من بين الدوافع التي أعلن عنها الانقلابيون ما أسموه "فشل الرئيس المالي في حل أزمة الطوارق شمال البلد". وقد شن الطوارق في الأشهر الأخيرة هجمات مسلحة خلفت عشرات القتلى ودفعت الكثيرين إلى مغادرة مناطق سكناهم إلى مناطق أخرى آمنة. وفي اتصال مع  DWعربية  قال الصحفي المالي أبوبكر سيديكي سيسي إن "عدم دعم الجيش وتزويده بالمساعدات الضرورية في مواجهة الطوارق دفعه إلى الانقلاب على الرئيس".

 أما هييل شاغلوت، الباحثة في المركز الألماني للدراسات الإفريقية بهامبورغ GIGA  فتقول في حوار مع DWعربية إن "قضية الطوارق ليست العامل الوحيد وراء الانقلاب العسكري". وتشير الباحثة الألمانية إلى أنه من بين العوامل الأساسية التي دفعت العسكر للانقلاب "عدم الرضا عن سياسة الرئيس المطاح به وكذا تذمر الجيش إزاء الوضع العام للبلد".

الانقلاب العسكري وتمرد الطوارق قضيتان مختلفتان

وتشدد الباحثة الألمانية على التفريق بين الانقلاب العسكري والتمرد الذي تقوده "حركة تحرير الأزواد" الأمازيغية. وتعتبر أن "الصراع مع الطوارق قديم جدا وتعود جذوره إلى ما بعد الاستقلال"، إلا أن دولة مالي "كانت تجد حلولا مؤقتة للوضع". ولا تخفي الباحثة أن يكون "لعودة المقاتلين الماليين، الذين قاتلوا إلى جانب القذافي وكذا أنشطة التهريب في شمال البلد، دور في التطورات الأخيرة". وأبرز الباحث والمحلل الفرنسي بيير جاكمون في حوار مع جريدة لوفيغارو الفرنسية أن "شمال مالي لا يعتبر فقط مهد الطوارق ولكن أيضا نقطة عبور للأسلحة، السيارات المهربة، السجائر والمخدرات" كما أن المنطقة "تشهد عمليات اختطاف السياح الأوربيين"، يضيف بيير جاكمون.

Capitaine Amadou Sanogo Anführer der Junta in Mali
قائد الانقلاب في مالي الكولونيل أمادو سانوغوصورة من: Reuters

حركة تحرير أزواد و"الدفاع عن قضية عادلة"

وشدد موسى أك الطاهر الناطق الرسمي للحركة الوطنية لتحرير أزواد في العاشر من شهر مارس/ آذار الماضي في كلمة ألقاها في مدينة الرباط المغربية أمام أعضاء المؤتمر العالمي الأمازيغي، حصلت DWعربية على نسخة منها، على أن "كفاح شعب الطوارق  هو كفاح من أجل الحرية والكرامة". ووصف موسى أك الطاهر حركة تحرير أزواد أنها "تدافع عن قضية شريفة وعادلة لأنها تسعى لجلب الحقوق للطوارق". ويدرك موسى أك الطاهر صعوبة اختيار المواجهة العسكرية ضد النظام المالي لكنه يرى أن هذه المواجهة "ضرورية ومصيرية بالنسبة للطوارق ومستقبلهم". لكن الصحفي  أبوبكر سيديكي سيس يصف الطوارق بأنهم "عصابات تقوم بالسلب والنهب وتدمير مؤسسات الدولة وملكيات السكان".

وتلقى الحركة الوطنية لتحرير أزواد دعما وتعاطفا من طرف الناشطين الأمازيغ في شمال إفريقيا وحتى المقيمين في أوروبا وأمريكا. وسبق للحركة أن نظمت لقاءات للتعريف بقضيتها وبأهدافها كان آخرها في عاصمة الأنوار باريس شهر فبراير/ شباط الماضي. وأصدرت الحركة في باريس بيانا  تعلن فيه من جهة "أن الطوارق غير معنيين بالانتخابات الرئاسية التي سيشهدها البلد" ومن جهة ثانية "عدم رغبتهم في القيام بهدنة مع النظام المالي مادامت مطالبهم غير مقبولة وأبرزها إعلان شمال مالي منطقة مستقلة وحرة". يشار إلى أن مطالب الاستقلال عن دولة مالي لا تلقى قبول السياسيين الماليين الذين يصفونها "بغير المعقولة"، حسبما أكد أبوبكر سيديكي لموقع DWعربية.

Libyen Sahara Sanddüne Tuareg mit Turban
الطوارق مستعدون للقتال في سبيل تأسيس دولة لهمصورة من: picture-alliance/Bildagentur-online/RUN-McPhoto

قضية الطوارق سيصل تأثيرها إلى دول الجوار

ولا يقتصر وجود الطوارق على شمال مالي بل يمتد إلى دول الجوار كالجزائر، ليبيا، بوركينافاسو نيجيريا وتشاد. وتربط الطوارق في مختلف هذه البلدان علاقات التواصل والتعاون ليس فقط بسبب عامل اللغة الموحد والتقارب الثقافي ولكن بسبب المصالح التجارية كحماية القوافل وتأمين تنقلات القبائل الرحل.

 وترى هييل شاغلوت، الباحثة في المركز الألماني للدراسات الإفريقية بهمبورغ GIGA، أن "المستقبل السياسي لمنطقة الساحل الإفريقي رهن بتطورات الوضع في شمال مالي". وتضيف  شاغلوت أن الدول المحيطة بمالي "تدرك جيدا خطورة التطورات على وضعها السياسي الداخلي والإقليمي، لذا فهي ستسعى لإحكام السيطرة على الوضع". وبدوره يصف الصحفي المالي أبوبكر سيديكي سيس مطالب الطوارق"بغير المعقولة" لأن الدولة في نظره "عبارة عن قبائل متعددة ولو طالبت كل قبيلة بالاستقلال لتشتت الوطن".

عبد الرحمان عمار

مراجعة: أحمد حسو