1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الاتحاد الأوروبي يعلق جزئيا اتفاقية التأشيرة مع بيلاروسيا

٩ نوفمبر ٢٠٢١

علق المجلس الأوروبي جزئيا تطبيق اتفاقية تيسير التأشيرة بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروسيا، وسط اتهامات لمنسك بتنظيم تدفق اللاجئين نحو الاتحاد الأوروبي. وفيما طالبت برلين بدعم أوروبي لبولندا، حذرت الأخيرة من تداعيات أمنية.

https://p.dw.com/p/42ku0
الحدود البولندية ـ البلاروسية (8/11/2021)
آلاف اللاجئين يحاولون اقتحام الحدود البولندية من بيلاروسيا، والشرطة البولندية تحاول صدهمصورة من: Polish Defence Ministry/REUTERS

تبنى المجلس الأوروبي قرارا بالتعليق الجزئي لتطبيق اتفاقية تيسير التأشيرة بين الاتحاد الأوروبي وبيلاروسيا، بحسب ما ذكرته وكالة "بلومبرغ" للانباء اليوم الثلاثاء (التاسع من نوفمبر/ تشرين الثاني 2021). وقال المجلس إن القرار يأتي "ردا على الهجوم الهجين والمستمر الذي يشنه 
حاليا النظام البيلاروسي". وأوضح أن بيلاروسيا تقوم بتنظيم الرحلات الجوية والسفر الداخلي لتسهيل عبور المهاجرين إلى الاتحاد الأوروبي، من خلال سفرهم إلى ليتوانيا أولا ثم إلى لاتفيا وبولندا.
ويشمل تعليق تطبيق الاتفاقية الأحكام التي تتنازل عن متطلبات الأدلة المستندية، وتنظم إصدار تأشيرات الدخول المتعددة، وتخفّض رسوم طلب 
التأشيرة للمسؤولين في النظام البيلاروسي. ولن يؤثر القرار على المواطنين العاديين في بيلاروسيا. 

برلين تطالب بدعم أوروبي لبولندا

وفي وقت سابق طالبت ألمانيا المفوضية الأوروبية بـ "أخذ إجراءات" للحدّ من تدفّق المهاجرين من بيلاروسيا إلى جارتها بولندا العضو في الاتّحاد الأوروبي. وقال وزير الداخلية الألماني هورست زيهوفر لصحيفة بيلد إنّ تدفّق المهاجرين مشكلة "لا تستطيع بولندا أو ألمانيا التعامل معها بمفردهما". وأضاف "يجب أن نساعد الحكومة البولندية على تأمين حدودها الخارجية. في الواقع هذا الأمر ينبغي أن يكون من مهام المفوضية الأوروبية، وأنا أطالبها الآن بأخذ إجراءات".

بولندا: أزمة اللاجئين

تأتي تصريحات الوزير الألماني المنتهية ولايته، غداة إعلان بولندا تفاقم الوضع على حدودها مع بيلاروسيا وصدّها لمحاولة قام بها مئات المهاجرين لعبور حدودها بشكل غير قانوني من بيلاروسيا، محذّرة في الوقت نفسه من أنّ آلافاً غيرهم يحتشدون على الحدود التي هي  جزء من الحدود الخارجية للاتّحاد الأوروبي.

وحسب وكالة أنباء تاس الرسمية الروسية عن سلطات الحدود البيلاروسية فإن نحو 2000 شخص احتشدوا على الحدود. وعلّق ستيفان ماير، المسؤول الكبير في وزارة الداخلية الألمانية لصحيفة بيلد على هذه التطورات مؤكدا أن بلاده يمكنها "إرسال وبسرعة كبيرة قوات شرطة لمساعدة بولندا إذا ما رغبت الأخيرة في ذلك".

خشية من تفاقم الوضع

من جهتها كتبت وزارة الدفاع في وارسو على تويتر أن إحدى المحاولات لاختراق السياج الحدودي وقعت بالقرب من بلدة كوزنيتشا الحدودية.

وفي مقطع فيديو نشر على الإنترنت، شوهد رجل يحمل جاروفا، ومجموعة أخرى تحمل جذع شجرة وهم يحاولون فتح طريقهم عبر سياج الأسلاك الشائكة. وشوهد ضابط بولندي يرتدي الزي الرسمي يرش الغاز المسيل للدموع على الرجال.

وفي وقت سابق، أفاد حرس الحدود بأنه تم إحباط محاولة أخرى من جانب المهاجرين لاختراق الحدود.

وتخشى وارسو كما جاء على لسان المتحدّث باسم حكومتها، بيوتر مولر من "حصول تصعيد لهذا النوع من الأعمال على الحدود البولندية في المستقبل القريب وأن يكون ذا طبيعة مسلّحة". وهو ما علّق عليه وزير الداخلية الألماني بإعلان تأييد بلاده لقرار بولندا بناء جدار على حدودها مع بيلاروسيا، مشددا أنه "لا يمكننا انتقادها (...) على حماية الحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي". وتابع "ليس باستخدام الأسلحة النارية بالطبع، ولكن بوسائل أخرى متاحة".

واليوم حذر رئيس الوزراء البولندي ماتوش مورافيتسكي من أن الموجة غير المسبوقة من المهاجرين الذي يحاولون دخول بولندا بصورة غير قانونية من بيلاروسيا تهدد أمن الاتحاد الأوروبي برمته. وكتب مورافيتسكي في تغريدة أن "إغلاق الحدود البولندية من مصلحتنا الوطنية، لكن استقرار وأمن الاتحاد الأوروبي برمته هو اليوم على المحك". وأكد أن "هذا الهجوم الهجين من نظام (الرئيس البيلاروسي ألكسندر) لوكاشنكو يستهدفنا جميعا. لن نرضخ للتخويف وسندافع عن السلام في أوروبا مع شركائنا من الحلف الأطلسي والاتحاد الأوروبي".
 

وفي السنة الأخيرة بدأت بولندا تعزز من تواجدها الأمني على الحدود مع بيلاروسيا، وكذلك الشأن بالنسبة لألمانيا على حدودها البولندية خشية من تكرار تجربة عام 2015 حين دخل مئات الآلاف من اللاجئين إلى البلاد.

وتفيد تقارير متطابقة أن اللاجئين من بلدان مختلفة، فيما نقلت وكالة الأنباء البيلاروسية (بيلتا) على خلفية أحداث الاثنين أن غالبية المجموعة التي تحركت في المنطقة التي لا تبعد كثيرا عن معبر بروزغي الحدودي، تضم 1500 من أكراد العراق.

المفوضية: على بولندا طلب المساعدة

في المقابل ردّت المفوضية الأوروبية على الطلب البولندي - الألماني معربة بأن وكالة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي (فرونتيكس) ووكالة اللجوء (إيسو) ووكالة الشرطة (يوروبول) مستعدة جميعها للمساعدة في تسجيل المهاجرين ومعالجة طلبات اللجوء والمساعدة في مكافحة التهريب، لكن "على بولندا طلب المساعدة".

في ذات الوقت وعلى ضوء هذه التطورات، يعتزم التكتل فرض عقوبات إضافية على بيلاروسيا. وطالبت فون دير لاين مساء الاثنين بيلاروسيا على التوقف على ما أسمته "الاستغلال المتبلد للمهاجرين"، وأضافت: "أطالب الدول الأعضاء بالموافقة على قاعدة العقوبات الموسعة ضد السلطات البيلاروسية المسؤولة عن هذا الهجوم الهجين".

وحسب كلام السياسية الأوروبية فإن العقوبات التي يتم البت فيها سوف تشمل أيضا شركات الطيران من دول من خارج التكتل بسبب ضلوعها في نقل مهاجرين إلى بيلاروسيا.

من جانبه، قال نائب رئيسة المفوضية ماراغاريتيس شيناس إنه سيتوجه في الأيام المقبلة إلى الدول التي ينحدر منها هؤلاء المهاجرون والدول التي يمرون عبرها.

لوكاشينكو وورقة اللاجئين

وبات اللاجئون الذين يبحثون عن طريق للوصول إلى أوروبا، في صلب صراع سياسي بين الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو والاتحاد الأوروبي.

وردّاً على العقوبات الأوروبية التي فرضت على بلاده، أعلن لوكاشينكو في أيار/ أبريل الماضي أنه لن يعد يعمل على منع الأشخاص من شقّ طريقهم إلى الغرب بحثا عن حياة أفضل، تلا ذلك تسهيلات في تأشيرات منحت لمواطني دول من خارج الاتحاد الأوروبي.

ويواجه اليوم لوكاشينكو انتقادا دوليا لسماحه للمهاجرين القادمين من مناطق الأزمات بالوصول جوّاً إلى بلاده ثم يتم نقلهم إلى حدود الاتحاد الأوروبي. وبالفعل شهدت ألمانيا زيادة حادّة في أعداد المهاجرين الآتين من بيلاروسيا عبر جارتها بولندا، وقد بلغ عددهم الشهر الماضي نحو 5 آلاف مهاجر. وسبق لمجموعة ضمت أكثر من 1200 شخص أن اجتازت الحدود الألمانية البولندية الشهر الماضي.

 وتنفي بيلاروسيا الاتهامات بأنها تقف خلف موجة اللاجئين. وقالت وزارة الدفاع البيلاروسية اليوم بيان إنها "تعتبر أن اتهامات الطرف البولندي لا أساس ولا مبرر لها" متهمة بدورها بولندا بتصعيد التوتر بصورة "متعمدة".
و.ب/ (أ ف ب، د ب أ، رويترز)